هل مجازر "بن سلمان" الأخيرة عربون التطبيع المتسارع مع "اسرائيل"؟!
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري…
انشغلت الجزيرة العربية بأبنائها والمهتمين لشأنها طيلة الشهرين الماضيين بأنباء مسلسل الإعدامات الاجرامية للسلطات السعودية التي طالت حياة العشرات من خيرة ابناء الشعب "بسيف الحرابة"، والهدف منه زرع هاجس الخوف والفزع والارباك لدى الناشطين من ابناء المملكة فيما يخص سياسات محمد بن سلمان القمعية والطائشة التي ابتلي بها أبناء وطني وشعوب الجوار والإقليم منذ بلوغه ووالده العرش مطلع العام 2015 وحتى يومنا هذا.
حيث انهار الدماء تسيل في كل بقعة من بقاع عالمنا الاسلامي والشقيق العربي بحروب بالوكالة التي يقودها سلمان المصاب بالزهايمر ونجله الأرعن تلبية لرغبة السيد راعي البقر.
مسؤول أميركي رفيع المستوى كشف النقاب إن وزير "الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اجتمع مع محمد بن سلمان خلال زيارته لجدة مؤخرا لمدة حوالي الساعتين، كانت تسريع عملية التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في مقدمة ما ناقش الطرفان.. كانت هناك درجة جيدة من التقارب حول المبادرة رغم وجود بعض الاختلافات في القضايا الاخرى" ؛ وكان كبير مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان قد بحث مع ولي عهد السعودية ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في الرياض قبل ذلك بشهر تقريباً، "تعزيز رؤية مشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا وترابطا مع تل أبيب.. ثم العمل الدؤوب بين واشنطن والرياض لتطبيع العلاقة بين السعودية واسرائيل"- وفق حسب رويترز.
موقع"أكسيوس" الأمريكي نقل عن مسؤولَين أمريكيين مطلعين أن البيت الأبيض يسعى جاهداً الى تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع الرياض وتل أبيب لعقد "اتفاق سلام" قبل نهاية العام الميلادي الجاري وانشغال الرئيس الأميركي جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية 2024.. مشيراً أن اتفاقية كهذه يمكن أن تمثل اختراقا تاريخيا في عملية السلام في الشرق الأوسط، من شأنه دفع مزيد من الدول العربية والأغلبية المسلمة لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" وإعادة العلاقات الأميركية السعودية الى مسارها الصحيح.. وهو طالما كشف عن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ويسعى اليه لتعزيز موقعه الداخلي على حساب إنهاء ما يسمى "القضية الفلسطينية" الى ما لا رجعة."
سوليفان"وخلال لقائه "بن سلمان" أكد على أن "واشنطن ترى وجود فرصة ثمينة في الوقت الحاضر لتستغلها السعودية للتوصل الى اتفاق لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل حتى نهاية العام الحالي؛ فيما اكد محمد بن سلمان خلال اللقاء أنه "ليس مهتما بتنفيذ المزيد من الخطوات الصغيرة لتعزيز العلاقات مع إسرائيل، إنما يسعى إلى اتفاقية واحدة تشمل التطبيع مع إسرائيل ودعم أميركي للسعودية مثل تعزيز التعاون الأمني".. ما يعكس رغبة ولي عهد سلمان في بلوغ "التطبيع" وبسرعة البرق قبيل تأثير الانتخابات الأميركية على الرئيس جو بايدن؛ حسبما ما أورد موقع"واللا" العبري الإلكتروني نقلا عن مسؤولين أميركيين وسعوديين مطلعين.
وزير الخارجيةالأمريكي "أنتوني بلينكن" هو الآخر أكد على رغبة حاكم السعودية الفعلي في الإسراع بعملية التطبيع مع تل أبيب، وهو ما أطلع به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال عودته من الرياض نحو واشنطن..
رغبة أرعن آل سعود أكدها وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي في الرياض، بقوله: هناك حاجة لإيجاد "مسار نحو حل الدولتين"، و"مسار نحو منح الفلسطينيين الكرامة والعدالة.. التطبيع مع الكيان الصهيوني ينطوي على فوائد للجميع"؛ لفظ"مسار" يعد "تغييراً جذرياً عن الموقف الذي عبر عنه السعوديون في الماضي عندما طالبوا بإقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع مع إسرائيل" - بحسب "أكسيوس".
مجازر محمد بن سلمان الأخيرة كانت عربون عملية التطبيع مع كيان العدو الصهيوني لإسكات كل صوت سيخرج في المستقبل رافضاً هذا الذل والخيانة الكبرى التي يرتكبها آل سعود بحق القضية الفلسطينية خاصة وأن شعب الجزيرة هم في طليعة شعوب المنطقة الرافضة لمثل هكذا اتفاقات خيانية مذلة للأمة وقضاياها العادلة، وفي مقدمتها ذبح القضية الأم فلسطين على مسلخ عشق "أبو منشار" وقرينه"نتنياهو" في الاجرام والبشاعة والغدر والخيانة والاحتلال والنفاق والكذب والتحايل.. وجهان لعملة واحدة.
"من الضروري جداً على واشنطن وتل أبيب التساهل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، إنه الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ خمسين عاما، وإن عزله يعتبر مدمرا بالنسبة لإسرائيل..
الإسرائيليون ظلوا لخمسة عقود يصلون ويرجون من أجل حضور مسؤول عربي رئيسي يوافق على توقيع اتفاق هام مع إسرائيل، مؤكدة أن هذا المسؤول قد وصل أخيرا وهو محمد بن سلمان.. هو الزعيم العربي الأكثر رغبة في إضفاء الشرعية على إسرائيل، وذلك قبل شروعه في التعاون المفتوح معها" - من مقال تحليلي للكاتبة الإسرائيلية تسفي غرينفيلد في صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية.
"نتنياهو"يشير الى هذا المضمون وبشكل صريح بقوله خلال مؤتمر أمني في تل أبيب قبل أسبوعين، "التطبيع مع السعودية ليس ممكناً فحسب بل هو قادم، أنه مسألة أيام، وسينهي النزاع في الشرق الأوسط بشكل عام، ويحل القضية الفلسطينية كما نريدها، الاتفاق مع السعودية مبني على المصالح المشتركة لكلا الطرفين، أنه سيسمح بتحقيق هدفين مهمين لأسرائيل؛ أولاً سيوسع دائرة السلام من حولها، وثانياً سيسمح بالتصدي لإيران"؛ثم كشف نتنياهو في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية بقوله "التوصل الى سلام مع السعودية، رغبة متقابلة بيننا وبين قيادة المملكة، وهو ما سيجلب الصراع العربي - الإسرائيلي الى نهايته.. سيكون نقلة نوعية لسلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي، وسيغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها".
الحاكم الذي لن يتوانى من ذبح ابناء جلدته على كل شاردة وواردة وإبداء رأي وببساطة أقل من شربة كوب ماء لهو فاعل كل قبيح وإجرام من أجل التشبث بالعرش مهما كلف ذلك من إراقة الدماء البريئة، فما بالك بأن يبيع شعوب لا صلة لهم بها خدمة لأسياده وتحقيقاً للوعد الذي أطلقه جده الأكثر دموية واجراما وخيانة لقضايا الأمة تلبية لرغبة أبناء عمومته وإكراماً لمن أوصله الى سدة الحكم على بلاد الحرمين الشريفين، فكان ولا يزال إسالة الدماء ديدن أبنائه وأحفاده حقداً وكراهية للبشرية والانسانية والدين الإسلامي وعبودية الواحد الأحد، وسعياً لعودة شعب الجزيرة العربية الى عهد الجاهلية حيث الفسق والفجور والظلم والظلمة والطغيان والجبروت هو الفيصل.
وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس كشف خلال اجتماع للحكومة الاسرائيلية المصغرة من أن"ولي العهد السعودي على تواصل مستمر مع بعض كبار المسؤولين الاسرائليين والامريكان لتسهيل العقبات التي تعيق عملية التطبيع بين الرياض وتل أبيب بعيداً عن الأجواء الاعلامية، حيث وفد سعودي رفيع المستوى اجرى محادثات مع بعض الزملاء وأعضاء في الكنيست.. علينا الإسراع في ذلك وتحقيق بعض رغبات محمد بن سلمان وفي مقدمتها دعمه بلوغ العرش لتحقيق ما نصبو اليه منذ زمن طويل،وإذا ما فقدنا ابن سلمان سنفقد داعمنا الإقليمي وستعود الاوضاع الى سابقها حيث التهديدات ستزداد في ظل ايران نووية وقوة عسكرية...."- وفق صحيفة "ميكورريشون" الاسرائيلية المقربة من نتنياهو.
ارسال التعليق