"لدوره في عملية طوفان الأقصى" ... نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يمنحون بن سلمان وسام "بن شولوم"
[عبد العزيز المكي]
قد يستغرب البعض من هذا العنوان التهكمي، ولكنه يشكل لفتة ذكية من جانب هؤلاء النشطاء لأن بن سلمان يستحق هذا الوسام بجداره فائقة فهو فاق كل ملوك آل سعود في تقديم التأييد والدعم للعدو الصهيوني ، والتآمر على فلسطين والشعب الفلسطيني ، فملوك السعودية منذ نشأتها وحتى فترة بن سلمان لم يفضحوا عائلتهم في الانحياز للعدو الصهيوني بهذه الفجاجة والتحدي المشاعر الأمة الإسلامية والشعوب العربية خصوصاً، بهذه الوقاحة والصلافة !! نحن نعلم والكل يعرف أن وظيفة النظام الأساسية حماية الكيان الصهيوني والمصالح الاستعمارية للدول الغربية، لكن ملوك آل سعود حرصوا طيلة الفترة الماضية على أن يتظاهروا بتبني الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وقضايا الأمة بشكل عام، فيما كانوا يفضلون القيام بوظيفتهم الأساسية المشار إليها وراء الكواليس وبدون إثارة مشاعر الأمة والاستهتار بهويتها ومقدساتها كما يفعل بن سلمان اليوم ، فهذا الأخير بدلاً _على الأقل_من أن يحذو حذو اسلافه في التغطية على ما تقوم به السعودية ضد قضايا الأمة، منذ يوم نشأتها المشؤومة وحتى الحال الحاضر .. بدلا من ذلك، وقف في خندق الصهاينة والأميركان ضد الشعب الفلسطيني وضد الأمة الغاضبة بسبب مواصلة العدو ارتكاب المذابح اليومية المروعة ! ! ولذلك استحق هذا الوسام بجداره فهو صهيوني بامتياز، فهو وظف وما يزال كل إمكانات المملكة السعودية في رفد جبهة نتنياهو وآلته العسكرية الجبارة من أجل القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني !! وإذا تتبعنا الدعم السعودي للعدو نجد ان بن سلمان شريك أساسي لنتنياهو في هذا العدوان، وفي تلك المذابح التي يرتكبها العدوان الجبان في كل ساعة ولحظة في قطاع غزة !!
فابن سلمان لم يكتف بموقف اللامبالاة والتخاذل مما جرى ويجري في غزة وإنما نزل بكل ثقله من أجل أن يحقق نتنيا هو أهدافه الشريرة في القضاء على المقاومة، وقد توزعت عمليات الدعم السعودي على المحاور التالية:-
1- بدلاً من التهديد بإيقاف أو حتى بإلغاء التطبيع مع العدو الصهيوني، ابلغ بن سلمان وجوقته الاميركان والصهاينة بأنه سيواصل التطبيع في اليوم التالي لوقف الحرب على غزة وأهلها، فالمتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أكد قبل أيام على أن السعودية أكدت لإدارة بايدن أنها لا تزال مهتمة بالسعي لاتفاق تطبيع مع إسرائيل" بعد انتهاء الحرب في غزة. وذكر موقع اكسيوس" الأمريكي أن هذا التأكيد جاء خلال زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان الأخيرة لواشنطن.. وقال جون كيربي: " خرجنا من تلك المناقشات - حول حرب العدو على غزة - واثقين من أن لدينا طريقاً للعودة نحو التطبيع وان هناك اهتماماً من جانب النظام السعودي بمواصلة ذلك "!!من جهتهم الصهاينة أكدوا على أن النظام السعودي مازال حريصاً على مواصلة مساعي التطبيع مع العدو، وأفاد الخبير السياسي الصهيوني غاي بخور في حديث تلفزيوني في ٢ / ١١ / الجاري، بأن اتصالات رفيعة المستوى تجري بين الكيان الصهيوني والسعودية، مشيراً إلى أن الاتصالات توقفت بصورة مؤقتة بسبب الحرب ومن ثم استؤنفت !! ذلك رغم ان العدو يمارس حرب إبادة وتنكيل بالشعب الفلسطيني في غزة ويرتكب يوميا المجازر المروعة بحق الأطفال والنساء والأبرياء. ويبدو ان محور هذه الاتصالات تأكيد سعودي للعدو على ضرورة تصفية حماس" والجائزة السعودية حاضرة ، وهي إعلان التطبيع هكذا يُفهم من تصريح صديق بن سلمان الحميم ، صهر ترامب، جاريد كوشنر بعد زيارته للسعودية في نهاية الشهر الماضي، حيث قال في ختام هذه الزيارة : " ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يشترط إنهاء حماس كشرط للسير باجراء التطبيع ما يؤكد ما صرح به كوشنر، ليس الأفعال السعودية فحسب، بل مطالبة نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ الرسمية السعودية عبد الله آل هتيلة في مقاله في 6/11 والذي دائماً يسوق او يعكس وجهة نظر بن سلمان تجاه القضايا والأحداث ، نقول مطالبته في هذا المقال حركة حماس" بالاستسلام "للعدو !! إلا وقد دعا الحركة إلى مسارعة إعلان حل نفسها تنفيذاً للشرط الإسرائيلي" !! وحاول هتيلة تبرير دعوة بلاده هذه بأنها لتفادي سقوط المزيد من الضحايا !!
2- حماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه، بدلاً من الوقوف إلى جانب أبناء غزة والشعب الفلسطيني، كما تمثل ذلك في اعتراض صواريخ ومسيرات أنصار الله يضاف إلى ذلك ان الأمريكيين والصهاينة والسعوديين والإماراتيين شكلوا غرفة عمليات مشتركة لوضع الخطط اللازمة لتشتيت جهود أنصار الله ومنعهم من استهداف العدو بمسيراتهم وصواريخهم.. وأكدت مصادر إعلامية عن بدء تنفيذ العمليات المشتركة السعودية والإماراتية والأمريكية بدعم الفصائل الموالية لها في اليمن بعض الخطط لإعادة استئناف بعض الجبهات ضد قوات صنعاء ، وتشتيتهم وتحييدهم عن الصراع العربي –" الإسرائيلي "!! وأشارت المصادر إلى أن الغرفة بدأت عملها بالفعل وبشكل طارئ وبقيادة رئيس أركان الجيش الموالي للتحالف السعودي صغير بن عزيز للضغط على قوات صنعاء في مختلف الجبهات لاسيما مأرب.. وذلك يفسر ما أشار إليه معهد دراسات الأمن القومي في كيان الاحتلال بأن ضربات أنصار الله تشكل ازعاجاً للعدو، بينما قدره الأخير على الردع محدودة . وأشار المعهد في دراسة أعدها الخبيران فيه يؤثل جيزان كي وسيماشين إلى أن إجراء رد إسرائيلي من أي نوع سيتطلب التشاور والتنسيق فعلا! المسبق ليس فقط مع الولايات المتحدة، وإنما مع السعودية والأمارات و ما تم ليس هذا وحسب، بل إن الإدارة الأمريكية كشفت أن الدول المطبعة التي التقى وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن مع وزراء خارجيتها ومنها السعودية، في عمان .. كشفت أن هذه الدول اتفقت مع أمريكا على تحقيق انتصار للعدو في غزة ومنح الأخير الفرصة للقضاء على حماس وهذا ما أكدته صحيفة الغارديان البريطانية في 4/11/2023، حيث قالت : ( إن هناك تواطئا عربيا مع أمريكا وإسرائيل لتصفية المقاومة الفلسطينية في غزة .. وذلك ما كان قد أكده كوشنر صهر ترامب وصديق بن سلمان كما أشرنا في ثنايا هذه السطور، وأشار إليه أيضاً دنيس روس مبعوث واشنطن السابق إلى الشرق الأوسط في مقال له في صحيفة النيويورك تايمز حيث قال " ان أنظمة عربية صديقة لأمريكا في إشارة إلى السعودية والإمارات ومصر والأردن - تقف إلى جانب إسرائيل" في حربها ضد حماس، مشيراً إلى أن مواقف قادة هذه الأنظمة العلنية مختلفة تماماً عما يقولونه في الغرف المغلقة، خشية الغضب الشعبي في دولهم هذا واستقبل النظام السعودي المزيد من القوات الأمريكية لحماية الكيان الصهيوني من الهلاك !! ولذلك فمن حق الإعلام الصهيوني ان يفتخر ويطري على الدور السعودي في حماية الكيان الصهيوني، وفي هذا السياق كشف مراسل القناة (١٣) الصهيونية في ٠٢٣/١١/٩، عن مشاركة السعودية في حماية الكيان الصهيوني بالقول: « إن الأمريكيين والسعوديين والإسرائيليين يحمون ايلات لكن الطائرة المسيرة نجحت اليوم -9/11 في الوصول إلى هدفها.
3- التماهي السعودي الإعلامي والسياسي مع العدو في الموقف من المقاومة، بل أكثر من ذلك، أن النظام السعودي نزل بكل ثقله وعلى جميع المستويات في الانتصار للعدو المهزوم ، وفي شن هجوم وتحريض وتشويه ضد المقاومة وحماس بالذات، حتى أن ناشطاً سعوديا هو علي هاشم قال إن السعوديين - النظام السعودي - فاق الصهاينة في انحطاط الأخلاق والقيم في مهاجمة المقاومة وفي تجاهل المذابح المروعة التي يقترفها العدو يوميا في غزة وتلك المشاهد الدامية التي هزت وجدان ومشاعر الشعوب الأوربية وأمريكا اللاتينية، ودفعت بوليفيا إلى سحب سفيرها من الكيان ومقاطعة البعض من الدول لهذا العدو، بينما النظام السعودي لم تهز فيه هذه المشاهد شعرة واحدة، الأمر الذي يؤكد انحيازه التام. وفيما ظل هذا النظام يراوغ ويعلن شئ ويفعل عكسه على الأرض، حسم الأمر في النهاية وأعلن موقفه بشكل صريح في الوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني على لسان وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، فهذا الأخير استبعد استخدام سلاح النفط ضد الدول الغربية أمريكا الداعمة لكيان الصهيوني، فقد أعلن الفالح بأن بلاده لا تنوي رفع أسعار النفط عالميا في المستقبل القريب للضغط باتجاه وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا بأن هذا غير وارد، وذلك رداً على الدعوات المتواترة من الجماهير العربية ومن المقاومة الفلسطينية للدول الخليجية معاقبة الدول الغربية وأمريكا الداعمة لمذبح العدو الصهيوني في غزة.. واستطراداً تحدثت صحيفة "صوت الناس "السعودية المعارضة عن تيار صهيوني سعودي يضمُّ كتاباً وصحفيين وإعلاميين وناشطين برزوا بقوة بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7/ تشرين الثاني، مؤكدة أنهم مسيرون بتوجيهات حكومة المملكة .". ومن ابرز ما ذكرته الصحيفة السعودية المعارضة حول هذا التيار المتصهين المدعوم من بن سلمان شخصيا ما يلي:
ب- بتوجيهات من بن سلمان يحمل هذا التيار على عاتقه مهمة مناقضة القضية الفلسطينية وشيطنة الفلسطينين .
ت-يقوم هذا التيار بتزكية الاحتلال الصهيوني وتلميعه والتعاطف معه
ث-يتعامل هذا التيار مع الصهاينة كملائكة منزلين لهم الحق في الأرض وفي قتل الشعب الفلسطيني.
ج- يزعم هذا التيار أن المملكة فعلت كل شيء للقضية الفلسطينية ويروج إلى أن التقارب مع المحتل أمرا يجب أن يكون واقعاً !!
ه - وتبنى هذا التيار الرواية الصهيونية - كما اشرنا مسبقاً - للعدوان على غزة، وبرروا للاحتلال جرائمه الوحشية وعدوانه، وخرج معلنا - هذا التيار - فلسطين ليست قضيتي"!!
وأوضحت الصحيفة أن هذا التيار هم من المأجورين والمتحلقين والذين يدورون في فلك بن سلمان
لم يكتف بن سلمان بالدعم الإعلامي والعسكري والاقتصادي للعدو، بل جند دعاته ومشايخة من مدرسة الوهابية لخدمة العدو فهذا الذي يسمونه داعية وخطيب مسجد قباء سليمان الرحيلي أفتى بحرمة انتقاد "إسرائيل،" ونصرة المقاومين الفلسطينيين إلا بموافقة بن سلمان !! وقال فيما قال : ( واعلموا عباد الله أن الذي يخرج من بلده قاصداً العدو في بلد آخر فأنه يأثم ولا يجوز له أن يفعل ذلك الّا تحت راية ولي الأمر .. ولكل بلد اليوم عهود ومواثيق يجب على أهل البلد أن يوفوا بها مالم ينبذها ولي الأمر على سواء وأثار هذا الموقف غضب المسلمين، حيث علق الإعلامي الجزائري أحمد خفصي على فتيا الرحيلي قائلا " عنوان للتخاذل والانبطاح.. غلمان السلطان الداعية السعودي سليمان الرحيلي يشيطن المقاومة الفلسطينية . وثمة فتاوى مماثلة لمشايخ سعوديين آخرين !!في حين أن هؤلاء أفتوا بـ ٢٨ فتيا حللوا فيها قتل الشيعة في العراق بعد احتلال أمريكا له، وحرضوا السعوديين على الذهاب للعراق لمقاتلة « الرافضة ، !!
التآمر على القضية الفلسطينية ومحاولة تصفيتها والتخلص منها إلى الأبد عبر مشاريع وطروحات مختلفة، كالمشروع الذي يتحرك الآن على الأرض ويتمثل في إجبار أهالي غزة بالرحيل إلى سيناء، وإقامة دولة فلسطينية شكلية في هذه الجزيرة ، وقد أشارت الأوساط الإعلامية إلى أن التحرك الأمريكي السعودي الأخير على الصعيد الدبلوماسي تمحور حول محاولة إقناع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقابل شطب الديون التي بذمة مصر، ورغم أن الأخيرة أعلنت أنها رفضت التنازل عن سيناء، إلا ان البعض يقولون أن الرئيس المصري وافق سراً، غير أن الذي عرقل هذا المشروع لحد الآن هو تمسك أهالي غزة بأرضهم ورفضهم المغادرة، رغم المذابح المروعة التي يقترفها العدو بحق عوائلهم وأطفالهم ونسائهم !!
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق