ابتزاز الدعاة بالسعودية لإرغامهم على مهاجمة قطر..هل ينجح؟
كشفت مصادر خاصة لـ«الخليج الجديد» تفاصيل اتصالات أجراها الديوان الملكي السعودي صبيحة إعفاء ولي العهد السابق «محمد بن نايف» أجبرت كافة علماء ودعاة المملكة البارزين للتغريد مبايعين لولي العهد الجديد «محمد بن سلمان».
وأضافت المصادر أن الداعية الدكتور «ناصر العمر» الذي لم يعرف عنه مبايعة أي ملك من قبل، كتب هو الآخر مبايعا «بن سلمان» وإن كانت لهجته وكل من «عوض القرني» و«سلمان العودة» (رموز تيار الصحوة) كانت متحفظة مقارنة مثلا بحماس «عائض القرني» المعروف بدعمه وعلاقته الوثيقة بـ«بن سلمان».
كذلك تواترت التقارير وكتابات الناشطين عن ضغوط كبيرة يتعرض لها «العريفي» أولا للهجوم على قطر، وثانيا لمبايعة «بن سلمان» حتى أن ثمة تشكيك واسع أنه بات قيد الإقامة الجبرية وأنه لم يعد مسؤولا عن حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
ما كشفته المصادر لـ«الخليج الجديد»، برهن صحته وإن كان بشكل غير مباشر، تقرير نشرته صحيفة «الوطن» السعودية بصدر صفحتها الرئيسية تهاجم فيه عددا من الدعاة البارزين بسبب صمتهم حيال الأزمة الخليجية وعدم دعمهم موقف السعودية ضد قطر.
هجوم الصحيفة السعودية على الدعاة، لم يقتصر فقط على صمتهم وعدم دعمهم موقف المملكة ضد قطر، ولكن تضمن ضغوطا مباشرة على هؤلاء العلماء، عندما حاولت الصحيفة وصمهم بما تعتبره «الإرهاب»، من خلال سرد مواقف سابقة لهم للتعامل مع جمعيات قطرية وردت في قائمة «الإرهاب» المزعومة التي قدمتها دول الحصار للدوحة منها جمعية «عيد الخيرية».
وخصت الصحيفة بالنقد كل من الدعاة «ناصر العمر» و«عوض القرني» و«سلمان العودة»، وقالت إنه «لم يظهر أي منهم موقفه، ملتزمين بالصمت حتى اللحظة، ليكتفي الأخير بالتغريد بفيديوهات وهو يلاعب أطفاله بعد أن كان مندفعا إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا (يوليو/تموز الماضي)».
الغريب أن الداعية «محمد العريفي» لم يسلم هو الآخر من هجوم الصحيفة، رغم أن حسابه وردت به تغريدة منذ أيام تقول: «أدعو الإخوة بقيادة قطر لانتهاج سياسة صادقة بتعاملها مع السعودية وكافة الدول، وفتح صفحة جديدة قوامها صدق التعامل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية».
ورود اسم «العريفي» في التقرير، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أنه ما زال مغضوبا عليه من السلطات السعودية، ويؤكد أيضا ما ذهبت إليه مصادر تحدثت في وقت سابق عن أنه أجبر على تلك التغريدة، كما أنه اعتراف ضمني بأن الدعاة الآخرين المذكورين في التقرير لهم نفس الموقف الرافض لمهاجمة قطر، ومغضوب عليهم من السلطات وربما ممنوعين من السفر.
علق المفكر الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي»، على حسابه بـ«تويتر» على التقرير قائلا إنه «ابتزاز إعلامي رخيص من صحيفة الوطن السعودية للعلماء والدعاة في بلاد الحرمين لإرغامهم على دعم الظلم والعدوان ضد قطر».
وفي السياق، رأى مراقبون، أن هذا التقرير يؤكد كافة الأنباء التي تحدثت عن الضغوط التي مورست على العلماء لمبايعة «محمد بن سلمان» وليا للعهد من جهة، وللصمت أو التغريد ضد قطر من جهة أخرى.
وقالوا إنه في ظل تأكيد صحيفة «نيويورك تايمز» نبأ وضع «محمد بن نايف» وبناته قيد الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة ومنعه من مغادرة المملكة، فإنه يصبح في حكم المؤكد أيضا وضع هؤلاء الدعاة تحت الإقامة الجبرية أيضا ومنعهم من السفر لعدم تجاوبهم مع السلطات ومهاجمة قطر.
يشار إلى أن «الخليج الجديد» انفرد، قبل نحو أسبوعين، بنشر أنباء عن حبس داعية شهير، لمدة يومين، وسحب جواز سفره، في إطار ضغوط ضده وآخرين من الدعاة، لمهاجمة قطر عبر حساباتهم.
وفي اليوم ذاته، دشن مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وسما بعنوان «العريفي معذور»، لمساندة الداعية السعودي الشهير، بدعوى أن تغريداته التي أطلقها تأتي تحت الضغوط، وليست نابعة من قناعته الشخصية.
كما سبق أن استدعت السلطات عددا من المغردين السعوديين المؤثرين في أغلب مناطق المملكة، وحذرتهم من التغريد بخصوص الأزمة الخليجية الحالية، كما أخذت عليهم تعهدات رسمية بعدم التحدث في الأزمة.
الجدير بالذكر أن تحرك السلطات السعودية، لوقف التغريد في الأزمة القطرية، جاء بعدما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من التضامن الواسع مع قطر وأميرها «تميم بن حمد»، ضد الحملة الإعلامية الواسعة الموجهة ضدهما.
وأمس الأربعاء، كشف حساب «العهد الجديد» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنباءً عن صدور أوامر جديدة من الديوان الملكي تقضي بمنع الداعية السعودي «محمد العريفي» من السفر.
يأتي ذلك، وسط أنباء عن منع مجموعة من الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي من السفر، كان أبرزهم الشيخ «سلمان العودة».
30/6/2017
ارسال التعليق