داعية سعودي يصدر فتوى مثيرة للجدل بشأن عيد الحب!
أباح الداعية السعودي أحمد بن قاسم الغامدي، قبول التهاني والورود الحمراء بما يسمى بـ"عيد الحب" ( 14 شباط/فبراير) الذي يصادف اليوم الأربعاء، والذي تحرم المملكة الاحتفال به.
ونشر الداعية الغامدي الذي يعرف نفسه على أنه “طالب علم وباحث مهتم بالعلم الشرعي ووسطية الإسلام وعدله ويسره وسماحته”، تصريحاً له يعود لسنوات يجيز فيه الاحتفال بالعيد وفق شروط، مخالفاً بذلك فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء التي تقصر السعودية الفتاوى الدينية عليها فقط.
ويقول الغامدي الذي شغل سابقاً منصب مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، في تصريح يعود للعام 2013 وأعاد نشره مجدداً “لا مانع من تهنئة المحتفلين بالأعياد غير المتسمة طابع ديني كعيد الحب ونحوه، وقبول الهدايا كالورود الحمراء والمكافأة على تلك الهدايا بالورود، وقبول تهنئتهم أيضاً لنا بعيد الفطر وعيد الأضحى ما لم تكن لها دلالات عقدية مخالفة للإسلام”.
ويضيف الغامدي “يجوز تهنئة اليهود والنصارى بأعيادهم الوطنية والاجتماعية بما فيها عيد الحب، وردّ السلام عليهم والتحية وتبادل الورود الحمراء وغيرها، بشرط أن لا تكون فيها دلالات عقدية تخالف الإسلام أو أحكامه من باب الإقساط والبر المأذون فيه شرعاً، والذي سمح الله به عز وجل”.
وتابع “ذلك ليس له علاقة بالموالاة وموافقتهم في عقائدهم، بل يندرج تحت مظلة المعاملة الحسنة مع الكافر المسالم وليس العدو المحارب، فالكافر المسالم لا يَمنع كفره من البر به، فهو لم يؤذِنا ولم يحاربنا، وليس من الحق محاربته، وهذه من المعاملات في السلم لا علاقة لها بالموالاة لهم”.
وقال”تهنئتهم في الأعياد أو تهنئتنا محل الصواب، وأن الكلام الحسن مطلوب بين الناس، سواءً كانوا يهوداً أو نصارى غير محاربين، فيعاملون معاملة البر المشروع، وزيارتهم وتهنئتهم وتبادل الهدايا، مستدلاً بزيارة الرسول (صلى الله عليه وآله) لجاره اليهودي وقبوله (صلى الله عليه وآله) هدايا الكفار، وعملا بقوله تعالى: (وقولوا للناس حسناً)، وقوله: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، وقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم… الآية)”.
ولتقوية رأيه في الاحتفال بعيد الحب، أعاد الغامدي نشر تغريدة قديمة لعبدالعزيز الموسى، وهو عضو الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام في مكة المكرمة سابقاً، يقول فيها “ما أتخذه الناس من الأيام عادة للتعبير عن شعورهم تجاه من يحبون، أو لتبادل الهدايا جائز لأن الأصل في الأشياء الحل والإباحة، لا المنع والحظر”.
وقوبلت أراء الغامدي حول عيد الحب بانقسام معتاد في المملكة التي ينقسم أبناؤها إلى فريق محافظ متمسك بالتفسير الرسمي للشريعة الإسلامية المتبع منذ عقود في البلاد، وفريق يدعو لتطبيق تفسيرات أخرى أقل محافظةً وتتبعها غالبية الدول الإسلامية.
ويضاف رأي الشيخ الغامدي في الاحتفال بعيد الحب إلى كثير من آرائه الأخرى المثيرة للجدل، كإباحة الموسيقى والغناء وكشف الوجه للنساء والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة، والتي طالما أشعلت سجالات واسعة في المملكة وخارجها.
ويقدم الغامدي وكثير من دعاة السعودية وعلمائها آراء فقهية مختلفة حول المسائل الدينية، لكن المملكة تقصر إصدار الفتاوى الواجبة الاتباع على اللجنة الدائمة للفتوى التابعة لهيئة كبار العلماء التي يعينها الملك، وهي أرفع هيئة دينية في البلاد، وتحرم فتاويها الاحتفال بعيد الحب.
ارسال التعليق