حدث وتحليل
موسم الحج.. يفضح كبائر آل سعود
[معتقلي الرأي]
يتوافد الحجاج من مختلف دول العالم الاسلامي الى السعودية في هذه الايام لاداء مناسك الحج، وقد أعلنت المديرية العامة للجوازات أن عدد الحجاج القادمين من الخارج لموسم حج هذا العام بلغ 1.39 مليون حاجا قبل حوال الاسبوع من يوم الوقوف في جبل عرفة عشية عيد الاضحى المبارك، بالاضافة الى أعداد الحجاج الذين سيأتون من الداخل لأداء هذه المناسك، وقد تحدثت بعض المصادر الاعلامية انه من المنتظر أن يؤدي 3.5 مليون حاج هذا الموسم مناسكهم.
من جهتها، أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية "انتهاء ترتيبات قدوم حوالي مليوني حاج من مختلف دول العالم، لموسم 1439 هـ"، وشددت على رفض استخدام او رفع الشعارات السياسية خلال اداء المناسك ورفض إثارت النعرات الطائفية، وبالسياق قال "الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين وإمام وخطيب الحرم المكي" عبد الرحمن السديس إن "المشاعر المقدسة ببلاده ليست مكانا للشعارات السياسية أو النعرات الطائفية".
خدمة آل سعود.. والترويج للنظام
وواصل السديس سياسته المروجة لأسياده بالنظام القائم في مملكة آل سعود، حيث شدد على ان "خدمة الحرمين مسؤولية كاملة لحكومة المملكة وهي مسؤولية وأمانة تؤديها القيادة"، ولفت السديس الى ان "المملكة حريصة على العناية بالمسلمين جميعا وتسعى لتوطيد العلاقات والتكاتف بين أفراد الأمة الاسلامية في ظل الظروف التي تمر بها الأمة"، واعتبر ان "هناك استهدافا وحربا على ما تقوم به المملكة في الحرمين الشريفين".
واسترسل السديس في الترويج لآل سعود وتسييس الحج حيث قال "رسالة المملكة هي رسالة الإسلام القائمة على الرحمة والتسامح والتعايش، وتسخير معطيات العصر في إبراز صورة المسلمين الحضارية وإزالة إلصاق تهمة الإرهاب عنهم"، وأكد أن "الإرهاب لا دين ولا ثقافة له وهناك جهات كثيرة تسعى لتشويه صورة الإسلام"، ولفت الى أن "المملكة تدعم القواسم المشتركة لجمع الأمة ونشر الإسلام في العالم بالصدق والأمانة"، على حد قوله.
كل ذلك يفتح الباب على التساؤلات عن الدور السعودي الحقيقي في اقامة او ضرب العلاقات بين المسلمين، كما يفتح الباب عن الجهة الحقيقية التي تسيس الحج فعلا وتسبق الآخرين الى هذا التسييس وتعمد الى مهاجمتهم عن انتقاد آل سعود بتسييسهم للحج، وإلا كيف يمكن تفسير كلام السديس وكل من يروج ويتغنى ليل نهار ان مملكة آل سعود وحدها لها الصلاحية والسلطة بإدارة الحج؟ وكيف نفسر هذا "التمنين" السعودي المتواصل للحجاج بأنها تستقبلهم وتقدم لهم الخدمات وغيرها؟ فهل الحجاج يأتون مجانا الى مكة والمدينة المنورة لأداء المناسك؟ هل الإقامات في السعودية مجانية والخدمات على تنوعها بدون مقابل مالي أم ان الحجاج يدفعون المبالغ الطائلة في رحلة الوصول الى ارض الحرمين لأداء هذا الواجب الديني عليهم؟ فماذا تقدم السلطة السعودية من جيبها للحجاج؟ أليس كل شي مدفوع التكاليف بينما ما تفعله السعودية هو جني الثمار وكأن موسم الحج هو موسم استمثاري ربحي لها فقط لا غير؟
الصورة الملوثة.. ومحاولات التلميع الفاشلة
الحقيقة ان آل سعود يحاولون استخدام الحج للترويج لنظامهم وتلميع صورتهم المقيتة الملوثة بدماء الابرياء، عبر أدواتهم السياسية والاعلامية والدينية من أمثال السديس الذي سقط بعيون الكثيرين لا سيما في الداخل السعودي ومن المنخدعين به منذ اعلانه التمجيد للولايات المتحدة الاميركية ورئيسها دونالد ترامب خلال زيارته لنيويورك لحضوره مؤتمر "أمريكا والعالم الإسلامي"، ويومها زعم السديس ان "الدولتين(السعوية واميركا) يقومان ولله الحمد والمنة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والرئيس الأمريكي، العالم والإنسانية، إلى مرافئ الأمن والاستقرار، والرخاء"، بحسب رأيه، وقد دعا السديس يومها "للرئيس الأميركي والملك السعودي بالتوفيق في خطواتهما، لما يقدمانه للعالم والإنسانية". وفق تعبيره.
لكن من يتابع ما يحصل على أرض الواقع يرى التناقض الكبير بين ما يحاول السديس وامثاله من القيام به من حفلات الترويج لآل سعود انطلاقا من ملف الحج او غيره، وما يجري في اليمن خير دليل على كذب كل الحملات الدعائية للنظام السعودي، لان من يلتزم الانسانية والدين الاسلامي والامن والسلم الدوليين لا يرتكب كل هذه المجازر بحق المدنيين ولا سيما الاطفال من اليمنيين، ودماء شهداء مجزرة ضحيان خير دليل على ذلك، فأشلاء الاطفال الشهداء فضحت ليس فقط زيف الشعارات التي يروج لها ولي العهد محمد بن سلمان بالانتقال الى دولة القانون والمؤسسات والحرية المزعومة، بل هذه الدماء والاشلاء المقطعة أكدت سقوط أي مشروعية مفترضة عن كل هؤلاء الحكام الذين يحاولون بناء احلامهم وأمجادهم السياسية على انقاض الشعب اليمني الصامد.
كما ان من يدعي الالتزام بالقانون والانظمة لا يرتكب كل هذه الانتهاكات في الداخل بحق النشطاء واصحاب الرأي وكل من يرفع الصوت للمطالبة بحقوقه المشروعة، ولعل رفع كندا الصوت مؤخرا بانتقاد الانتهاكات و
الممارسات التي يرتكبها النظام السعودي هي خير دليل على هذا الكم الهائل من الجرائم التي ترتكب منذ عشرات السنين تحت الغطاء الغربي وبالتحديد الاميركي والبريطاني، في أجواء موسم الحج يجب التأكيد ان الذاكرة لم تنس "حادثة منى" التي ارتكبت في العام 2015 من قبل السلطات السعودية والتي راح ضحيتها العشرات من الحجاج من مختلف الجنسيات، وقد تضاربت المعلومات وقتها عن تورط سعودي رسمي بدماء هؤلاء الحجاج لاسباب سياسية وداخلية من جهة ومن جهة ثانية نتيجة تقصير او إهمال وسوء التنظيم.
كل ذلك وغيره يدعو الى التنبه ان موسم الحج هو فرصة مؤاتية للفظ الخطايا التي يرتكبها الانسان وخاصة القيادات والتوبة الى الله من ذنوب صغيرة وكبيرة، لذلك على آل سعود التنبه قبل فوات الأوان والعودة الى الله ومحاولة التوبة عن الكبائر التي ارتكبوها لسنوات في الداخل والخارج لعلها تنجيهم من مصيرهم المحتوم.
ارسال التعليق