أردوغان في جحر ابن سلمان .. هذا ما سعى مبس للحصول عليه بشأن خاشقجي
وصل الرئيس التركي رجب ظب أردوغان إلى السعودية، مساء الخميس، في زيارة بعد سنوات من تردي العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.
والتقى أردوغان بمحمد بن سلمان في مدينة جدة، وهو الأمير المتهم بإصدار قرار قتل الصحفي خاشقجي .
في هذا الإطار، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال wsj”، عمن وصفتهم بمسؤولين إقليميين أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، سعى جاهدًا للحصول على وعد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لن يذكر مقتل جمال خاشقجي مرة أخرى. وأنه أيضا سيقنع وسائل الإعلام التركية بالتوقف عن إثارة الموضوع.
الصحيفة الأمريكية ذكرت كذلك أن أردوغان ومحمد بن سلمان، كانا يتطلعان للقاء منذ أشهر.
وحاول المسؤولون القطريون دون جدوى جمع الرجلين معًا في الدوحة في ديسمبر الماضي.
كما لفت التقرير إلى أن انتهاء الخلاف العام الماضي بين قطر، حليفة تركيا، وجيران الخليج، بما في ذلك السعودية، أدى إلى تسريع موجة من الدبلوماسية. التي أعادت تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط.
هذا ويقول دبلوماسيون شرق أوسطيون ـ بحسب الصحيفة ـ إنهم يتحدثون الآن مع خصوم كانوا قد تجنبوا الحديث معهم قبل سنوات. وسط حالة من عدم اليقين بشأن التزام إدارة بايدن بالمنطقة بعد الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من أفغانستان الصيف الماضي وتركيزها الحاد على الصين.
أردوغان: عهد جديد في العلاقات مع السعودية:
وكان الرئيس التركي قد صرح أثناء طيرانه للسعودية، بأن شهر رمضان هو شهر التجديد والتعزيز للعلاقات الأخوية بين تركيا والسعودية.
وأضاف أن زيارة السعودية هي “تعبير عن الإدارة المشتركة لتحسين العلاقات. وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين البلدين.”
وتابع أنه يأمل أن تبشر زيارته إلى جدة، بعهد جديد في العلاقات مع السعودية.
وقبل ركوب طائرته في إسطنبول قال أردوغان، إنه يتوقع زيادة التعاون مع السعودية، في مجالات تشمل الصحة والطاقة والأمن الغذائي والزراعة والدفاع والتمويل.
وقال للصحفيين: “نعلن في كل مناسبة أننا نولي أهمية كبيرة لاستقرار وأمن أشقائنا في منطقة الخليج. مثل استقرارنا وأمننا تماما”.
تركيا تعلق محاكمة قتلة خاشقجي:
وتأتي هذه الزيارة بعد 3 أسابيع من تعليق محكمة تركية محاكمة مسؤولين أمنيين سعوديين متهمين بقتل وتقطيع جمال خاشقجي، وهو ما يعد تناقضا بموقف أردوغان.
وكان الرئيس التركي قد انتقد الحكومة السعودية على عملية القتل الوحشية.
وفي أعقاب مقتل خاشقجي، نشرت الحكومة التركية سلسلة من التسريبات لوسائل الإعلام المحلية أحرجت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وزادت من الضغط عليه.
وتواجه تركيا أيضًا مشاكلها الدبلوماسية الخاصة بشأن مجموعة من الخلافات السياسية داخل المنطقة.
وينخرط أردوغان حاليًا في محاولة لتخفيف العزلة الدبلوماسية عن أنقرة لاستعادة نفوذه في الشرق الأوسط. ومساعدة الاقتصاد التركي المتعثر.
حيث عمل على إصلاح العلاقات مع خصومه السابقين إسرائيل ومصر والإمارات. كجزء من جهد واسع لتأمين الاستثمار الأجنبي وإحياء العلاقات داخل المنطقة.
وكانت آخر مرة زار فيها أردوغان المملكة في عام 2017 لإجراء محادثات تهدف إلى حل الأزمة الخليجية، التي استمرت لأكثر من 3 سنوات. بسبب مزاعم نفتها الدوحة عن دعم الإرهاب.
التوترات التركية السعودية:
التوترات التركية السعودية لها سوابق تاريخية. ففي القرن التاسع عشر اشتبك أسلاف تركيا العثمانيون مع أسلاف مؤسس السعودية الحديث.
وفي الآونة الأخيرة عارضت أنقرة الرياض وحلفائها العرب في صراع على النفوذ داخل الشرق الأوسط. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تضارب الرؤى في المنطقة في أعقاب انتفاضات الربيع العربي عام 2011.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان من قرار المحكمة التركية بإحالة قضية خاشقجي إلى السلطات السعودية.
وحكمت محاكمة منفصلة على 8 مسؤولين من المستوى الأدنى بالسجن بتهمة القتل. لكنها أعفت كبار القادة، من شأنه أن ينهي آمال المساءلة في القضية.
وحدد تقييم استخباراتي أمريكي نشره الرئيس بايدن العام الماضي، أن الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بالعملية التي أدت إلى وفاة خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض.
ويقول المحللون إن أردوغان يأمل في أن تؤدي إعادة ضبط العلاقات الخارجية لتركيا إلى تعزيز فرصه في الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2023 ومساعدة اقتصاد البلاد.
ويشار إلى أن التقارب الأخير مع الإمارات، أسفر عن وعد باستثمارات بقيمة 10 مليارات دولار من أبو ظبي، ومقايضة عملة بقيمة 5 مليارات دولار.
ارسال التعليق