6 ملايين إسرائيلي يذلون450 مليون عربي
الإحصائيات المذكورة أعلاه ليست سوى جزء صغير من مواجهة الأمس والتعاطي العربي اليوم مع "اسرائيل" وبالطبع 2 مليار مسلم مع الكيان الصهيوني. في الواقع حين نتحدث عن العرب أو المسلمين، فإن التركيز يكون أكثر على سلوك حكام هذين العالمين اي العربي والإسلامي، والا فان ثقافة مناهضة الصهيونية لازالت متأصلة في الهوية الإسلامية.
بشهادة التاريخ المعاصر، فان "إسرائيل" نجحت في فصل مصر عن القضية الفلسطينية بواسطة اتفاقيات "كامب ديفيد" وباتفاقية "وادي عربة" تمكنت من اخراج الاردن من صف المدافعين عن القضية الفلسطينية. وبواسطة اتفاقية "اوسلو" افلحت في ابعاد جزء من الفلسطينيين عن تطلعهم حيال قضيتهم ، وبالتالي من خلال خطة التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، شنت هجومها الأخير على الهوية الإسلامية المتماسكة والمناهضة للصهيونية. والان، وبعد المخطط الأخير، تواصل "إسرائيل" محاولاتها الرامية لتقويض ثقافة مناهضة العالم الإسلامي للصهيونية ، وفي نفس الوقت لايجاد ثغرة عقائدية بين المسلمين والعرب.
مخطط التوغل الصهيوني بين الدول العربية يتجدد يوما بعد آخر . ففي حين تخطى التجسس الإسرائيلي اليوم مرحلة إرسال الجواسيس، وتوظيف المجندات جنسيا والتواجد المادي في البلدان المستهدفة ليدخل مرحلة الجرائم الإلكترونية أكثر من أي شيء آخر. نشهد وللاسف الشديد أنه في بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هناك تواجد للقوات العسكرية الإسرائيلية كمستشارين وحتى مدراء الشؤون العسكرية. وبناء على هذه الوتيرة التي تسير بها الأمور يبدو أن تعيين العناصر الامنية والعسكرية الإسرائيلية في اكثر المناصب والمراكز الحكومية حساسية، اخذت تتسارع لتصل الى حد السباق والمنافسة. وفي هذا الخصوص، يكفي الاشارة الى القرار البحريني الاخير والقاضي بتعيين ضابط إسرائيلي لإدارة الشؤون العسكرية للبلاد، أو النظر للعدد الكبير للعناصر المستشارية والتدريبية الإسرائيلية في ادارة مراكز المنظومات الرادارية باليمن وتدريب قوات تحالف السعودي، او التنويه الى الزيارة المرتقبة للرئيس الاسرائيلي الى تركيا .
"اسرائيل" وفي ظل الظروف الجديدة حيث التركيز منصب على قضايا مثل الأزمة الأوكرانية والمحادثات النووية الإيرانية، زادت من حجم محاولاتها التوغلية في الدول الإسلامية. وكما يبدو فان التركيز على مشروع الـ" إيرانوفوبيا" الذي يركز على القدرة النووية الإيرانية، قد سهل الأمور على الجمهور الاسرائيلي الاحمق اكثر من اي وقت مضى .
هل من الممكن أن نتخيل في الوضع الحالي الملتهب أن مذيعا تلفزيونيا مصريا يعمل في خدمة الإعلام الأمريكي والصهيوني، ان يسمح لنفسه بشكل غير مبرر وبدون دعم اسرائيلي ومع الاخذ بنظر الاعتبار للعلاقات المستقبلية لبعض الدول مع هذا الكيان، بوصف المعتقدات الإسلامية بالانحراف ووصف حقيقة معراج الرسول الاكرم بانها كذبة؟ .
المستقبل كفيل بالكشف عن ان صمت الشعوب الإسلامية اليوم حيال ثقة حكامها بالكيان الإسرائيلي سيقودها الى اي مآسي ، لكن الامر المؤكد أن هذا الصمت لن يكون طويلا ومستديما .
ارسال التعليق