ابن سلمان نقل حربه ضد معارضيه للخارج
يبدو أنّ المعارضين السعوديين، ممن كتب لهم النجاح في الفرار إلى الخارج هرباً من القمع الذي يتعرضون له وهم في وطنهم باتوا يتلفتون يميناً ويساراً فزعاً من آلة البطش الرسمية التي باتت تستهدفهم حتى وإن كانوا يعيشون مجبرين في المنافي، بحسب التقرير المفصل لمجلة الإيكونومست عن مستويات القمع الذي تزايدت وتيرته بشكل لا يصدق في السنوات الأخيرة.
ونقلت المجلة البريطانية حادثة اختفاء جمال خاشقجي، وهو صحفي سعودي بارز وناقد حكومي، حيث قالت لقد ذهب خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لفتح ملف بإجراءات زواج جديد. ولا تزال خطيبته تنتظر عودته حتى اللحظة، حيث إنها من أوصلته إلى هناك. ومن جانبهم ما زال مسؤولو الجمارك التركيون يجوبون المطارات والموانئ بصورته خشية أن يكون السعوديون قد خطفوه وربما يقدمون على تهريبه.
ويذهب تقرير مجلة الإيكونومست، إلى أن ولي العهد السعودي نقل الحرب ضد معارضيه إلى خارج المملكة، مشيرة إلى أن هذا المستوى من القمع يجعل المعارضين قلقين، بحيث لم يعد هناك مكان آمن لهم.
وتقول المجلة في تقريرها، الذي جاء تحت عنوان "اليد الطويلة لابن سلمان" إن "المعارضين السعوديين، الذين فروا من قمع الداخل إلى الخارج، يتحركون بحذر، وحينما ذهب الصحفي السعودي المعروف والناقد للحكومة جمال خاشقجي للقنصلية السعودية في إسطنبول؛ للحصول على أوراق لزواج جديد، ولا تزال خطيبته تنتظره أمامها، لم يعد أبداً ولا أحد يعرف أين مكانه رغم أن سلطات الجمارك والهجرة قامت بتوزيع صورته على المعابر والموانئ والمطارات، حيث تخشى من اختطاف السعوديين له".
ويُشير تقرير المجلة البريطانية إلى أنه منذ أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية العام الماضي فإنه تمّ اعتقال الآلاف من المعارضين، الذين اعتقل بعضهم بسبب عدم نشره تغريدات تؤيد مواقف ولي العهد، مشيراً إلى أن مدى العنف الجغرافي يتّسع أيضاً، ففي الشهر الماضي قال معارض سعودي ساخر في لندن إنه ضرب على يد بلطجية أرسلتهم السفارة السعودية.
وترى المجلة أن "بعض العنف جاء لخدمة خطط ولي العهد الإصلاحية، فقد احتجز الأمراء الذين يملكون أموالاً كبيرة، وحجّم دور الشرطة الدينية، وأصبحت تقام في السعودية حفلات موسيقى البوب ويمكن الذهاب إلى دور السينما وبدأ النساء بقيادة السيارة".
وينقل التقرير عن أحد المسؤولين السعوديين، قوله: " لقد كانت كلمة واحدة من هؤلاء الشيوخ تتسبب بمشكلات كثيرة"، وأضاف: "أحياناً يجب عليك أن توازن مصلحة فرد أمام مصلحة المجتمع". وتستدرك المجلة بأن " ولي العهد، يقوم بإدارة الحكم من خلال الخوف، رغم وعوده كلها باستخدام الإجراءات القانونية، إلا أنّ معظم سجناء الرأي يضعون في السجون دون محاكمة".
وقالت المجلة إن الخبير الاقتصادي عصام الزامل، الذي وجهت له تهم الإرهاب؛ لمساءلته عن جدوى بيع حصص من شركة النفط الوطنية، تم تأجيل محاكمته، وأشارت المجلة أيضاً إلى أن المدعي العام طالب بإعدام الناشطة إسراء الغمغام، وكذلك طالب بإعدام سلمان العودة، الذي كان من أشهر الدعاة على التلفاز.
وتختم مجلة "الإيكونومست" البريطانية تقريرها بالقول إن "هناك من يقول همساً إن ولي العهد يدير محاكم تفتيش".
ارسال التعليق