هكذا عزل ابن سلمان المنبوذ نفسه بنفسه وأقترب من النهاية
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري
باتت أخبار العزلة التي يعاني منها ولي العهد ال سعود الصغير بعد كل ما أثاره من فوضى في المنطقة، حديث الصحافة العالمية التي آخذت تقارنه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد حتى عند الحلفاء؛ حيث الحفاوة الكبيرة التي أستقبل بها خلال زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة الأمريكية فيما، دب آل سعود الداشر لا زال يترجى أن يستقبله راعي البقر "ترامب" ولهذا السبب قام بزيارة مفاجئة للأمارات ملتمساً معلمه محمد بن زايد للتوسط لدى واشنطن وطهران عسى ولعل أن يحصل ما يرضيه من كلا الطرفين، الى جانب توضيحه الأسباب التي دفعته لدخول الحوار مع جماعة الحوثي اليمنية للخروج من المستنقع اليمني الذي تخلت أبوظبي البقاء في مسايرته من قبل.
"شتان بين أمير يسعى لتقدم دولته وإزدهارها وتطويرها لجعلها بين مصاف الدول الكبرى سياسياً مستغلاً ما تتمتع به بلاده من ثروات، وبين آخر أرعن زج بمملكته في حروب ونزاعات لا طائل منها بدعمه للجماعات المسلحة والارهاب التكفيري الذي لا يزال يعصف بالمنطقة الى جانب مواصلة عدوانه على اليمن الشقيق، وساهم في إضعاف إقتصادها رغم كونها واحدة من أغنى دول العالم.. وكما يقال فقد "جنت براقش على نفسها" جراء تصرفاته الطائشة ووعوده الكاذبة فأصبح شاب أرعن أحمق مجرم بدد ثروات بلاده، وأراق دماء الأبرياء من ابناء جلدته صغاراً وكباراً في داخل المملكة وخارجها الى جانب شربه دماء اليمنيين، ناهيك عن قتله العلماء والدعاة والإعلاميين وزج الآلاف منهم وراء قضبان السجون لأنهم عارضوه على العلن - وفق مراقبين.
موقع Yale Global Online الغربي نشر مؤخراً تقريراً سلط من خلاله الضوء على ما سماه العزلة التي يعاني منها ولي العهد السعودي الصغير محمد بن سلمان. مشدداً أن ابن سلمان عزل نفسه بنفسه من خلال ما قام به من حركات متهورة في المنطقة، بينها جريمة تقطيع خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول متطرقاً الى الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي صدمت مملكة البترول جراء الهجمات التي تعرضت لها منشآت أرامكو النفطية السعودية من قبل الحوثيين بسبب الحرب العبثية التي يشنها الأرعن على اليمن الجار.
موقع Lobe Log الأمريكي نشر مؤخراً تقريراً سلط من خلاله الضوء على النفوذ المتراجع لولي العهد السعودي أقليمياً وعربياً، عزا ذلك لأسباب عدة منها إنسحاب الأمارات من وحل المستنقع اليمني وجعل ابن سلمان في واجهة الأحداث اليمنية ومذنباً ومتسبباً وحيداً في أكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث، الى جانب تضخم سجله الأسود في مجال انتهاك حقوق الانسان السعودي والعربي ليحظى بلقب "السفاح" بإستهدافه الشعب اليمني ورجال الدين والدعاة والناشطين والناشطات في داخل المملكة وتعرضهن لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والتحرش الجنسي، لترتفع الأصوات لدى مؤسسات الحليف الإستراتيجي الأمريكي بوقف دعم وتزويده بالسلاح ما شكل ضربة قوية لسمعته المتهرئة.
تكاثر وتيرة التقارير الدولية وتتبعها المتواصل للفشل المتوالي لسياسة محمد بن سلمان إقليمياً وداخلياً، خسارته الفاضحة وفشله الذريع بإستحصال دعم عربي خلال مؤتمر البحرين؛ الى جانب تعالي صرخات منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الدولية مثل العفو الدولية وهيومن ووتش رايس وغيرها يوماً بعد آخر لسبب إتساع رقعة انتهاكات حقوق الانسان في العهد السلماني بصورة غير مسبوقة خاصة في مجال تعديه على العلماء والدعاة وإعتقالهم وسجنهم وتعذيبهم وقطع رؤوس البعض منهم، دون إستثناء حتى الذين كانوا بالأمس يمتدحونه ويسايرونه؛ يزيد الطينة بلة ويدفع أكثر بدب آل سعود الداشر الإبتعاد بقوة أكبر من العرش، مقترباً من نهايته الحتمية.
المتابعون للشأن السعودي يؤكدون عدم وجود ما يسمى بـ"حقوق الانسان" في المملكة على العهد السلماني لتنتهك!!، فما يجري في بلادنا من تجريد المواطن من جميع حقوقه المشروعة وتجاوزات في ظل القبضة الحديدية التي تضربها السلطة الحاكمة تجعلنا نتساءل إن كان هناك حقوق للإنسان في السعودية أصلاً؟!، فالذي جرد الطبقة الحاكمة المكونة من أعمامه وأبناء عمومته من حقوقهم تقريباً، فكيف بعامة الشعب السعودي المراقب حتى بعدد الأنفاس؟!.. لقد بات المفكرون والعلماء والدعاة ونخب الشعب السعودي من كلا الجنسين يلقون في غياهب السجون، بينما يبقى رجل كسعود القحطاني - المتهم بقتل وتقطيع خاشقجي- حراً طليقاً خارج لائحة المحاكمين في القضية!.
موقع "بلومبيرغ" الأمريكي نشر تقريراً جاء فيه إن "المملكة العربية السعودية تحولت الى دولة منبوذة لدى معظم المؤسسات الأمريكية بسبب سياسات ولي العهد السعودي الصغير بقمعه المفرط لمعارضيه من شعبه على أسس طائفية وعنصرية، وقطع رؤوس العديد منهم الى جانب الحرب على اليمن التي تصفها الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية الأكبر في العالم، مشيراً الى مدى الأذى والضرر الكبيرين الذين تسببهما ابن سلمان للمملكة منذ وصوله لمنصب ولي العهد، وسياساته الشاذة التي توافقت مع سياسات ابن زايد ولي عهد أبوظبي في معاداة ثورات الربيع العربي، وفي العمل على وأد الديمقراطيات الوليدة، وفي دعم الثورات المضادة للإبقاء على حكم الطغاة والعسكر؛ فباتت المملكة دولة منبوذة!، أصبحت عدوة لمعظم الشعوب العربية، بعد أن كان لها وزنها العربي والإقليمي والإسلامي والعالمي!!.
أراد ولي العهد السعودي بزيارته المفاجئة والتي كشف عنها سفير الامارات لدى الرياض الشيخ شخبوط بن زايد آل نهيان في تغريدة له على "تويتر" - تأكيداً على المذلة التي وصل اليها محمد بن سلمان حتى لدى معلمه -، أن يضلل عما ينشر بخصوص انتهاكاته الخطيرة لحقوق الانسان حيث نشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية تقريراً تناولت فيه قضية حقوق المرأة في المملكة بعنوان: "سراب حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية"، مشيرة الى التقرير العالمي للفوارق بين الجنسين لعام 2017 والذي وضع السعودية في المرتبة 141 من أصل 144 دولة حول العالم فيما يتعلق بحقوق المرأة، مشيرة الى وجود العشرات من الناشطات في معتقلات السلطة ما يؤكد أن وضع المرأة في السعودية يتجه من سيء الى أسوأ. فيما كتبت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه في الوقت الذي يظهر فيه التمييز الجنسي بأوضح أشكاله في السعودية، فإن الوقت قد حان ليتخذ قادة العالم موقفاً محدداً فيما يتعلق بشأن المرأة السعودية والدفاع عنها.
ولي عهد سلمان باعتقاله الناشطات اللواتي طالبن بحقوق المرأة السعودية، قد وجه رسالة مهمة مفادها أن كل من يرفع صوته بأي مطلب سيكون في خطر، ولا فرق عنده في ذلك بين رجل وامرأة.. في وقت لا تزال روايات النساء والفتيات الهاربات من مملكة الخوف والقمع تملأ صفحات المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وإذا كانت رهف القنون - التي استقرت أخيراً في كندا- أشهرهن، فإنها بالتأكيد ليست الوحيدة كأمثال الأختين ريم وروان، والأختين مها ووفاء السبيعي- وفق التايمز.
صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية وفي مقال لها بعنوان: “المملكة العربية السعودية… مستقبل غامض لولي العهد”، كشفت عن مساعي سلمان الحثيثة لتلميع صورة نجله الطائش محمد بعد كل الأحداث التي تورط الأخير بها. مشيرة الى قضية تقطيع الصحفي جمال خاشقجي وفشل الرياض الذريع في حرب اليمن وحصار قطر، وفشله في مشروع "مدينة نيوم"، وكذا ملف حقوق الحريات وحقوق الإنسان المتدهور، وغيرها من الكوارث التي جرَّها ذلك الأرعن الى المملكة. مشيرة الى أن العقبة الأكبر في طريق الأمير الطائش نحو العرش هي صورته المشوهة في أذهان الاوروبيين والمنهارة تماماً لدى الحليف الأمريكي.
ارسال التعليق