ما وراء عودة الأمير أحمد إلى الرياض
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكييؤكد المقربون من الأمير أحمد بن عبدالعزيز، شقيق الملك سلمان، أنه كان يريد الإقامة لمدة طويلة في العاصمة البريطانية لندن، بعيداً عن المضايقات، أو المراقبة من أجهزة ابن سلمان، الطامع بالوصول إلى العرش، ويقول هؤلاء المقربون أن هذه الرغبة في البقاء بعيداً عن السعودية، تعززت لدى هذا الأمير، بعد التصريحات التي أدلى بها قبل عدة أشهر لمتظاهرين، أمام مقر إقامته في لندن، كانوا يرددون شعارات مناهضة لآل سعود، بسبب حربهم على اليمن، وتسببهم بكارثة إنسانية في هذا البلد، وحينها حمّل الأمير أحمد بن عبد العزيز، الملك سلمان وابنه محمد، المسؤولية عن إشعال هذه الحرب وعن معاناة الشعب اليمني بسبب استمرارها، فعودته بعد هذه التصريحات التي أزعجت في حينها الملك سلمان وولي عهده محمد، سوف تكون محفوفة بالمخاطر، فإذا لم يفتك به بن سلمان، فإنه سيزج به في السجن، أو يضعه تحت الإقامة الجبرية، تحت رصد ومراقبة أجهزة بن سلمان الأمنية لكل حركاته وتحركاته، تماماً كما هو حال بعض الأمراء الآن، ومنهم ولي العهد السابق محمد بن نايف بن عبد العزيز، الذي إزاحة بن سلمان، وحل مكانه.
لذلك وفي ظل هذه الأجواء كان المراقبون يستبعدون عودة الأمير احمد بن عبد العزيز إلى بلاده..غير أنه فاجأ الجميع وعاد إلى الرياض، واللافت أن بن سلمان كان في استقباله، وقيل أنه عاد بضمانات بريطانية وأمريكية، وهذا أمر مؤكد، فلولا هذه الضمانات لما عاد الرجل، خصوصاً وسبق أنه عارض ولاية عهد بن سلمان، بل وأعلن معارضته لسياسات هذا الأخير الحمقاء، والتي أدخلت " المملكة" بأزمات وأنفاق هي في غنى عنها، تسببت في اهتزاز صورتها في الخارج وارتجاج وضعها الداخلي بشكل بات يهدد استقرارها..وما دام أن الرجل عاد بضمانات بريطانية وأمريكية، فأن هناك أمر مهم بات يشغل بال البريطانيين والأمريكيين ويقلقهم، ليقنعوا الأمير السعودي بالعودة من أجل معالجة الأمور هناك وتدارك الأوضاع، ولذلك ذهب المحللون والمتابعون، خصوصاً من الغربيين وبالأخص، من البريطانيين والأمريكيين إلى أن الأمير أحمد ذهب للمساهمة في ترتيب البيت السعودي، بإزاحة بن سلمان عن ولاية العهد، بعد فضيحة قتل الصحافي جمال خاشقجي في داخل القنصلية في اسطنبول، والتي هزت العرش السعودي وعززت الصورة القبيحة للنظام السعودي، كنظام إرهابي وعدواني وقاتل، عند الرأي العالم العالمي، الغربي منه بشكل خاص.. بل إن صحيفة الاندبندت ذهبت إلى القول بأن الأمير أحمد بن عبد العزيز سوف يصبح إما ملكاً أو ولياً للعهد بعد عودته إلى بلاده..
من جهته الكاتب البريطاني المشهور ديفيد هيرست والمتخصص بالكتابة عن شؤون الأسرة السعودية، فقد حدد في مقال له في صحيفة (ميدل إيست آي) البريطانية، مسارين لمهمة الأمير أحمد بن عبد العزيز، الأول أن يتوصل إلى صفقة مع بن سلمان يتخلى فيها الأخير عن ولاية العهد وعن حقيبته الأمنية (وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية) على أن يحتفظ بدوره كمصلح للاقتصاد. أما المسار الثاني، فهو السعي لإزاحة بن سلمان، وهنا يشير الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إلى أن منصب رئيس هيئة البيعة في المملكة ما زال شاغراً بعد وفاة الأمير مشعل بن عبد العزيز، وإذا تمت تسمية الأمير أحمد لهذا المنصب فسيقوم حينئذ بدوره صانع الملوك وبنظر الكاتب البريطاني فأن هناك أسماء عديدة يمكنها أن تحل محل بن سلمان، بينهم الأمراء، مقرن بن عبد العزيز، وخالد بن بندر وخالد بن سلطان نائب وزير الدفاع السابق، وفيصل بن سلمان الأخ الأكبر لمحمد بن سلمان، والمعارض لسياساته...
وعلى الرغم من حماس الأوساط الصحفية والسياسية البريطانية وبعض من الأوساط المماثلة في الولايات المتحدة لتغيير بن سلمان وإزاحته لأسباب سأتطرق إليها بعد قليل، إلا إنني استبعد عملية تغيير بن سلمان وإزاحته عن المشهد السعودي، على الرغم من أن جريمة قتله لخاشقجي هزت صورته عالمياً أيما اهتزاز، بل وكما سبق وان قلنا، أن هذه الجريمة بات تشكل تهديداً جدياً لاستقرار النظام السعودي برمته.. ذلك لأسباب كثيرة نذكر منها ما يلي:
1. إن المسؤولين الصهاينة يرون في بن سلمان حليفاً يحقق لهم مطامحهم ومصالحهم التي لم يحلموا بها يوما، كما قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لأكثر من مرة، ولذلك وقف هذا الأخير بكل ثقله مدافعاً عن بن سلمان، ودعا ترامب إلى مساعدة بن سلمان لإنقاذه من ورطة أزمة مقتل جمال خاشقجي الذي بات أن كل الدلائل والشواهد تؤكد تورط بن سلمان فيه، وفي هذا السياق قال نتنياهو " أن مقتل خاشقجي أمر مروع، لكن في الوقت نفسه أقول إن من المهم جداً لاستقرار المنطقة والعالم، أن تظل السعودية مستقرة..."وأكد نتنياهو أيضاً في مداخلة أخرى مع الرئيس الأمريكي ترامب، أن بن سلمان شريك استراتيجي " لإسرائيل" في المنطقة ويجب دعمه وعدم الاستغناء عنه..من جهته السفير الصهيوني (رون دير مر) في الولايات المتحدة دخل على خط الدفاع عن بن سلمان معتبراً ان العلاقات الصهيونية السعودية ذات قيمة إستراتيجية ولا يمكن التفريط بها وبالعلاقات الإستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة أيضاً، بإزاحة بن سلمان،موجهاً خطابه إلى الأمريكيين أنفسهم سيما من الأوساط التي تضغط على الإدارة الأمريكية باتجاه تغيير السياسة الأمريكية مع النظام السعودي في ضوء افتضاح إرهابية وتطرفه بعد قتله للصحفي جمال خاشقجي، للرأي العالم، وللشعب الأمريكي بالذات. أكثر من ذلك انه حتى اللوبي الصهيوني داخل المؤسسات الأمريكية جنّد نفسه للدفاع عن بن سلمان في ظل الضغوط والدعوات البريطانية والأمريكية من أوساط صحفية وسياسية، لتغيير بن سلمان وإبداله بأمير آخر، من أجل تغيير الصورة التي باتت مطبوعة بأذهان الرأي العام عن حقيقة هذا النظام الإجرامية والخطيرة في المنطقة والعالم، فعلى سبيل المثال رأى الدبلوماسي الأمريكي- اليهودي الأسبق دنيس روسي، وهو من أقطاب اللوبي اليهودي الأمريكي في الولايات المتحدة، بأنه على الرغم من أن قتل خاشقجي أنطوى على نوع من الأخطاء المسيئة للسعودية، إلا أنه يشدد على انه " يؤمن بأن لكل من الحكومة والقطاع الخاص في أمريكا مصلحة كبيرة في نجاح سياسة ولي العهد الرامية إلى تغيير المشهد السعودي، ولكن إدارة الرئيس ترامب قد لا تركز كثيراً على هذه العوامل بينما تولي إهتماماً اكبر على عوامل أخرى وهي: المصالح المشتركة بين الدولتين لمواجهة العزم الإيراني على الهيمنة على المنطقة، والمصالح الاقتصادية والتجارية الأمريكية في المملكة، موضحاً أن مفهوم إدارة ترامب للمصالح الأمريكية دفعها إلى محاولة السيطرة على تداعيات مقتل خاشقجي، لأنه من غير المستبعد أن يكون بن سلمان فعلياً من يدير شؤون المملكة للسنوات القادمة".
وشدد روسي أيضاً على انه في الوقت الراهن، يجب على إدارة ترامب أن تفرض ثمناً لقاء قتل خاشقجي، ولكن بهدف واضح: يجب ألا يكون القصد منه معاقبة السعودية بقدر ما هو إقناع العامل السعودي وبن سلمان بضرورة إحداث تغيير في السلوك..ويعني كل هذا الاحتضان الصهيوني لبن سلمان أن الصهاينة يراهنون كثيراً على بقائه على رأس السلطة في السعودية لأهداف سنوضحها في مناسبة أخرى باذن الله.2. ثمة حرص من إدارة ترامب ومن طاقمه، لا يقل عن حرص الصهاينة أنفسهم بحماية بن سلمان وإنقاذه من هذه الورطة، ومقاومة الضغوط السياسية والصحفية والأمريكية والغربية للتخلص من وجوده على رأس النظام.. وسبب هذا الحرص يكمن في أمرين:
أولا: هو الضغط الصهيوني الذي أشرنا إليه قبل قليل، على إدارة الرئيس ترامب بدعم وحماية بن سلمان.
ثانيا: هو صفقات الأسلحة وعقود الاستثمار التي أبرمها ترامب مع بن سلمان والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، ولذلك لاحظنا ترامب مع بن سلمان والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، ولذلك لاحظنا ترامب يدافع عن صفقات الأسلحة علناً في مواجهة الضغوط من الكونغرس عليه بعد مقتل خاشقجي حيث طالبه بعض المشرعين والسناتورات في مجلس النواب والشيوخ الأمريكي بالتخلي عن دعم بن سلمان، حيث قال لا يتخلي عن صفقة الأسلحة مع السعودية تحت أي ظرف كان، مشيراً إلى انه على ارتباط مع الملك السعودي ومع ابنه، حول قضية خاشقجي، وانه يتابع القضية وسوف يتخذ الموقف المناسب حين تتضح الصورة، متذرعاً بأن الرواية ناقصة وغير مكتملة، من أجل تجنب اتخاذ أي موقف واضح تجاه النظام السعودي، وتجاه بن سلمان تحديداً، رغم أن كل المعطيات التي سربتها الأوساط التركية تؤكد أن بن سلمان هو المهتم الأول في قتل خاشقجي وإخفاء جثته.
3. ما تقدم يشير بوضوح أن الصهاينة والترامبيين، إذا جاز التعبير، لا يرون بديلاً مناسباً من بين الأمراء، عن بن سلمان، صحيح أن أي أمير يأتي لسدة الحكم سيواصل عمالة النظام للاميركان والبريطانيين، لكنه لا يمتلك الجرأة والوقاحة والصلافة التي يمتلكها بن سلمان في استعداداته وامكاناته النفسية للمضي قدماً في المشاريع الأمريكية والصهيونية حتى لو دمر بلده، وبقدرته الفائقة في فتح خزانة المملكة أمام الأميركان ليغرفوا منها ما راق لهم من أموال وممتلكات، وبالتالي فأن الحفاظ عليه يعني الحفاظ على المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة سيما في هذا الظرف الحرج الذي تمر به المنطقة على خلفية تراجع المشروع الأمريكي الصهيوني، وعلى خليفة الأزمات الاقتصادية على أن السؤال الذي يعرض نفسه، هو إذا كان الأمر كذلك، أي إستحالة أبدال بن سلمان، أو إزاحته للأسباب المشار إليها، إذن لماذا دفعت المخابرات البريطانية والأمريكية بأحمد بن عبد العزيز إلى الرياض، في الوقت الذي كان يفضل الإقامة في المنفى الطوعي له العاصمة البريطانية!؟ بنظري، أن إقناع أحمد بن عبد العزيز بالذهاب إلى الرياض جاء على خلفية عدة معطيات نذكر منها ما يلي:
1. القلق البريطاني الأمريكي على مصير النظام السعودي بعد الهزة الارتدادية التي تسببت فيها جريمة قتل جمال خاشقجي، فهذه الهزة كنست كل الجهود الإعلامية والسياسية التي صنعت وهماً مصطنعاً حول بن سلمان وحول النظام السعودي، فقد سقط هذا الوهم، وكل الأوهام والصور المحسنة التي نسجها هذا الجهد الغربي والعربي الأجير، والتي حاول منها، تغطية تجاعيد النظام الإرهابية وشكله القبيح، بل وتمزقت كل الهالات وكل طبقات التلميع والتزويق لهذا النظام فظهر للرأي العام، سيما للذين انخدعوا فيه في الداخل، على حقيقته نظام إرهابي قاتل..هذه الحقيقة أرعبت القوى البريطانية والأمريكية الحاضنة والحامية لهذا النظام، إذ انكشف نفاقها وكذبها أمام الرأي العام البريطاني والأمريكي، الذي ظل يضغط بقوة عبر سبل تغطيته الإعلامية والسياسية لفظاعة قتل خاشقجي ودعواته المتكررة لمعاقبة سلمان وابنه..وفي الحقيقة إن المشكلة بالنسبة للأميركان والبريطانيين هو ليس القلق والخوف على النظام في ضغط الرأي العام البريطاني والأمريكي وحسب، وإنما الخوف بات من الداخل، فهذه الهزة الكبيرة للنظام يمكن أن تؤدي إلى أحد أمرين:
الأول: حصول تمرد داخل الأسرة، يكون خارج السيطرة وبالتالي حصول انهيارات متداعية وتمزق السعودية إلى إمارات ومراكز قوى بعدد الأمراء المتمردين وبالتالي: فأن ذلك يشكل ضربة كبيرة للمصالح الأمريكية البريطانية غير المشروعة في المنطقة، وللمشاريع الأمريكية الصهيونية أيضاً. أما الأمر الثاني، فهو يتمثل في احتمال توثب القوى الفاعلة والثورية بين أوساط الشعب الجزيري، وانقضاضها على النظام السعودي ورميه في مزابل التأريخ وهذا أيضاً يشكل خطراً على البريطانيين وعلى الأميركان، لذلك دفعوا بالأمير أحمد ليكون محوراً للعائلة السعودية تلتف حوله، وليكون صمام الأمان وليكون أيضاً بديلاً مناسباً في حال حصول أي تطورات خارج الحسبان، سواء داخل العائلة السعودية نفسها، أوفي داخل المملكة برمتها.
2. إرسال الأمير احمد، جاء أيضاً بهدف امتصاص نقمة الرأي العام البريطاني والأمريكي، فكما بات واضحاً أن فضيحة النظام السعودي في قتل خاشقجي سببت ردة فعل عنيفة جداً لدى الرأي العام الغربي والأمريكي، فالى الآن يطالب هذا " الرأي العام" بمعاقبة النظام السعودي وبقطع التعاون والارتباط مع سلمان ومع أبنه، وإلغاء كل صفقات الأسلحة البريطانية والأمريكية معه لأنه نظام قاتل وإرهابي، وتسبب في إرهابه المتواصل، بالإساءة إلى البريطانيين والأمريكان اثر دعم الحكومتين البريطانية والأمريكية لهذا النظام الإرهابي. وما يفرز الرأي بأن إرسال الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى المملكة هو الامتصاص نقمة الرأي العام في بريطانيا وأمريكا، هو التحليلات والآراء التي ذهبت بعيداً في قضية تنحية بن سلمان وإبداله بأمير آخر كما أشرنا في بداية الموضوع، سيما الصحف البريطانية، ومنها البارزة، مثلما أشرنا إلى تحليلات الكاتب البريطاني ديفيد هيرست..
3. وبالإضافة إلى ذلك، فأن إرسال الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى الرياض، يمكن اعتباره خطوة بريطانية أمريكية لمحاولة الضغط على بن سلمان، وفي اتجاهين، الأول يتمثل في محاولة التقليل من اندفاعات ولي العهد المتهورة وبالتالي تجنب أخطار الانهيارات المفاجئة في بنيان النظام السعودي داخلياً، وإما الاتجاه الثاني فهو يتمثل في محاولة ابتزاز هذا الشاب الأحمق لإجباره على المضي قدماً في المشاريع الغربية والأمريكية الصهيونية من جهة ومن جهة أخرى، دفعه إلى مواصلة منحه للمزيد من الأموال الطائلة للجيوب الأمريكية والبريطانية، التي لازالت مفتوحة على مصاريعها لشفط أكبر كمية ممكنة من الأموال النفطية السعودية، حيث ترى الأوساط البريطانية والأمريكية أن الفرصة مواتية جداً بوجود هذا الأحمق الذي هو على استعداد لمنح الغرب وأمريكا كل الأموال السعودية وكل ثروة الشعب في الجزيرة لقاء الموافقة على صعوده ملكاً للمملكة..
وبغض النظر عن ما تقدم، فأن القلق الغربي الأمريكي على الوضع في السعودية، وعلى وضع النظام السعودي تحديداً، والذي هو أي القلق، حمل الغرب وأمريكا على إرسال الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى السعودية..نقول إن هذا القلق يؤشر إلى جملة معطيات نذكر منها ما يلي:
1ـ إن هذا القلق يعكس خوفاً حقيقياً لدى البريطانيين والأمريكان على مستقبل النظام السعودي، فسياسات بن سلمان الطائشة وضعت هذا النظام برمته على كف عفريت، إذ أن الانقسامات داخل البيت السعودي تتفاقم والصراعات داخل الأسرة بدأت تأخذ منحيات خطيرة. ذلك إضافة إلى أن الأخطار الخارجية خصوصاً من جانب شعب الجزيرة هي الأخرى باتت جدية ومهددة لاستقرار النظام بعد هذه الهزات العنيفة التي تسببت له بها سياسات بن سلمان كما أشرنا.
2ـ انكشاف الوجه الإرهابي للنظام السعودي بعد جريمة خاشقجي بات يشكل عبئاً للغرب، والبريطانيين والاميركان خصوصاً، لأن هؤلاء باتوا يدركون أن الاستمرار في احتضان هذا النظام محرجاً جداً لهؤلاء- أي الأمريكيين والبريطانيين- خصوصاً من الرأي العام في بريطانيا وأمريكا، الذي يضغط بقوة كما بينّا في السطور السابقة أنه يضغط بقوة نحو التخلي عن هذا النظام القاتل، ولذلك وللتخلص من هذا الإحراج قام البريطانيون والاميركان بإرسال أحمد بن عبد العزيز إلى الرياض، للإيحاء بأن هناك تغييرات سوف تشهدها العائلة السعودية.
3ـ وبدون شك أن مثل هذا العبء سوف يدفع البريطانيين والأمريكان للتفكير بجدية لإجراء تغييرات جذرية في هيكلية النظام السعودي، بعد انتهاء مصرف الملك سلمان وابنه، في القادم من الأيام أو الأشهر أو حتى السنوات.
ارسال التعليق