الأمن والذباب الإلكتروني.. في مواجهة الرفض الشعبي لزيارة بن سلمان للقاهرة
هذه الزيارة تأتي ضمن جولة عربية صاحبتها احتجاجات شعبية بسبب اتهام ولي العهد السعودي بالتورط في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
العجز عن الخروج في مظاهرات مناهضة بسبب القبضة الأمنية، هو ما دفع الناشط اليساري كمال خلي إلى دعوة الناشطين للتدوين ضد الزيارة عبر الوسوم المخصصة لذلك، وكتب قائلا "المتاح لدينا هو الكتابة على الفيس، كل كلمة نكتبها مؤثرة ولن تضيع هباء، أضعف الإيمان ضد هذه الزيارة أن يكتب كل منا على صفحته".
وقد استجاب العديد من الناشطين لدعوة التظاهر الإلكتروني، فكتب "أبو صالح" قائلا "سفاح يزور منقلب كلهم مصاصين دم". وغرد محمد يوسف بقوله "من يستقبل السفاح ويدافع عنه سفاح مثله".
واعتبر حساب باسم "أحمد" أن السيسي وكل أركان "حكمه الباطل لا يمثلون الشعب المصري بل هم حفنة من اللصوص والمتآمرين".
كما وقع المئات من الناشطين والسياسيين والشخصيات المستقلة، بيانا للتعبير عن رفض الزيارة، واصفين ولي العهد السعودي بأنه "قاتل خاشقجى"، معتبرين أن "من يضع يده في يد القاتل من الحكام مشارك له في الجريمة".
بيانات وإداناتالرفض الشعبي للزيارة لم يقتصر على التدوين فقط، حيث أعلنت الحركة المدنية الديمقراطية (تضم 7 أحزاب معارضة وشخصيات مستقلة) عن "امتعاضها" من الزيارة في بيان بعنوان "لا أهلا ولا سهلا بابن سلمان في القاهرة".
واعتبرت الحركة أن الزيارة هي محاولة لتجميل صورة ولي العهد السعودي "المشوهة" نتيجة جريمة قتل خاشقجي، مشيرة إلى أن الأمير السعودي هو أحد مهندسي ما اعتبرته "جريمة التنازل" عن جزيرتي تيران وصنافير، وتحويل مضيق العقبة من مضيق مصري خالص إلى مضيق دولي حر بما يحقق "مصالح الكيان الصهيوني". كما أعلنت الجبهة الوطنية المصرية (تضم أحزاب معارضة ومعارضين ومستقلين في الداخل والخارج) رفضها التام للزيارة قائلة في بيان لها "لا أهلا ولا سهلا بهذا القاتل ابن سلمان في مصر، ولا عفوا أو نسيانا لجرائمه بحق الشعب المصري وشهدائه ومشرديه".
وأضافت الجبهة "لم يجد القاتل المجرم أمامه سوى عواصم أنظمة محور الشر والقطيعة والمؤامرة في أول جولة خارجية بعد جريمته الكبرى بقتل الشهيد جمال خاشقجي ومحاولة التنصل من الجريمة وتحميلها لموظفين صغار وصفهم بالمارقين".
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في أسباب رفض الزيارة، وهو ما دفع اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع في مصر إلى إصدار بيان بعنوان "لا أهلا بصديق الصهاينة وقاتل شعب اليمن".
واعتبرت اللجنة –في بيان لها- أن الزيارة تأتى في مناخ سياسي "تحاول فيه مملكة آل سعود، الصديقة للكيان الصهيوني تحسين وضعها الإقليمي في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وإعادة تقديم أوراق اعتمادها كوكيل أساسي للولايات المتحدة، وترأسها لتكتّل عربي رسمي فاقد للشرعية الشعبية، يدعم الكيان الصهيوني ويضفي عليه شرعية بالتطبيع".
ارسال التعليق