القمة في "الرياض" كانت جزءا من العلاقات العامة للسعودية
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية في مقال لها أن "السعودية" أكملت كل أنشطتها الترفيهية وغيرها، بشكل طبيعي حيث "جرت جميع الأحداث المدنية المخطط لها في المملكة خلال هذه الفترة، بما في ذلك أسبوع الموضة وعروض الفنانين وغيرها كالمعتاد.كما عُقدت القمة السعودية الإفريقية كما هو مخطط لها"، على الرغم من الأحداث التي تجري في غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن عقد قمة عربية- إسلامية أتى نتيجة "استمرار الحرب، وخاصة الصور القادمة من غزة" الأمر الذي شكل ضغطا على "السعودية" للقيام بشيء ما.
وفي الحديث عن البيان الختامي الذي خرجت به الدول العربية والإسلامية من القمة، اعتبرت "يديعوت احرنوت" أنه من الناحية العملية، لم يتخذ البيان في الواقع أي قرارات ملموسة.وبحسب تقارير مختلفة، فإن توحيد القمم وصياغة الإعلان جاء نتيجة خلافات في الرأي بين الجهات العربية".
وتابعت "طالب البعض بالدعوة إلى اتخاذ خطوات فعلية، مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. ومنع نقل الأسلحة إلى إسرائيل من القواعد الأمريكية في المنطقة، ومنع تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق أسماء الدول العربية (قررت عمان ذلك قبل أيام)، والتهديد باستخدام الأسلحة النفطية وغيرها".
وشددت الصحيفة على أن الدول العربية المُطبعة مع الكيان الإسرائيلي، "وعلى رأسها السعودية" عارضت إدراج هذه الإجراءات العملية في الرسالة الختامية للقمة.
واعتبرت الصحيفة العبرية، ان هدف السعوديين من عقد المؤتمر لا يتجاوز كونه "جزءًا من حملة العلاقات العامة للمملكة".
وأشارت في سياق ما تصبو إليه "السعودية" من عقد المؤتمر إلى أنه "رد على محاولات قطر، الجارة الصغيرة التي تتحدى المملكة دائماً، للعب دور مركزي في الحرب عندما يتعلق الأمر بالإفراج عن المختطفين – حيث النفوذ السعودي ليس كبيراً، باستثناء العلاقة مع الأميركيين".
إضافة إلى محاوتلها فرض وجودها ومكانتها كدولة يجتمع لديها الدول العربية والإسلامية والأفريقية، مشيرة إلى توقيت انعقاد القمة مباشرة بعد القمة الأفريقية.
ونوّهت الصحيفة إلى الموقف السعودي من استكمال مسار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بعد هذه المستجدات، "أعلن السعوديون خلال الحرب تعليق اتصالات التطبيع مع إسرائيل.ومع ذلك، يبدو من حيث المبدأ أن السعوديين لم يتخلوا عن هدفهم".
وتابعت "في ضوء حقيقة أن حماس وإيران أعلنتا أن أحد أهداف الهجوم على إسرائيل هو نسف التطبيع، يجب الافتراض أن السعوديين سيرغبون في الانتقام.وبالفعل، سُمعت في تصريحات رئيس الولايات المتحدة بايدن ومحمد بن سلمان نوايا العودة ومناقشة الصفقة بعد الحرب".
وختمت المقالة في الإضاءة إلى ما سمته "إعتدال" في الموقف السعودي من القضية الفلسطينية. "رغم أن إسرائيل لم توقع بعد اتفاق تطبيع مع السعودية، إلا أنه من الواضح أن المملكة تلعب حتى الآن دورا معتدلا على الساحة العربية والإسلامية، بينما تتنقل بحذر بين المصالح العميقة وضرورة الاستجابة للرأي العام المضطرب.ومن مصلحة إسرائيل أن تنجح المملكة العربية السعودية في الإبحار في هذه المياه العاصفة".
هذا وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية عن "رفض زعماء دول الخليج محاولة إيران للدعوة إلى تسليح الفلسطينيين، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، في قمة استثنائية عقدت في الرياض، في محاولة -من السعودية- للاحتفاظ بالسيطرة على "الرد الدبلوماسي" في المنطقة على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وتابعت الغارديان "في مسعى دبلوماسي غير مسبوق من جانب إيران لإجبار دول الخليج على تبني نهج أكثر تدخلا، سافر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى الرياض يوم السبت، وهو أول رئيس إيراني يزور الرياض منذ 11 عاما، في محاولة لإقناع الخليج باتخاذ نهج أكثر صرامة، ودعم حماس صراحة".
واعتبرت الصحيفة أن " البيان الختامي لمنظمة المؤتمر الإسلامي ظل طويلاً يتضمن الإدانة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، ولكنه كان يفتقر إلى الخطوات العملية لمساعدة حماس". وتباعت "ودعت إلى وضع حد لبيع الأسلحة والذخيرة لإسرائيل، واقتراح فضفاض الصياغة لكسر الحصار الإنساني الذي لم يذكر صراحة معبر رفح من مصر إلى غزة".
وعن دمج القمتين العربية والإسلامية في قمنة واحدة، ذكرت الصحيفة البريطانية "كان من المقرر في الأصل عقد قمتين منفصلتين ومتتاليتين في نهاية هذا الأسبوع، بدءاً باجتماع جامعة الدول العربية، يليه اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامية، لكن في الفترة التي سبقت قمة الجامعة العربية، عارضت السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين التحركات التي قادتها الجزائر لإغلاق القواعد الأمريكية في المنطقة وفرض مقاطعة تجارية. واقترحت الرياض دمج القمتين، وهي أداة خففت من حدة الصراعات بين الدول العربية من خلال عقد اجتماع أكبر".
ارسال التعليق