أموال الرشاوى تتحدث.. فهل ينصت العالم للدوري الكروي السعودي
يتطلع نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم إلى بيع عقدي لاعبيه الإنجليزي جوردان هندرسون والبرازيلي فابينو لناديين في الدوري السعودي بنحو 60 مليون جنيه إسترليني، بما يتيح له التعاقد مع مواهب ناشئة بأجور أرخص، لكن بينما “تتحدث أموال الدوري السعودي للمحترفين، فليس من المتوقع أن ينصت العالم له”، بحسب تقرير لسام والاس في صحيفة “ذا تلجراف” البريطانية (The Telegraph).
وأضاف والاس، أنه “مهما كانت التحديات التي يواجهها ليفربول بشأن احتمال خسارة اثنين من لاعبي خط الوسط المتمرسين قبل أربعة أسابيع من بداية الموسم، يبقى عرض الـ60 مليون جنيه إسترليني لهندرسون وفابينيو أفضل من أن يرفضه”.
وشفهيا، وافق هندرسون، قائد ليفبرول، على صفقة للانتقال إلى نادي الاتفاق السعودي، بينما يستعد نادي الاتحاد لتقديم عرض لزميله فابينيو.
وتابع والاس أن “تعطش الدوري السعودي للمحترفين كبار السن في الدوري الإنجليزي أدى إلى قلب التخطيط الصيفي لليفربول (بشأن التعاقدات) رأسا على عقب (…)، فلا يوجد سوى القليل من الوقت للحصول على بدائل”.
وأردف: “هذا يعني أن ليفربول سيحقق ربحا خالصا على بيع هندرسون وفابينو (…) وسيتم توفير العامين الأخيرين من العقد المثير للجدل الذي وقع عليه هندرسون بنحو 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا. بالطبع من المحتمل أن يخسر النادي اثنين من لاعبيه، لكن الأمر يوفر فرصة لدخول السوق مرة أخرى للعثور على مواهب ناشئة بأجور أرخص”.
و”العرض الوحيد المطروح على الطاولة حتى الآن هو لفابينيو من الاتحاد السعودي، بينما لم ينفذ نادي الاتفاق بعد صفقة الـ700 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا التي وافق عليها هندرسون. وإذا رحل أحدهما أو كلاهما، فسيتعين على ليفربول الرد (بتعاقدات جديدة)”، كما أضاف والاس.
ومضى قائلا إنه “ربما لم يخطط ريال مدريد (الإسباني) لبيع (لاعبه البرازيلي) كاسيميرو في أغسطس/ آب الماضي، لكنه لم يكن ليرفض عرض مانشستر يونايتد (الإنجليزي) بـ 70 مليون جنيه إسترليني للاعب يبلغ من العمر 30 عاما، خاصة في ظل مشاكل ريال مدريد”.
استثمارات واسعة
و”قاد صندوق الاستثمارات العامة (المملوك للحكومة السعودية)، الذي يمتلك الآن أربعة من أكبر الأندية في الدوري السعودية، واحدة من أكثر تمارين العلاقات العامة فاعلية في تاريخ “الغسيل الرياضي” الحديث، مع الاستحواذ (في 2021) على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي”، وفقا لوالاس.
وتضخ السعودية، الثرية والغنية بالنفط، استثمارات ضخمة في رياضات عديدة إلى جانب استضافة بطولات إقليمية ودولية؛ ما أثار اتهامات لها بـ”الغسيل الرياضي”، أي استغلال تلك الأنشطة لتحسين صورتها عالميا في ظل انتقادات في مجال حقوق الإنسان، بينما تقول الرياض إنها تعمل على تنمية المملكة وتنويع مصادر اقتصادها بعيدا عن النفط.
واعتبر والاس أن “تجربة دوري المحترفين (السعودي) تبدو أقل تعقيدا، إذ تتبع خطتها لجذب الأسماء الكبيرة إلى الأندية الصغيرة مسارا قديما تم اتباعه في الولايات المتحدة في السبعينيات والثمانينيات، ثم الصين في العقد الماضي”.
وأردف: “إذا كان نيوكاسل يمثل السياسة الخارجية لصندوق الاستثمارات العامة، فإن دوري المحترفين هو استرضاء محلي (لسكان المملكة). ومع ذلك، لا يزال المرء يجد صعوبة في تصديق أن الأسر السعودية مستعدة للوقوف في طوابير بالآلاف لمشاهدة لاعب أجنبي يبلغ من العمر 36 عاما”.
واعتبر أن “هندرسون وفابينيو وجوتا وكريم بنزيما وستيفن جيرارد وكريستيانو رونالدو وروبن نيفيز والبقية لن يذهبوا إلى السعودية لتحقيق حلم الطفولة، فهم يؤيدون وجهة نظر طويلة الأمد سائدة في العديد من أوساط كرة القدم، وهي أن هناك شيئا واحدا مهما في هذه الحياة، وهو مبالغ كبيرة في البنك”.
وأردف: “هذا حقهم. لكن الأندية التي يزيد عمرها عن 100 عام في جميع أنحاء أوروبا تعني شيئا ما. أن تلعب لأمثال ليفربول ومانشستر يونايتد وأرسنال وريال مدريد وميلان هو اعتراف بتراث وتاريخ، بينما الظاهرة السعودية، كغيرها من الجهود المماثلة لتأسيس دوريات كبرى بسرعة، تفشل في إدراك ذلك”.
في 5 يونيو/ حزيران الماضي، قال وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالله بن تركي الفيصل، إنهم يسعون إلى جعل دوري المحترفين السعودي (رقم 58 في العالم حاليا) واحدة من أفضل 10 بطولات في العالم، ومضاعفة قيمته السوقية ثلاث مرات لتصل إلى 8 مليارات ريال سعودي (2.1 مليار دولار) عبر مزيج من الإيرادات التجارية واستثمارات القطاع الخاص.
ارسال التعليق