ابن سلمان يعيّن مسؤول أيرلندي للترويج لمشاريعه الوهمية
عين النظام السعودي رئيس هيئة السياحة الأيرلندية المنتهية ولايته نيال جيبونز، لقيادة وكالة سياحية جديدة، تستهدف الترويج لمشروع نيوم الذي تبنيه المملكة على الحدوده الغربية.
ويتطلع محمد بن سلمان إلى الترويج لنيوم، وهي مدينة بيئية مستقبلية يقوم ببنائها بجوار البحر الأحمر، كجزء من خطة “رؤية 2030” الخاصة به. ووفق صحيفة “التايمز” البريطانية، فقد تم اختيار جيبونز، الذي قاد هيئة السياحة في أيرلندا لمدة 14 عامًا، ليتولى مهمة الترويج السياحي لنيوم.
ووفق مصادر الصحيفة، فإنه سيبدأ العمل في نيوم للسياحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث من المتوقع أن ينتقل مع عائلته إلى تبوك، وهي محافظة قريبة من الحدود مع الأردن.
ونقلت “التايمز” عن جيبونز، قوله: “مع اقترابنا من الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاتفاقية الجمعة العظيمة، والتي أدت إلى ظهور سياحة أيرلندا، حان الوقت لتحدٍ جديد.. أود أن أشكر الجميع على كل الدعم الذي تلقيته على مدار الـ21 عامًا الماضية، أتمنى لموظفي هيئة السياحة الأيرلندية وقطاع السياحة التوفيق في عام 2023 وما بعده”.
ويُشكل مشروع نيوم محور “رؤية 2030” التي يقودها ولي العهد السعودي في إطار برنامج اقتصادي، وهي مدينة مستقبلية عملاقة يجري بناؤها على ساحل البحر الأحمر.
وأعلن النظام السعودي عن مشروع نيوم العملاق في 2017، وهو عبارة عن مدينة عالية التقنية في الصحراء بمساحة هائلة. وبدأ العمل بالفعل في نيوم، والتي من المتوقع أن تكلف 500 مليار دولار وستغطي مساحة تعادل ثلث جزيرة أيرلندا، ويُنظر إليها على أنها محاولة من قبل بن سلمان، الزعيم الفعلي للمملكة، لإظهار نفسه على أنه ليبرالي وينوع الاقتصاد بعيدًا عن اعتماده على النفط.
وتشمل خطط المدينة مناطق متعددة بها شواطئ متوهجة في الظلام، وقمر مزيف، وسحب اصطناعية، وسيارات أجرة طائرة، ومجمع صناعي عائم، وقطارات مدعومة من الطاقة المتجددة. وسبق أن وصفه مسؤولون سعوديون بأنه “المشروع الأكثر طموحا في العالم”.
وقال بن سلمان في يوليو الماضي، إن المرحلة الأولى من مشروع نيوم، التي تمتد حتى عام 2030، ستتكلف 1.2 تريليون ريال (319 مليار دولار)، على أن يغطي صندوق الاستثمارات العامة السعودي نصف هذا المبلغ.
كما خصصت المملكة 300 مليار ريال لصندوق استثماري مرتبط بـ”نيوم” وتخطط لإجراء طرح عام أولي للمشروع بحلول عام 2024.
كارثة حقوقية وإنسانية لكن نيوم لا تخلو من الجدل، فقبل الشروع في البناء، صودرت ممتلكات سكان المنطقة، معظمهم من أبناء قبيلة الحويطات الذين يبلغ عددهم 20 ألف نسمة، وهُجّروا قسريا من بيوتهم بصورة غير قانونية دون أن يحصلوا في كثير من الأحيان على تعويضٍ.
كما يقول منتقدون إن المخطط هو محاولة من بن سلمان لتحسين مكانته الدولية بعد أن خلصت المخابرات الأميركية إلى أنه أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018.
وكشفت منظمات حقوقية أن النظام السعودي حكم على أفراد من قبيلة الحويطات بالإعدام، العام الماضي؛ لمعارضتهم عمليات الإخلاء في عام 2020.
بدورها، أعربت “هيومن رايتس ووتش” عن مخاوف بشأن استخدام التكنولوجيا الرقمية لمراقبة المقيمين المستقبليين في مشروع “ذا لاين”، إحدى المناطق الموجودة بمدينة نيوم. وذكر تقرير أسترالي أنه تم اتهام النظام السعودي في الماضي بمراقبة الهواتف المحمولة للمعارضين ببرمجيات المراقبة الخبيثة.
وتحدث ناشطون حقوقيون عن الكثير من القمع المتزايد داخل المجتمع السعودي حدث بالتزامن مع صعود بن سلمان إلى السلطة. بدأ صعود بن سلمان في عام 2015 عندما عين وزيرا للدفاع في البلاد بعد أن أصبح والده ملكا.
وأجرى الملك سلمان تغييرات على الطريقة التي تعمل بها عملية الخلافة؛ مما سمح لابنه بالارتقاء عبر خط الخلافة ليصبح ولي العهد ونائب رئيس الوزراء. في السنوات الأخيرة، تم تصويره على أنه الحاكم الفعلي للبلاد.و لطالما حكم السعوديون من خلال الاستبداد، لكن هذا ما يصفه العديد من خبراء المنطقة بأنه استبداد ناعم.
ومع ذلك، في عام 2015، جاء الأمير الجديد، وبدأ على الفور في اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي نوع من الرؤية السياسية التي لا تعارض بالضرورة رؤيته، ولكن مجرد صوت أو رؤية بديلة.
وأثناء تنفيذ ذلك، قام بن سلمان بإجراء تغييرات داخل المجتمع مثل السماح للمرأة بقيادة السيارات وفتح دور السينما، وغيرها. لكن في الوقت نفسه، كان بن سلمان يفعل ذلك، بينما يحبس أيضًا النساء، والمعارضين السياسيين.
ويحاول ابن سلمان تصوير ما يقدمه للمملكة بأنه نوع من التحرر والانفتاح وتوفير درجات أكبر من الحرية للمواطنين، بينما يتم النظر في المقابل إلى أي شخص كان يدعو لهذا الانفتاح والتحرر قبل ذلك على أنه تهديد، ويتم اتخاذ إجراءات صارمة ضده.
ارسال التعليق