مؤامرات السعودية والامارات.. ضد ثورات الشعوب العربية
[علي ال غراش]
بقلم: عبد العزيز المكيمما بات معروفا لدى القاصي والداني، هو الدور التخريبي والتدميري لكل من النظام السعودي والأماراتي في شؤون الدول العربية، واجهاض ثورات شعوبها التي جاءت في إطار ما يسمى (الربيع العربي)، فعندما تحركت هذه الشعوب على خلفية الوعي بفساد الانظمة المستبدة الحاكمة وعسفها، وعلى خلفية ارتهانها لامريكا والغرب، في عام 2011م، تحرك الأمريكان والغربيون للالتفاف على هذه الثورات ومنعها من إقامة أنظمة ثورية تنهي المصالح الاستعمارية لهؤلاء المستعمرين، وتهدد أمن الكيان الصهيوني، ولذلك سخر هؤلاء المستعمرون كل امكاناتهم وثقلهم من إجل اجهاض تلك الثورات وانتاج أنظمة موالية لهم على انقاضها، وفي هذا الأطار دفعوا بالنظامين السعودي والاماراتي للقيام بهذه المهمة القذرة، حيث سخر هذان النظامان أموالهما الطائلة ونفوذهما الفج، ومخابراتهما وقواعدهما الدينية، خصوصاً الوهابية وقطعانها التكفيرية بالنسبة الى النظام السعودي، في سبيل تخريب هذه الثورات وتشويهها، وحرف مساراتها وتحويلها الى نقمة على هذه الشعوب، وهو ما نجح به هذان النظام في عدد من الدول العربية كمصر وليبيا والبحرين، والى حد ما في اليمن وسوريا، كما نجحا في تدمير ليبيا وتحويلها الى مقاطعات قبلية ومناطقية متقاتلة حتى اللحظة، فيما دمروا سوريا أما اليمن فلا زالت حربهم الظالمة والمباشرة متواصلة، والتي شنوها على الشعب اليمني، لأنه رفض تدخلاتهم ومحاولاتهم لحرف ثورته، ومنعهم من الالتفاق عليها عبر عملاء ومتعاونين جدد من السياسيين والوجهاء القبليين، وكذا الامر في البحرين، حينما رأى هذان النظامان كل محاولات الالتفاف والخدع لا تجدي نفعاً، قاما بالاحتلال المباشر وارتكبا مجزرة مروعة بحق أبناء الشعب البحريني في ميدان اللؤلؤة, باستخدام الدبابات والمدرعات، واحرقت خيام المعتصمين حيث سقط العشرات بل المئات من الشهداء والجرحى بنيران قوات درع الجزيرة .. وذلك في 16 شباط عام 2011، ولحد الآن قوات الاحتلال الاماراتي السعودي تحتل البحرين وتمارس أبشع أنواع القمع والقتل والاعتقال بحق النشطاء وأحرار الشعب البحريني.. وما أشبه ما حصل بالأمس في ميدان اللؤلؤة ، ما حصل في 3 حزيران الجاري، حيث هاجمت قوات الجنجويد السودانية بقيادة الضابط محمد حمدان دقلوا الملقب (بحميدتي) وهو نائب رئيس المجلس العسكري السوداني، والمقرب جداً للنظامين السعودي والاماراتي، هاجمت هذه القوات المسماة بقوات الدعم السريع المعتصمين السودانيين قبالة قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، وذلك بعد أن سدت كل المنافذ وبالمشاركة من قبل قوات الشرطة والجيش والمخابرات، وارتكبت القوات المهاجمة فضائع وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بالجرائم ضد الانسانية حيث سقط اكثر من 120 ضحية لحد الآن، فيما العدد يتصاعد باستمرار، نظراً لأن جروح أو إصابات بعض المجروحين الذين وصل عددهم الى أكثر من 500 جريح، بليغة.. أكثر من ذلك تحدثت التقارير عن ملاحقة المعتصمين حتى في المستشفيات وتم قتلهم هناك، فيما رميت عشرات الجثث في مياه النيل، كما اشارات التقارير ان قوات الدعم السريع (الجنجويد) قامت بتقطيع بعض الجثث في محاولة لاخفائها، لدرجة ان هذه الفضائع دفعت بعض الاوساط الغربية والامريكية المتواطئة أصلاً مع المجلس العسكري السوداني، الى ادانة هذه الفضائع ومحاولة التنصل من المشاركة في المسؤولية عن تلك الجرائم!! واللافت أن ثمة إجماع على النظامين السعودي والأماراتي هما اللذان يقودان الأوضاع في الساحة السودانية ويلعبان الادوار نفسها التي لعبها في بقية البلدان العربية كليبيا والبحرين ومصر، من أجل أجهاض الحراك الشعبي، هناك، ومنعه من إقامة نظام شعبي مستقل هناك بعد أن نجح في اسقاط نظام الطاغية البشير الذي مارس كل أنواع السحق والظلم بحق الشعب السوداني طيلة الثلاثة عقود الماضية، فالادلة كثيرة على هذا التورط والتآمر السعودي والاماراتي على ثورة الشعب السوداني ومنها ما يلي:
1ـ لم يأت تركيز الصحف البريطانية والأمريكية على الدور السعودي الأماراتي في أحداث السودان من فراغ، فصحيفة الاندبندنت قالت ونقلاً عن نشطاء في المعارضة السودانية، وعن شهود عيان، أن قوات الجنجويد أطلقت النار على المعتصمين وقتلت أكثر من 100 شخص فيما سحبت عشرات الجثث من نهر النيل في الخرطوم الى مكان مجهول.. كما قالت نقلاً عن شهود العيان ان هذه القوات قامت باطلاق النار على المستشفيات، واحراق الخيام. أما صحيفة الغارديان، فقد لفتت الى أن السعودية والامارات قد وسعتها من نفوذهما في السودان بعد الاطاحة بعمر البشير في ابريل نيسان الماضي، الى الدرجة كما تقول الصحيفة، أن الخارجية الامريكية كشفت أن الدبلوماسي الامريكي ديفيد هيل، قد هاتف نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان ليطلب منه استخدام نفوذ بلاده لوقف (القمع الوحشي بحق المتظاهرين السلميين، من قبل المجلس العسكري السوداني، أي ان النظام السعودي لديه الاشراف الكامل وهو المسؤول عن تطورات الساحة السودانية عبر الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حامد دقلو( حميدتي) اللذين يسيطران على المجلس العسكري السوداني. وقالت الغارديان، تأكيداً لما تقدم، أن دور السعودية في السودان يتماهى مع ما قامت به في دول أخرى في المنطقة، من خلال تهميش منافسيها، ودعم أنظمة دكتاتورية مبنية على القمع! ووضعت الغارديان الدور السعودي الاماراتي في السودان، ضمن استراتيجية (مضادة للثورات) يقودها البلدان في المنطقة, مشيرة الى أنهما استثمرا 13 مليار دولار في القرن الافريقي، بين عامي 2000 و 2017 جلها في السودان واثيوبيا.
من جهتها نشرت مجلة فورين بوليسي الامريكية تقريراً أعده كل من وروبي وجرامر تحدثا فيه عن دور السعودية والامارات في السودان، وشرحا بشكل مفصل ودقيق عن نفوذ السعودية والامارات في السودان وكيف تطور ونما في هذا البلد بعد سقوط نظام البشير الى الدرجة التي اصبحا فيها يتحكمان بالتطورات السياسية والعسكرية التي شهتدها الساحة السودانية طيلة الفترة من سقوط البشير وحتى المجزرة الاخيرة في ساحة الاعتصام .. وبعد أن يؤكد الكاتبان في هذا التقرير مسؤولية السعودية والامارات عن تحريض المجلس العسكري وتشجيعة على ارتكاب المجزرة، يقولان (أن مراسلى صحيفة النيويورك تايمز الامريكية تعرف على عربات مصفحة إماراتية الصنع في شوراع الخرطوم. بالاضافة الى أن السعودية والامارات تعهدتا بدفع ثلاثة مليارات دولار دعماً لمجلس العسكري السوداني). مع الاشارة الى أن بعض الاوساط الصحفية والسياسية قد سبق وان اشارت الى محمد دحلان المقرب من حاكم الامارات محمد بن زايد قد حمل الثلاثة مليارات الى الخرطوم قبل عدة ايام من وقوع المجزرة! والى ذلك هاجمت شبكة الصحفيين السودانيين السلوك الاعلامي لقناتي العربية والعربية الحدث السعوديتين ، بسبب تحريفهما القوائع ومحاولاتهم تجريم الثوار، وتشويه الثورة السودانية.
2ـ أن الولايات المتحدة اوكلت الى النظام السعودية مهمة ادارة التطورات في الساحة السودانية بقيادة المجلس العسكري السوداني، بدليل أنه بعد المجزرة، وكما اشرنا، طلبت الادارة الامريكية من السعودية الضغط على المجلس لتخفيف من عمليات القمع لانها أحرجت الولايات المتحدة كما قلنا قبل قليل، يضاف الى ذلك ان مجلة ( ديلي بيست) الامريكية كشفت يوم 6/6/2019، ان السعودية تدعم محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي نائب رئيس المجلس العسكري في السودان، للقفز الى السلطة بعلم أمركيا وموافقتها رغم أنه كان أحد القادة المسؤولين عن الابادة الجماعية في دارفور).
المجلة الأمريكية المشار اليها أضافت في تقريرها الآنف الذي كتبه الكاتب ديفيد لنيش مؤكدة (أن القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم ستيفن كوتيس، أعرب خلال إجتماع يخص السودان، عُقد في واشنطن مؤخراً، عن تعاطفعه مع المجلس العسكري السوداني الحاكم، وقال: أن على أمريكا أن تتماشى مع مصالح السعودية ومصر والأمارات لأنها متطابقة مع مصالح الولايات المتحدة), ونقل لينش كاتب التقرير عن كاميرون هدسون المسؤول السابق في البيت الابيض خلال إدارة جورج بوش الأبن، قوله: (أن صمت الغرب على مدى الأشهر القليلة الماضية، عن مواجهة النفوذ السعودي بالخرطوم ساعد في تدهور الاوضاع بالسودان الى مستواها الحالي).
3ـ ما يؤكد الدور السعودي والأماراتي في السودان في احداث السودان وتردي أوضاعه والمجزرة التي حصلت، خصوصاً، أمران، الأول هو زيارة رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان مع نائبه محمد حمدان دقلو قبيل وقوع المجزرة الى كل من السعودية والامارات ومصر، على رأس وفد سوداني، حيث يجمع الخبراء على أن أنظمة هذه الدول هي التي أعطت الضوء الاخضر للبرهان وحميدتي لقمع المعتصمين وارعابهم وتخويف الآخرين باساليب تشبه كما قلنا الى حد كبير ما حصل في ميدان اللؤلؤة في المنامة، وفي ميادين أخرى لا تغيب عن معرفة القارئ المحترم.. وفي هذا السياق كانت صحيفة الغارديان البريطانية قد اشارت الى محمد حمدان دقلوا قائد ميليشيات الدعم السريع (الجنجويد) قد التقى بمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي في جدة في 24 أيار الماضي وتعهد بالوقوف الى جانب المملكة في وجه كافة المخاطر، بما فيها ايران، وبأن تستمر القوات السودانية في القتال الى جانب السعودية في اليمن، الأمر الذي يعكس أن ثمة قلق سعودي يتنامي من استمرار الاعتصام وتحدي الشعب السوداني للمجلس العسكري، مما يؤكد أن النظام السعودي أشار الى حميدتي) لوضع حد لهذا الاعتصام.. أما الأمر الثاني، فهو أن مصادر أكدت لصحيفة القدس العربي يوم 7 حزيران 2019 أن وفداً سعوديا إماراتياً رفيع المستوى قام بزيارة خاطفة الى الخرطوم بعد ثلاثة أيام من ارتكاب المجلس العسكري السوداني للمجزرة المروعة وذكرت مصادر من مطار الخرطوم، بحسب رواية الصحيفة، أن نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان ووزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش ومستشار ولي العهد أبو ظبي محمد دحلان وصلوا الى السودان على طائرة خاصة نقلتهم من الامارات، والتقوا مع البرهان وحميدتي للتنسيق قبل زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي لتوسط بين المعارضة والمجلس العسكري السودانيين لاحتواء تدعيات المجزرة والتي باتت تهدد المجلس بجدية بعد أن كشفت حقيقته الاجرامية، وتبعيته للنظامين السعودي والاماراتي، وايضاً للتنسيق مع هذين الجنرالين ومحاولة للملمة الأمور بعد هذه المجزرة، لأنها كما قلنا فضحت الدور السعودي، وحقيقة المجلس المتآمر على الثورة الشعبية ووسيلة الالتفاف عليها، لدرجة ان هذا المجلس سقط شعبياً وبات وجهاً غير مرغوب فيه، ولا أستبعد أن السعودية والامارات ومن ورائها أمريكا يمكن أن تضحي بالبرهان وبحميدتي وتستبدلهما بوجوه جديدة، تحملها مسؤولية المجزرة وكل تبعاتها، لامتصاص نقمة الجماهير السودانية التي باتت تغلي وتنتظر الفرصة للانقضاض على المجلس وعلى من يقف وراءه.
4ـ والى ما تقدم، أكد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي وتعليقاً على المشهد الدامي في الخرطوم، أن قضية السودانيين والعرب الآن هي الدفاع عن استقلال قرار دولهم أمام ثلاثي الشر التابع لاسرائيل، وهي دول مصر والامارات والسعودية وبحسب قوله، واضاف المرزوقي في مداخلية على قناة الجزيرة القطرية في 4/6/2019 (إن إراقة الدماء في ميدان الاعتصام بالخرطوم لم تفاجئه، لأن قادة المجلس العسكري السوداني ذهبوا للخارج لنقل المعلومات وتلقى التعليمات المضادة والتآمر على قمع الشعوب العربية. واتهم المرزوقي (الدول الثلاثة بالتدخل السلبي في اليمن والسودان وليبيا وتونس بالمال الفاسد والاعلام الملفق مضيفاً: تتدخل في كل الدول وحتى في بلدان قوية مثل الجزائر والمغرب). واشار الرئيس التونسي السابق الى أن شعار محاربة الاسلاميين في السودان سقط في فض الاعتصام، لأن الثورة لا يقودها الأسلاميون، مما يعني أن (ثلاثي الشر يحارب هبة الشعوب والحرية واستعادة الثروات الوطنية). وفي الحقيقة أن الرئيس التونسي يتحدث عن وقائع لأنه عايش التدخل السعودي في شؤون بلاده، فالرجل إكتوى بالدور التخريبي لهذا النظام وتحملت بلاده من عدم استقرار ومن اغتيالات ووقف وراءها النظام المستبد بالاضافة الى النظام الاماراتي.. أما لماذا يتدخل هذان النظامان في شؤون الدول والأخرى، لاجهاض ثورات شعوبها، ويصران على هذا التدخل، كما يحصل الآن في السودان، ودورهما الفج في ارتكاب هذه المجزرة المروعة بحق المعتصمين في ميدان القيادة العسكرية وسط الخرطوم؟
وللجواب على هذا السؤال، نشير الى الأمور التالية: 1ـ خوف هذان النظامان من الثورات الشعبية، لأن نجاحها في أي دولة عربية، يمكن أن تشكل نموذجاً ملهماً، للشعبين في شبه الجزيرة العربية وفي الامارات وبالتالي اقتلاعهما لنظامين المستبدين في الرياض وأبو ظبي، سيما وأن هذين النظامين باتا مرعوبين بعد انتقال الثورة الشعبية في تونس الى مصر واليمن والى ليبيا، ولذلك فأنهما يعتقدان أن نجاح الثورة الشعبية في السودان يمكن أن تنتقل الى السعودية والامارات، هذا من جانب ومن جانب آخر، أن النظامين السعودي والاماراتي يتخوفان من أن تقود الثورة الشعبية الى نظام ديمقراطي يتداول السلطة وفق آراء ورغبات الشعب، الأمر الذي يحفز الشعوب العربية الخليجية التي يمارس بحقها القهر والحرمان وكتم الحريات بتسلط أنظمة قبلية متخلفة تتوارث السلطة وتعبث بثروات الشعوب، ولذلك حاول هذان النظمان بكل ما أوتيا من اموال طائلة ونفوذ وخبث، إفشال ثورات الشعوب العربية للحؤول دون قيام نظام ديمقراطي منتخب، خوفا من العدوى.
2ـ لأن الولايات المتحدة تخلت بهذه السهولة عن نظامي تونس ومصر، رغم الخدمات الجمة التي قدمها زين العابدين بن علي، وحسني مبارك للامريكان والصهاينة، وزداد هلع النظامان السعودي والأماراتي، من مصير مماثل لما آلت اليه أمور النظامين التونسي والمصري، ثم النظام الليبي، وما تعرض له رئيس هذا النظام معمر القذائفي من تمثيل وحشد ومكر غربي سخر من أجل قتله! فعلى خلفية هذا الخوف والهلع إنبرى هذان النظامان، بالاضافة الى ما سبق، الى النزول بكل ثقلها لخدمة المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة، ثم إرتمائهما الفاضح في إحضان الكيان الصهيوني والتطبيع معه، وتسويق هذا التطبيع على الأمة، والتنسيق والتعاون الأمني والعسكري مع العدو ضد مصالح الأمة وضد تطلعاتها، وضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وضد المقدسات الأسلامية في فلسطين ومنها المسجد الاقصى، كل ذلك من أجل أن يقبل الامريكي ببقاء هذه الانظمة متسلطة على شعوبها وباقية في سدة الحكم، والعبث بثرواتها ومقدساتها!! ولذلك فأن ترامب حينما يقول: على النظام السعودي أن يدفع لنا لقاء الحماية لأنه لا يصمد أكثر من أسبوعين اذا رفعنا عنه الحماية، لم يأت من فراغ، إنما استند وما يزال على تلك الخلفية الآنفة، أي الهلع والخوف الذي بات يستوطن قلوب هؤلاء الحكام المستبدين من المصير الأسود الذي بات يداهم مستقبلهم بسبب وعي الجماهير وتصميمها التخلص من هؤلاء العملاء.
على أي حال، حماقة بن سلمان وبن زايد، في توريطهم المجلس العسكري السوداني بارتكاب هذه المجزرة المروعة كشفت حقيقة هذا المجلس وخدعه واضاليله، وانه لا يختلف عن نظام البشير، بل إمتداد له، وخطة للالتفاف على ثورة الشعب السوداني، وبالتالي فأن هذه الحماقة، ساهمت مساهمة فعالة في حرق ورقة المجلس تماماً وايقظت الشعب السوداني بالمؤامرات التي تتربص بثورته من الأطراف الخارجية، سيما النظامان السعودي والاماراتي، وما تصميم الحركات السياسية في السودان التي تقود الحراك السياسي هناك على مواصلة هذا الحراك حتى اسقاط المجلس العسكري وتقديم قياداته وجنرالاته الى المحاكم العادلة، المؤشر واضح على وعي الشعب بزيف هذا المجلس وشعاراته، وبتآمر النظامان السعودي والاماراتي عليه.
ارسال التعليق