بـ5 طرق ومنذ سنوات.. هل تطبيع السعودية وإسرائيل قائم بالفعل؟
بينما تواصل الولايات المتحدة جهودها لتطبيع العلاقات رسميا بين السعودية وإسرائيل، توجد علاقات قائمة بالفعل بين البلدين منذ سنوات عبر خمس طرق، وفقا لريحان الدين في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE).
ريحان الدين أضاف، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "المملكة تؤكد منذ فترة طويلة أنها لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى يحصل الفلسطينيون على دولتهم الخاصة. لكن هذا واقع غير مرجح في ظل الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة الحالية في إسرائيل".
والرياض مستعدة، بحسب تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، للتطبيع مع تل أبيب مقابل توقيع معاهدة دفاع مع واشنطن والحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا ودعم تشغيل دورة وقود نووي كاملة بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، إلى جانب التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومن أصل 22 دولة عربية تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
وعندما سُئل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية الأسبوع الماضي، عن مدى قرب التوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، قال: "كل يوم نقترب أكثر".
"لكن أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضوا تقديم أي تنازلات جدية للفلسطينيين، بما في ذلك تجميد البناء الاستيطاني غير القانوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما تابع ريحان الدين.
ومضى قائلا إنه "على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بينهما، فقد أقامت السعودية وإسرائيل علاقات وحافظتا عليها في عدد من المجالات على مدى العقد الماضي".
اجتماعات ووفود
و"منذ سنوات، تم الإبلاغ عن سلسلة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سرية أحيانا، وفي 2015، صافح مدير عام جديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية علنا جنرالا سعوديا متقاعدا ومستشارا سابقا للمملكة".
وتابع: "وفي وقت لاحق من ذلك العام، قاد مسؤول سعودي متقاعد آخر، هو الجنرال أنور عشقي، فريقا من رجال الأعمال والأكاديميين إلى اجتماع مع مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية وأعضاء البرلمان الإسرائيلي في القدس. ومن المستبعد جدا أن تتم مثل هذه الرحلة دون موافقة الرياض".
وأردف أنه "في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أصبح وزير الطاقة الإسرائيلي آنذاك يوفال شتاينتز أول مسؤول كبير يؤكد وجود اتصالات سرية بين البلدين (...) وبلغت الاتصالات الرسمية السرية ذروتها في 2020 عندما التقى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو نفسه مع محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية".
كذلك "تسارعت في الأسابيع الأخيرة، وتيرة الوفود الإسرائيلية المعلن عنها إلى السعودية".
ولفت إلى أنه "في 2019، سافر محمد سعود، وهو مدون سعودي معجب بإسرائيل، في رحلة إلى إسرائيل وفلسطين برعاية رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقد طرده فلسطينيون من المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وأضاف أنه في المقابل "سافر المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية ألون بن دافيد بجواز سفر غير إسرائيلي إلى الرياض، في يوليو/تموز 2022، لقياس ردود الفعل السعودية على وجوده كإسرائيلي".
تعاون دفاعي
ريحان الدين قال إنه "في العديد من الاجتماعات السابقة بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليين تمحورت المناقشات حول منافستهم الإقليمية المشتركة، إيران".
وتابع: "في العام الماضي، قال مسؤولون دبلوماسيون وأمنيون إسرائيليون إنهم يجرون محادثات مع الإمارات والبحرين والسعودية لتثبيت برنامج دفاعي مشترك ضد تهديد الطائرات بدون طيار".
وأردف أن "هذه المبادرة، التي دعمتها واشنطن، كانت جزءا من جهد منسق لصد إيران ووكلائها في المنطقة، وبينهم الحوثيون في اليمن (جارة السعودية)".
و"في مارس/ آذار الماضي، عُقد اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين عسكريين إسرائيليين وسعوديين في منتجع شرم الشيخ المصري، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وحضرته أيضا وفود من قطر والإمارات والبحرين والأردن، فضلا عن رئيس سابق للقيادة المركزية الأمريكية".
وزاد بأنه "بحسب ما ورد، توصل المشاركون إلى اتفاق غير ملزم لتنسيق أنظمة الإخطار السريع في حالة اكتشاف تهديد جوي من طائرات بدون طيار أو هجمات بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز".
وكثيرا ما اتهمت عواصم إقليمية وغربية، في مقدمتها الرياض وتل أبيب وواشنطن، طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية بينها اليمن وسوريا ولبنان والعراق، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
تكنولوجيا ومجال جوي
"وتوجد أيضا علامات على نشاط تجاري سري أيضا، خاصة في مجال التكنولوجيا، كما تابع ريحان الدين.
وقال إنه "في خطوة انتقدها نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء الرقميون بشكل متكرر، تعتبر السعودية مشتريا مزعوما لبيجاسوس (Pegasus)، وهو برنامج تجسس سيئ السمعة تصنعه شركة NSO Group الإسرائيلية، وتم استخدامه لاختراق هواتف المعارضين السياسيين".
و"لأول مرة، اشترت الرياض البرنامج في 2017 مقابل 55 مليون دولار، بعد أن شارك فريق صغير من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين في حوار سري مع الرياض"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ريحان الدين زاد بأن "موقع ميدل إيست آي كشف في أبريل/نيسان (الماضي) أن كابل الألياف الضوئية المقترح لربط السعودية وإسرائيل، بدعم من صندوق استثمار إسرائيلي كبير، يكتسب زخما في الرياض".
وأوضح أن "الكابل البالغ طوله 20 ألف كيلومتر (...) سيمر عبر الإمارات والبحرين وقطر وعمان، بالإضافة إلى الأردن وفلسطين على طريق بين مرسيليا في فرنسا ومومباي في الهند".
كما "وفرت مسارات الطيران والمجال الجوي مساحة أخرى من الود بين البلدين، إذ أعلنت السعودية في يوليو/تموز 2022، أنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية المدنية".
وأشار إلى أن "هذا الإعلان جاء بعد ساعات فقط من سفر (الرئيس الأمريكي جو) بايدن مباشرة من السعودية إلى اسرائيل.. ومنذ القرار، سُمح للرحلات الجوية بين إسرائيل ودول مثل الهند والصين بالمرور فوق السعودية، مما أدى إلى خفض ساعات الطيران وكميات كبيرة من الوقود".
وزاد بأنه "في الشهر الماضي، قامت طائرة تابعة لشركة طيران "سيشل" متجهة إلى تل أبيب بهبوط غير مقرر في السعودية، بعد أن واجهت مشكلات فنية، وأمضى 128 إسرائيليا كانوا على متن الطائرة الليل في مدينة جدة الساحلية السعودية".
وقال نتنياهو حينها: "أقدر كثيرا الترحيب الحار من السلطات السعودية بالركاب الإسرائيليين الذين واجهت طائرتهم صعوبات واضطرت إلى الهبوط في جدة".
المصدر الخليج الجديد
ارسال التعليق