هذا ما أوصى به ترامب أبن سلمان.. تمسك لعلك لن تسقط
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري"أيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أضحت معدودة.. الآمال المعقودة عليه لإعتلاء العرش تسفر عن لا شيء، رغم هدر عشرات الملايين من الدولارات على شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط للترويج لشخصيته المتزلزلة والهزيلة وأنه الرجل السعودي القوي.. الهوة بين الضجيج الإعلامي الخاوي حول شخصية نجل سلمان وحقيقته أصبحت جلية للغاية، وأن احتمال صعوده بات أقل تأكيداً، حتى أن والده الملك سلمان بن عبد العزيز بدأ يبدي بوادر تشككه في الأمر" - من مقال لمايكل برلي في صحيفة "تايمز" اللندنية.
موقع "بوليتيكو" الاستخباراتي الأمريكي ووسائل اعلام أمريكية اخرى نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن جاريد كوشنر صهر ترامب وممثله الخاص في الشرق الأوسط، قام بزيارة سرية الى السعودية الأسبوع الماضي هي الزيارة الخامسة له خلال الأشهر الأخيرة، التقى خلالها وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان ناقلاً اليه رسالة خاصة من الرئيس الأمريكي تهدف الى إنقاذه من ورطة السقوط عن العرش التي بات زمانه قريب جداً.
يقول مراقبون أن الدوائر بدأت تضيق حول ابن سلمان، وأصابع الاتهام بدأت تأخذ طريقها نحوه بشكل دقيق كلما ظهرت أدلة جديدة على تورط النظام السعودي في قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، إذ لم يشكك كثيرون في الرواية التركية المبدئية حول القضية، وكان الوحيد الذي أراد تأجيل البت في المسألة هو حليفه ترامب، المشغول حالياً بما هو أهم من أي قضية عالمية، ألا وهي "صفقة القرن" التي يعلق فيها الكثير من الآمال على العرش السعودي في تمريرها وإنهاء القضية الفلسطينية الى دون رجعة.
على شاكلة من سبقه في إدارة البيت الأبيض يحفظ دونالد ترامب عن ظهر قلب التراث الأميركي المعهود في "التخلّي عن الحلفاء في أول مفترق"، إذا وجدت الإدارة الأميركية مصلحة ولو طفيفة، حينها تقلب لحلفائها ظهر المجنّ. وهو ما فعله بطريقة ما خلال حوار أجرته معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مؤخراً تحدث خلالها عن علاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أعترف خلالها بأنه قال خلال حديثه للمقربين منه وحلفائه، إنه لا يكاد يعرف ولي العهد السعودي"، في خطوة للنأي بنفسه عن ابن سلمان، في ظل الأدلة التي تشير الى تورطه فيما آلت اليه قرارات مجلس الشيوخ الأمريكي الأخيرة التي أعتبرها الكثير أنها صفعة موجعة لترامب وابن سلمان.
يقول مقربون من الرئيس الأمريكي أنه رغم مساعيه الحثيثة للدفاع عن ولي العهد السعودي ودعمه بإعتلاء العرش خدمة للمصلحة الاسرائيلية بتمرير "صفقة القرن" إلا أنه ترك الباب موارباً، لحفظ خط الرجعة في حال اضطراره إلى التخلي عن حماية ابن سلمان، أحال الكرة في الظاهر الى الكونغرس الأميركي. في وقت يركز إهتمامه على إستنساخ شخصية اخرى تشير الأمور الى توجهه نحو أخيه الأصغر خالد لتولي العرش بعد ابيه في المملكة إذا ما أقتضى الأمر التخلّي عن محمد بن سلمان وقطع الطريق على كرة الثلج التي يمكن أن تصل الى رقبته في أميركا في حال إصراره على التمسّك به، خاصة وأنه يخوض حالياً معركة كسر عظم مع الطبقة السياسية والنخبة الأمريكية المناوئة له ربما تدفع به الى المحاكمة والعزل؛ إذ يبدو أن كل ما بجعبته من طرق ووسائل الدفاع عن ربيبه أبن سلمان قد نفدت، وأنه ليس بالإمكان الذود عنه بأكثر مما كان سوى تقديم النصح له ودفعه نحو المطلوب.
كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، كشف خلال حواره مع CNN على هامش منتدى "Citizen"، كشف عن النصيحة التي قدمها لولي العهد السعودي والذي تربطه به علاقة متينة، حيث أخذ بنصيحته، مضيفاً: "الرئيس يركز على ما فيه خير لأمريكا"، وأضاف قائلا: "أين هي مصالحنا الاستراتيجية ومع أي دول نتشاركها، يجب أن نعمل في هذا الاتجاه".
الصحفي الأمريكي بوب وودوورد تحدث في كتابه الجديد "الخوف"، عن دور جاريد كوشنير صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه في عملية تنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد؛ كاشفاً أن الغاية المركزية التي سعى إليها كوشنير هي توثيق التحالف بين إسرائيل والسعودية، مستغلا عداء هاتين الدولتين لإيران.. وقد شارك كوشنير في هذا التوجه الضابط السابق في الجيش الأمريكي ديرك هارفي، الذي عمل في البيت الأبيض في العام الأول لولاية ترامب، وينتمي هارفي الى اليمين الأيديولوجي.. وهما من نظما زيارة ترامب الى الرياض وتل أبيب العام الماضي، رغم أن ماتيس وماكماستير وتيلرسون أجمعوا على أن هذه فكرة سيئة، وأن مثل هذه الزيارة لن تحقق إنجازات للولايات المتحدة.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت عن عدة مسؤولين أمريكيين أن الاتصالات الشخصية بين كوشنر وولي العهد السعودي، مستمرة منذ أكثر من عامين، وظلا يتبادلان الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية بالأسماء الأولى والرموز، رغم أن كبير موظفي البيت الأبيض فرض إجراءات طويلة الأمد تحتّم مشاركة أعضاء مجلس الأمن القومي في جميع الاتصالات مع القادة الأجانب. مشددة أن كوشنر أبرز مدافع عن ولي العهد السعودي، حتى بعد أن خلصت وكالة الاستخبارات المركزية الى أنه هو من أمر بقتل خاشقجي - وفق المستشار السابق للأمن القومي هيربرت ماكماستر الذي نصح صهر ترامب وكبير مستشاريه التريث في إندفاعه هذا عن ابن سلمان وتخفيف الإتصالات به ، فيما الإسرائيليين يبنون آمالا كبيرة على مواقف ولي العهد السعودي لقبوله حل القضية الفلسطينية حسب الرؤية الأمريكية الإسرائيلية وعدائه لإيران.
هذا ما يفسر أسباب دفاع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نجل سلمان ورفضه المساس به باستقرار نظام الحكم في السعودية، معتبراً ذلك أنه يمس بأمن وإستقرار إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط - حسب قوله؛ وهو ما يفسر مساعي محمد بن سلمان وإسراعه للقاء نتنياهو وعقد قمة معه على غرار قمة كامب ديفيد، يصافح خلالها الأخير ويكون المضيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب - وفق ما كشف عنه موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، الذي قال أن ابن سلمان طلب من فرقة العمل الطارئة التي أنشأها للتعامل مع مقتل الصحافي خاشقجي البحث في فكرة القمة، حيث تهدف الخطة الى تقديم ولي العهد السعودي كصانع "سلام" عربي على غرار الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، على حد تعبير الموقع.
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر اعلن عن نية اللجنة لعقد جلسة استماع حول السعودية للنظر في إضافة تشريع جديد يستهدف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مجال إنتهاكات حقوق الانسان وفرض عقوبات عليه بموجب قانون "ماغنيتسكي"، مشيراً الى إنه سيكون هناك "الكثير من الأحداث" في الكونغرس بشأن السعودية، وبالتزامن مع ذلك، كشفت شبكة "ABC NEWS" الأميركية أن صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر طلب تضخيم حجم مبيعات الأسلحة للسعودية الى 115 مليار دولار فيما الحقيقة تجافي ذلك كثيراً، وذلك بهدف الضغط أكثر على الكونغرس الأمريكي ومنعه من إتخاذ قرارات جديدة ضد نجل سلمان، مردداً مقولة ترامب التي لطلما رددها كثيراً في الآونة الأخيرة وهي أنه "لولا السعودية لكانت اسرائيل في ورطة كبيرة"!!.
ارسال التعليق