"لبنان… للصبر حدود"، ماذا يخطط بن سلمان؟!
[ادارة الموقع]
لبنان مرة أخرى وجهة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فالأمير الشاب بعد أن ضاقت به السبل في كل مكان بدأ يبحث عن مكان جديد يفرغ فيه مشاكله وأزماته، وفي ظاهر الأمر أن ولي العهد يضع "لبنان" نصب عينيه للقيام بهذه المهمة.
تفاصيل القصة
تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، يوم الإثنين عن تفاصيل سرية جديدة حول اجتماع حصل في الرياض ضم كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير ورئيس جهاز الاستخبارات خالد الحميدان ومسؤولين آخرين.
وبحسب تقرير "الأخبار" فإن الاجتماع تطرق إلى الأوضاع السياسية والعسكرية في سوريا وخصوصا في الجنوب بعد نجاح الجيش السوري بتحرير المنطقة الجنوبية بمساعدة القوى الحليفة للجيش والدعم الروسي، كما تطرق المجتمعون إلى الوضع اليمني وجرى التداول بالنتائج العسكرية هناك ودراسة التأثيرات والتداعيات السلبية على السعودية والدول الأخرى من الحرب اليمنية، ووفقا للتفرير، حاول المجتمعون ايجاد سبل للتعويض عن الخسائر في الحرب اليمنية وإيجاد طرق توازن جديدة مع إيران في المنطقة. وأظهر التقرير نية مبيتة لمساعدي بن سلمان في نقل المعركة من اليمن إلى لبنان معتبرين أنه بعد زيادة الضغوط الاقتصادية على إيران و"حزب الله" للخروج من سوريا، من المفيد أن تنقل المعركة من اليمن إلى الساحة الداخلية في لبنان، ووفقا لـ "الأخبار" فبعد الاجتماع، بدأت السعودية بحملة إعلامية على لبنان من خلال صحف سعودية أبرزها صحيفة «عكاظ» التي عنونت: «لبنان… للصبر حدود» التي هاجمت الدولة اللبنانية وأركانها وأحزابها واعتبرته أسيرا ولا يمكن أن يتخذ موقفا حازما تجاه التدخل الإيراني في لبنان والمنطقة. لماذا لبنان؟! أولاً: هناك اختناق واضح وفقدان للأمل بإحداث اي تغيير في اليمن التي احرجت آل سعود وقوضت مساعيهم في قلب موازين القوى في المنطقة عبر قيادة حرب بالوكالة هناك، كانت الغاية منها أن تكون كلمة السعودية هي العليا في اليمن وهي من يتحكم بمصير هذا البلد، ولكن وبعد أكثر من 3 سنوات من شن حرب واسعة على اليمن برا وبحرا وجوا لم تستطع قوات بن سلمان احداث أي تأثير هناك، بل على العكس انعكست نتائج الحرب على السياسة الداخية والخارجية للمملكة، وعلى اثرها تورطت السعودي في أزمات دبلوماسية وسياسية كانت بغنى عنها، وبعد هذا وكله كان لابد من تغيير الوجهة علها تنفع وتنقذ ولي العهد من ورطته وتعيد له شيئاً من "المكانة" التي يسعى لتحقيقها لنفسه في المنطقة. ثانياً: سوريا؛ هذه الدولة التي لم يكن تأثيرها على بن سلمان أقل من "اليمن"، فبعد ثماني سنوات من الحرب هناك، لم يحدث شيء مما كان يريده ولي العهد ومن معه، فأغلب الجماعات المسلحة التي دعمتها السعودية بالمال والسلاح أصبحت خارج الخدمة، ولم يعد لها أي أثر، فقد تبخرت جميعها أمام الضربات المحكمة والخطط المدروسة التي قام بها الجيش السوري وحلفائه هناك. أدرك الأمير الشاب هذا الأمر، لذلك بدأ يتوجه لتقديم عروض لدمشق، كان آخرها قبل ثلاثة أشهر، حيث كشف النائب عن كتلة "حزب الله" في البرلمان اللبناني، نواف الموسوي، عن تلقي الرئيس السوري بشار الأسد عرضا مغريا من مندوب سعودي زار دمشق موفدا من ولي العهد محمد بن سلمان شخصيا، وذلك في حديث للنائب مع قناة "الميادين" اللبنانية. وينص العرض "على أن يبقى الأسد رئيسا مدى الحياة ولا نريد إصلاحات سياسية ودستورية في سوريا"، وتابع النائب اللبناني "كما تتعهد السعودية بإعادة إعمار سوريا كلها، لكن مقابل ذلك يتوجب على الأسد قطع العلاقات نهائيا مع كل من حزب الله اللبناني وإيران". وذكر الموسوي أن العرض السعودي المقدم للأسد هو ليس بقديم بل مدته ثلاثة أشهر ليس أكثر، وختم الموسوي قائلا "الرئيس الأسد رفض العرض السعودي وأغلق الموضوع سريعا".إذا وبعد رفض دمشق لابد من انتخاب بلد جديد يقوى عليه بن سلمان. ثالثاً: لبنان غارق في أزمات سياسية واقتصادية كبيرة، نظرا لعدم التوصل حتى اللحظة لتشكيل حكومة جديدة برأسة سعد الحريري الذي اختطفته السعودية وأجبرته على تقديم استقالته، ولكن دون جدوى، ومع توتر المناخ السياسي في لبنان، ناهيك عن خسارة حلفائها في الانتخابات النيابية الماضية، تسعى السعودية لايجاد ثغرة للدخول من جديد وقلب الطاولة على أعدائها وتصفية حساباتها مع باقي الدول في تلك البلاد.
ارسال التعليق