منظمة متواطئة و"قائمة عار" على مقاس بن سلمان
[ادارة الموقع]
لا يبدو أن الأمم المتحدة قادرة على تفعيل دورها في الأماكن المنكوبة أو القيام بأي شيء حيال هذا الموضوع، فقد فشلت فشلا ذريعا مرارا وتكرارا، في فلسطين على سبيل المثال، واليوم يتكرر فشلها في اليمن، هذا البلد الذي ينزف أطفاله يوميا منذ ثلاث سنوات على وقع ضربات التحالف العربي بقيادة الأمير محمد بن سلمان، وما من منظمة دولية أو دولة في هذا العالم تمكنت من الحد من كم العنف الذي يجري هناك.
وما زاد الطين بلة أن الأمم المتحدة وأمينها العام الموقر السيد أنطونيو غوتيريس خرجا علينا في 27 يونيو/حزيران 2018، ليخبرونا بأن السعودية والامارات خارج "قائمة العار" التي تعدها سنويا الأمم المتحدة عن الانتهاكات ضد الأطفال أثناء الحرب، وكان اطفال اليمن ليسوا محسوبين من أطفال هذا العالم.
التقرير السنوي جاء هذه المرة صاعقا وصريحا في تواطئه مع الدول التي تمارس اجرامها في اليمن، وفي هذا السياق اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها عبر موقعها الإليكتروني، أن التقرير الجديد للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاع المُسلّح يشكّل سابقة خطيرة لأنه تجاهل أو قلّل من أهمية انتهاكات بعض الدّول في "قائمة العار" التي يُصدرها سنويا.
وجاء في بيان المنظمة على "تويتر" : "البارحة، مثل أيام كثيرة، ملأت هاتفي صور أطفال قُتلوا مؤخرا في اليمن في غارات جوية لقوات التحالف بقيادة السعودية. لكن البارحة أيضا، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تقريره الذي يلوم التحالف على مقتل وتشويه أطفال يمنيين عام 2017".
وأشارت المنظمة، إلى أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون رضخ لضغوط إسرائيل والسعودية من قبل، فأزال قواتهما من قائمة المنتهكين، مضيفة: "والآن يبدو أن غوتيريس قد رضخ أيضا".
لماذا رضخت الأمم المتحدة؟!
السبب الأول والرئيس "أموال السعودية"، هذه الأموال التي غزت العالم من شرقه إلى غربه وجعلت زعمائه يتهافتون على إظهار تأييدهم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مسيراته التي لم تقدم أي شيء لشعب المملكة، واليوم انظروا جميعا من يتحدث عن هذه الاصلاحات؟!، لا أحد، فهي وهمية ولا تساوي شيء لكنها أتت بثمار لـ"بن سلمان" على الصعيد الشخصي وبيضت صفحته امام الغرب، ونحن نعتقد أن وهم الاصلاحات الجديدة في المملكة ليس هو من بيض صفحة ولي العهد بل أموال البلاد التي نثرها يمنةً ويسرى على شراء السلاح التي يتكدس اليوم في المملكة دون وجود قوة بشرية ذات خبرة تستطيع استعمال هذا السلاح.
وبكل الأحوال ولكي لا نخرج عن موضوعنا، لم يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، هذا العام من الضغط على السعودية في موضوع حربها على اليمن وعوضا عن ذلك خففت من الضربات العسكرية التي توجهها قوات التحالف لليمن، فقد جاء في تقرير غوتيريس أن حجم الهجمات على المدارس والمستشفيات شهد انخفاضا ، في حين أن التقرير نفسه وجد التحالف مسؤولا عن 19 هجوما على المدارس و5 هجمات على المستشفيات عام 2017، مقارنة بـ 28 هجوما على المدارس و10 على المستشفيات عام 2016.
الأمر الأخر أن الغرب ممثلا بكل من أوروبا وأمريكا لا يريد أن تنتهي الحرب في اليمن، فهي تمثل بالنسبة لهم "انتعاش اقتصادي" ففي حين يموت أطفال اليمن ويجوعون تملئ هذه بنوك الدول بأموال المملكة من جراء صفقات الأسلحة التي تعقدها مع السعودية والتي تمثل بالنسبة لها "دجاجة تبيض ذهب".
مساعدات وهمية
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيانها الأخير أن تقرير الامين العام للامم المتحدة يشير إلى أن التحالف أنهى حصاره لليمن، لكن الأمر غير صحيح، فالتحالف رفع الإغلاق الكلي المروع على جميع نقاط الدخول في اليمن الذي فُرض أواخر عام 2017. لكن حتى يومنا هذا، يحدّ التحالف من تدفق الغذاء والدواء إلى أجزاء من اليمن، حيث الملايين على حافة المجاعة. كما يحافظ على إغلاق المطار الرئيسي في البلاد، بوجه عديد من المرضى والجرحى أيضا، رغم وعوده بفتحه.
ختاماً؛ ماذا يعني أن توصل بعض المساعدات وتقتل شعبا بأكمله، أليس من المعيب على منظمة بحجم الامم المتحدة أن تتخلى عن مبادئها التي نشأت عليها، والسؤال يبقى من يردع أي دولة قوية اليوم من مهاجمتها لدولة ضعيفة أو شعب آمن؟!.
الا ان السؤال الاهم اين ذهبت النخوة العربية والاحكام الاسلامية عن مساعدة اهل اليمن التي يتفنن ال سعود في ذبحهم.
ارسال التعليق