مرتزق مصري يقود الذباب السعودي
بقلم: محمد ياسين ...
لا تزال أصداء عرض المصمم اللبناني إيلي صعب في الرياض تتردّد في القاهرة. فالعرض الذي جاء تتويجاً لمسيرة المصمم المعروف، وحمل عنوان The 1001 Seasons of Elie Saab، تزامن مع افتتاح الدورة الـ45 من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، ليثير جدلاً في إعلام المحروسة، بعدما اعتبر بعضهم أنّ هذا التزامن كان مقصوداً لخطف الأنظار من الحدث السينمائي الأعرق في العالم العربي.
الإعلامي المصري السعودي عمرو أديب علّق عبر حسابه على منصة إكس قائلاً: «مَن انتقد مجسم الكعبة لا يغار على الإسلام، لكنه يغار من السعودية». التعليق الذي لاقى رواجاً على المنصة، وخصوصاً أنه يأتي من إعلامي حاصل على الجنسية السعودية يطلّ على الجمهور من قناة سعودية (أم. بي. سي مصر) تبثّ من القاهرة، جاء ردّاً على انتشار صور كثيرة لمجسّم مكعّب اعتبر بعضهم أنّه يحاكي الكعبة في مكة، وحوله عدد من الراقصات يؤدين استعراضاتهن في احتفال إيلي صعب.
وكان أديب قد هاجم قبلاً في برنامجه «الحكاية» كل الذين اعتبروا أن الرياض تقصّدت إقامة الاحتفال في يوم افتتاح «مهرجان القاهرة»، قائلاً إنهم «يصطادون في الماء العكر». علماً أن «مهرجان القاهرة» الذي احتجب العام الماضي تضامناً مع أهل غزة، جاءت دورته هذا العام لتحيّي سينما النضال الفلسطيني، وتزين الافتتاح رقصات تراثية فلسطينية، فيما فضّل عدد من فناني الصف الأول حضور ليلة صعب على افتتاح المهرجان في دار الأوبرا المصرية، وعلى رأسهم الممثلة يسرا. إذ اعتذرت عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي لرئيس المهرجان الممثل حسين فهمي، معلنةً أنّها ارتبطت قبل أشهر بموعد آخر- لم تذكره- ولا تستطيع الاعتذار. طبعاً، اتضح لاحقاً أنه عرض إيلي صعب، إذ انتشرت لها ثلاثة فيديوات وهي تقدّم أغنيتها الشهيرة «3 دقات» (تأليف تامر حبيب).
تكريم إيلي صعب ضمن «موسم الرياض» وعلى غير العادة، لم يعلن عنه قبل حدوثه مثلما يجري عادةً، وقد أرجع بعضهم ذلك إلى الخوف من الانتقادات التي باتت تطال المملكة كلما أعلنت عن احتفال مماثل، وخصوصاً أنّه ألغي أخيراً مؤتمر للعارضة الأميركية الفلسطينية بيلا حديد بعدما واجه الإعلان عنه انتقادات شديدة اتهمت السعودية بالبذخ لاستضافة نجوم ومطربين عالميين على أراضيها عبر «موسم الرياض». كما أنّ بعض نشطاء إكس في السعودية اعتبروا تواجد حديد إهانةً للمملكة، بخاصة أنّ الممثلة وعارضة الأزياء الشهيرة كانت قد ظهرت قبل سنوات في صورة حيث وضعت حذاءها أمام طائرة تحمل شعار السعودية. وعلى الرغم من اعتذارها، إلا أنّها اتُّهمت بأنها تقصّدت توجيه الحذاء للسعودية.
وسخر بعضهم من الاحتفال «السعودي» على اعتبار أنّه لمصمم لبناني وحضره فنانون عرب وأجانب، وأن المشاركة السعودية كانت فقط بـ«الدفع» للجميع. وما أثار الجدل أكثر هو السطحية التي يتعامل بها رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ مع هذه الأحداث كأنه يريد استفزاز الجمهور. لكنّ الجمهور العربي ردّ على آل الشيخ بأنّ ضيوف «مهرجان القاهرة السينمائي» تضامنوا مع فلسطين وعلّقوا شاراتها على ملابسهم، بينما أعاد المتابعون تداول منشور لآل شيخ يعود تاريخه إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 حين دعا السعوديين إلى تناول «ماكدونالدز» بكثافة على أن يدفع «موسم الرياض» ثمن وجبة إضافية لهم، وذلك نكايةً بدعوات مقاطعة البضائع الداعمة للاحتلال الاسرائيلي، ليذكّروا بطريقته في تبنّي منهج الاستفزاز السطحي. واللافت أن المنشور الذي حصد آلافاً من علامات الغضب، لم يتحمّل صاحبه عبارات القدح والذم التي تلقّاها، فأغلق سريعاً التعليقات في وجه الغاضبين.
ارسال التعليق