“FBI” تكشف حساب الذي هدد كندا بهجمات مماثلة لـ 11 سبتمبر
في فضيحة جديدة تضاف لفضائح محمد بن سلمان والمقربين منه، كشف تحقيق أجرته وكالة “FBI” بأن حساب “إنفوجرافيك السعودية” الذي هدد وتوعد كندا عام 2018 بهجمات على غرار ما حدث في 11 سبتمبر/أيلول 2001 تابع لبدر العساكر، مدير المكتب الخاص لـ “ابن سلمان”.
ووفقا لما تم كشفه خلال محاكمة موظف “تويتر” أحمد أبو عمر الذي يخضع للمحاكمة حاليا في الولايات المتحدة الامريكية، فإن بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد اتصل على “أبو عمو” الذي يعمل في مجال توثيق الحسابات والتسويق وطلب منه توثيق الحساب، والذي تم بالفعل.
وكان الحساب المذكور قد نشر صورة تحمل تهديدا مباشرا لكندا عام 2018 وتوعدها بهجوم بالطائرات المدنية على غرار الهجوم الذي استهدف برجي التجارة العالميين في نيويورك عام 2001 من قبل تنظيم القاعدة، وذلك على إثر انتقاد السفير الكندي في الرياض لحالة حقوق الإنسان في المملكة.
وعقب موجة الانتقادات والفضيحة العالمية حينها في وسائل الإعلام العالمية، قالت وزارة الإعلام السعودية في تغريدة لها إنه:” بناءً على شكوى مقدمة إلى وزارة الإعلام حول منشور لـInfographic_ksa ، أمرت الوزارة صاحب الحساب بإغلاقه لحين الانتهاء من التحقيقات ، وفقًا لقوانين البث الإلكتروني في السعودية”.
وسبق أيضا أن دعا المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني متابعيه بمتابعة الحساب المذكور، واصفا القائمين عليه بأنهم يقومون بجهد وطني كبير.
وكانت وكالة “بلومبرج” الأمريكية قد علقت على شهادة الناشطة السعودية “أريج السدحان”، شقيقه المعتقل “عبدالله السدحان” في قضية تجسس الموظف السابق في شركة “تويتر”، الأمريكي من أصل لبناني “أحمد أبو عمو” على الناشطين السعوديين، ومنهم شقيقها.
وأوضحت الوكالة أن “أريج” حاولت الحديث، خلال شهادتها عن تعذيب شديد تعرض له شقيقها “عبدالله” بعد اعتقاله في المملكة، متهمة “أبو عمو” بالمسؤولية عن أعمال عنف ارتكبتها الحكومة السعودية، لكنه لم يسمح لها بذكر تلك التفاصيل، أو حتى التلميح بمسؤولية “أبو عمو” عن هذا الأمر، حيث اعتبرت القاضية أن هذا “خارج حدود الاتهامات”.
وسبق لـ”أبوعمو” أن طلب عدم ربط قضيته بجرائم المملكة في مجال حقوق الإنسان، والتي تشمل اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي”.
وأضاف التقرير أنه لم يسمح لـ”أريج” بالقول إن شرطة المباحث السعودية أقدمت على اختطاف شقيقها “عبدالرحمن” السدحان بسبب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي وأن المملكة حكمت عليه بالسجن 20 عاما.
وتابع: “كما لم يسمح لها بالقول إنه تعرض للتعذيب بالحرمان من النوم والصعق بالكهرباء، وأن آسريه كانوا يضربونه بشدة لدرجة أنه تم إرساله إلى العناية المركزة بالمستشفى”.
ومع ذلك، تقول “بلومبرج”، كانت شهادة “أريج السدحان” جزءا رئيسيا من محاكمة الولايات المتحدة التي استمرت أسبوعا ضد “أبو عمو”، والتي أظهرت علاقاته مع ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، الذي اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة المحلية، واعتقل العشرات من رجال الدين المعروفين ورجال الأعمال، والمثقفين والناشطين.
وأوضحت أن “أبو عمو” تلقى رشوة مقابل معلومات شخصية لمستخدمي “تويتر” الذين استخدموا المنصة لانتقاد العائلة المالكة السعودية.
ودافع “أبو عمو”، وهو مواطن أمريكي ترك “تويتر” في عام 2015، عن نفسه بالقول إنه غير مذنب في العديد من التهم، بما في ذلك العمل كعميل أجنبي غير قانوني في الولايات المتحدة وعرقلة العدالة.
ويواجه “أبو عمو” إذا ما ثبتت التهم في حقه، عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن.
وفي المحاكمة، أطلع المدعي العام “أريج السدحان” على وثيقة تعود لأبريل/نيسان 2015 تقول الولايات المتحدة إنها كانت بحوزة “بدر العساكر” مساعد ولي العهد السعودي.
الوثيقة كانت عبارة عن قائمة تضم حوالي 10 أشخاص أراد “العساكر” أن يتتبعهم.
وكان من بين الأسماء الواردة في القائمة، “عمر عبدالعزيز”، وهو صديق للصحفي المقتول “جمال خاشقجي”.
وبينما لم تعرف أي تفاصيل عن “عبد العزيز”، سأل المدعي العام “أريج”: “هل هذا الحساب هو ما يمكن أن تصفه بأنه ينتقد حكومة السعودية؟”فأجابت “السدحان”: “نعم”.
ثم طُلب منها تحديد اسم آخر في القائمة، وهو شقيقها الأصغر، “عبدالرحمن السدحان”، الذي تضمن حسابه على “تويتر”، بحسب شهادتها، “انتقادات ساخرة للسعودية”.
ومنذ اختفاء شقيقها، واصلت “أريج السدحان” حملة دولية تحاول دفع السعودية لشرح مكان احتجازه وحالته، وإطلاق سراحه.
وكان القضاء الأمريكي أعلن في 2019، أن محكمة فيدرالية في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وجهت التهم لثلاثة أشخاص، هم سعوديان أحدهما موظف سابق في “تويتر”، وأمريكي كان يعمل في الشركة نفسها، بالعمل كوسطاء والتجسس على مستخدمين لمنصة التواصل الاجتماعي وجهوا انتقادات للعائلة المالكة في السعودية.
ووجهت التهم للسعودي “علي آل زبارة”، والأمريكي من أصل لبناني “أحمد أبوعمو” باستخدام صفتهما كموظفين في “تويتر” للحصول على عناوين بروتوكول الإنترنت والبريد الإلكتروني وتواريخ الولادة من حسابات على “تويتر”، ونقل هذه المعلومات بعد ذلك إلى الرياض.
ارسال التعليق