لولا نفاق "بن سلمان" لأفضت قمة الرياض الى نهاية مجازر غزة
[جمال حسن]
* جمال حسن
انتخبوا الغدر والنفاق والخيانة والعمالة، سياسوا الجياد أضحوا حكاماً للبلاد وسرقوا لقمة عيش العباد، امتهنوا الرذيلة خدمة للأسياد وقدموا أشرف أعراضهم على طبق من ذهب ليغتصبها اليهود نعم انهم آل سعود؛ وما أن يتقدم الرجال ليموتوا كالرجال دفاعاً عن عروس العروبة حتى يطعنوهم بخنجر العمق العربي كي لا تفكر الأجيال القادمة في رفع قامتها شامخة أمام الأعداء.
لقد تنصلت (57) دولة عربية واسلامية اجتمعت قبل أيام في الرياض في الوقت الذي تعيش فيه غزة وأهلها العزل أبشع أنواع المحارق الصهيونية براً وجواً وبحراً ليقدموا نوعاً من المساعدة الى أطفالها ونسائها وشيوخها الذين يذبحون دون ذنب، من مهامها ونأت بنفسها عن واجبها في حماية الأمن القومي العربي والإسلامي، والتخلي عن فلسطين وأهلها للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين.
فقبل ساعات من موعد إنعقاد القمة الهزيلة، أعلنت الرياض وبصورة مستعجلة وغامضة عن دمج القمتين غير العاديتين التي كان من المقرر أن تستضيفها السعودية، قمة منظمة التعاون الإسلامي وقمة جامعة الدول العربية يومي السبت والأحد (11و12 نوفمبر الجاري)، بغدر ونفاق وخيانة راعي المشروع التطبيعي العربي الصهيوني وجزار غزة محمد بن سلمان.
فقد كشفت رويترز، إن خلافاً وقع بين وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماعهم الذي عقد يوم الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني تحضيراً للقمة العربية التي كان من المقرر أن تعقد يوم السبت 11 تشرين الثاني الجاري في الرياض بشكل منفصل عن القمة الإسلامية، لينقسم المجتمعون بعد أن عارض بشدة وزير الخارجية السعودي بمعية الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، دعوة بعض الدول وعلى رأسها الجزائر إلى قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل».
لقد صدق الماضون منا في أقوالهم وقرأوا المستقبل حق قراءته، حيث قال أبن خلدون "العرب من المستحيل أن يتفقوا، وإن حدث أن اتفقوا، فلا بد أن يتفقوا على ألا يتفقوا"، وكررها جمال عبد الناصر بعد الخروج من قمة الدار البيضاء العربية في سبتمبر 1965، ومن قبله جمال الدين الأفغاني: “شر أدواء العرب داء انقسام أهله يتحدون على الاختلاف ويختلفون على الاتحاد فقد اتفقوا ألا يتفقوا”.
فمنذ قبل النكبة وحتى يومنا هذا كانت ولا تزال القمم العربية ترفع فيها الرايات البيضاء، وتمد فيها أيادي الاستسلام للعدو الصهيوني المجرم، وتُتلى فيها آيات العزاء على أرواح من سقطوا بفتنهم وصمتهم وعهرهم السياسي وخيانتهم لأهم قضية للأمة؛ أنها قمم تعمل كموظف انتهى دوامه. المناشدات والبيانات لم تعد يوماً حقيقية ترهب العدو المحتل؛ "بندقية المقاومة وحدها هي الرد وقوافل الشهداء تصنع النصر".
قد تعودنا على ما ستخرج به قمم تجتمع فيها أنظمتنا العربية العميلة الخائنة المنافقة الماكرة خاصة وإن كانت قد اجتمعت أو شاركت فيها الأسرة السعودية الحاكمة صاحبة التاريخ الطويل العريض في طعن القضية الفلسطينية بالظهر منذ عبدالعزيز وحتى محمد بن سلمان، وسيضحى الأمر أفظع من ذلك أيضا ما بقي "أبو منشار" وأسرته الحاكمة جاثمين على بلاد الحرمين الشريفين.
لن يبالي "بن سلمان" لما يدور في غزة وما يعانيه أطفالها ونسائها وشيوخها ومواطنيها الأبرياء العزل في جحيم حمم الكيان الغاصب، مواصلاً إشغال المجتمع السعودي والعربي بعهر ومجون مهرجان الرياض وممتطياً حمار التطبيع والمشاركة مع الكيان الصهيوني، فهو مستعد بالكامل لتقديم ما يخدم كيان العدو الفاشي ليكون المتسّيد الجديد والحامي لبني سعود ولبقية صنائع الاستعمار في منطقة الخليجية ال.
فقد لعب ولي عهد سلمان لعبته القذرة على عقول بعض قادة الدول العربية والاسلامية السذج والحمير بمال البترول المنهوب من لقمة عيشنا، ليمرر متطلبات سيده من القمة العربية الاسلامية بخطابات وكلمات تنديد واستنكارات ودعوات فارغة خاوية من ما هو عملي وقابل للتطبيق على أرض الواقع، أو أي دعم ولو صغير لغزة وأهلها وجميع فلسطين المحتلة ويكون بارقة أمل نحو تحقيق أبسط حقوقهم المسلوبة على أقل تقدير.
لا يختلف أثنان في أمر محمد بن سلمان وتآمره وخيانته وخذلانه للقضية الفلسطينية والأمة العربية والاسلامية، فالولد على سر أبيه وجده واعمامه الذين سبقوه في هذه الصفات الرذيلة طيلة أكثر من قرن مضى، منذ حتى قبل "وعد بلفور" المشؤوم وحتى يومنا هذا، حيث يشار إليهم بالبنان في ذلك خاصة الى دور أرعن آل سعود في دفع بقرات ترامب الحلوب مهرولة نحو التطبيع وهم الذين لا يزالون يصرون عليه رغم ما يعانيه أشقائنا وأهلنا في غزة والضفة المحتلة من مجازر يندى لها جبين الإنسانية.
على الصعيد ذاته كشف مصدر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي تربطه علاقة صداقة قوية مع المحمدان السعودي والاماراتي، أنه تلقى من نجل سلمان المدلل ضمانات بأن لا تخرج بيانات القمة المشتركة عن سياق رفع الحرج عن أغلبية الرؤساء المشاركين فيها أمام شعوبهم الغاضبة مما يدور في غزة، وأن لا يخرج البيان الختامي بدعم حقيقي لغزة وأهلها وهو ما حصل بالفعل.
فقد أجتمع قادة وحكام العرب ليقولوا للعالم برمته: أن "ما يحدث في غـزة هي جرائم حرب"، شكراً لكم على هذا التوضيح حيث كنا نعتقد انها مشاكل عائلية؛ نأسف لعجز القمة العربية الإسلامية عن اتخاذ موقف ينتصر لغزة ولو بالحد الأدنى، بعد أن كان البعض منهم قد سارع ومنذ الساعات الأولى التي اعلن فيها محمد بن سلمان عدوانه على الشقيق الجار المسالم «عاصفة الحزم» في اللحاق بتحالف العدوان والحصار ضد #اليمن!!.
لم تكن المقترحات التي اغاظت الرياض وعارضتها خلال اجتماع وزراء خارجية العرب سوى بعض دعوات لا تغني ولا تسمن، حيث اقترحت بعض الدول العربية المستقلة "منع استخدام القواعد العسكرية الأميركية في الدول العربية لتزويد إسرائيل بالسلاح، وتجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العربية مع إسرائيل، و"التلويح" باستخدام النفط والمقدرات الاقتصادية العربية للضغط من أجل وقف العدوان، ومنع الطيران الإسرائيلي من المرور عبر الأجواء العربية"، فقط!!.
حتى هذه النقاط البسيطة التي ليس بإمكانها إيقاف حميم النار المنهمر كل لحظة على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والجرحى والمرضى ولم تسلم من هذه الوحشية الصهيونية حتى المستشفيات؛ لكنها ربما كان بمقدورها ان تكون ورقة ضغط لتخفيف الهلوكاست الصهيوني في غزة وأعطاء فرصة الحياة لبعض أشقائنا هناك، لكن "بن سلمان" لم يتحملها ورفضها ومن معه من الأنظمة الانبطاحية جديدة العهد بالتطبيع مع نظام الإجرام والتمييز العنصري الصهيوني الهمجي، جملة وتفصيلاً!.
في هذا الإطار قال آشر أوركابي الباحث والمدرس الأمريكي في جامعة هارفارد في مقال نشرته مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية قبل ايام بعنوان"إعلان الحوثيين للحرب"، {إن الحكام العرب منذ خمسينات القرن الماضي ظلوا يرددون الخطابات الخاوية والفارغة المناهضة لإسرائيل دون أن يفعلوا شيء، حتى جاءت جهات فاعلة متشددة غير حكومية في جميع أنحاء المنطقة، لتحل محل الخطاب المناهض لتل أبيب بالقوة ضد دولة «إسرائيل»، وأن التحول المفاجئ للحوثيين من محادثات السلام الى الهجمات الصاروخية على «إسرائيل» يهدد ليس مستقبل الكيان الاسرائيلي لوحده فحسب بل سيقلب الشرق الأوسط برمته رأسا على عقب}!!.
لا يمكن أن ننكر أبدا من الناحية العلمية أو المنطقية دور السلوكيات المكتسبة في بناء شخصية الإنسان، فالإنسان هو خلطة ومزيج بين الفطرة والاكتساب؛ وشكراً للمتنبي حين قال:
مات في البرية كلب فاسترحنا من عواه
أنجب الملعون جروا فاق في النبح أباه.
ارسال التعليق