اقرأ هذا التقرير لتعرف حمق ال سعود وكيف يلجؤون الفلسطينيين الى الشيعة.
قد يكون من الصعب على جزء كبير من جمهورَي «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» وحزب الله تقبّل عودة علاقة أكبر فصيل مقاوم في فلسطين مع الجمهورية الإسلامية في إيران إلى ما كانت عليه قبل سبع سنوات.
في غضون تلك الفترة، فإنّ التواصل بين قيادات «العسكر»، أي «كتائب عز الدين القسام» ونظرائهم في لبنان وإيران، لم ينقطع للحظة، وما كان يجري في الإقليم لم يعنهما. استمر الدعم الإيراني لـ«القسام»، واستمرت عمليات نقل السلاح إلى قطاع غزة رغم تشديد الحصارين المصري والإسرائيلي على القطاع، وذلك بلا شرط (في بعض المراحل خفّت عمليات النقل بسبب الإجراءات الأمنية). قبل ترك خالد مشعل منصبه في رئاسة المكتب السياسي، اجتمعت قيادات «حماس»، وتم نقاش الواقع الإقليمي الذي تعيشه الحركة، فاتخذ قرار «على صعيد القيادة بإعادة التوازن بالعلاقة مع إيران»، وفق قيادي في «حماس».
بالطبع لن يكون سهلاً، على فئات من أنصار الحركة، تقبّل عودة العلاقات مع «محور المقاومة»، لذلك لدى «حماس» قرار بضبط الشارع أكثر بعدما تُرك في السنوات الماضية. كذلك قررت تكثيف الجلسات الداخلية لعناصرها في المرحلة المقبلة، وذلك لإعادة تأكيد أن «الصراع هو مع العدو الإسرائيلي»، وأن «الخلاف الشيعي ــ السنّي» هدفه تقسيم المنطقة ومحاربة المقاومة، وأن الدعم الإيراني للمقاومة هو السبب الرئيسي لتطورها وصمودها، يضيف المسؤول نفسه.
ومن المتوقع أن تتجه الحركة، في المرحلة المقبلة، إلى ترسيخ سياسة «النأي بالنفس» عن الصراعات في الإقليم، خصوصاً أن «ما يخطط لاستهداف غزة على الصعيدين الاقتصادي والعسكري خطير». أما ما سيسهم في تكريس سياسة «النأي بالنفس» عن أزمات المنطقة، فهو وصول إسماعيل هنية إلى رئاسة المكتب السياسي، إذ ستكون من مهماته «إعادة العلاقة مع إيران إلى ما كانت عليه».
الأرقام التي حظي بها هنية في انتخابات الحركة أظهرت دعماً كبيراً له، إذ حصل على نسبة ٧٠٪ من أصوات أعضاء مجلس الشورى، فيما حصل القيادي محمد نزال على نسبة ٥٪. أيضاً، حصل القيادي موسى أبو مرزوق على ٢٥٪ من الأصوات. أما في الأقاليم، فحصل هنية في غزة على نحو ١٠٠٪ من الأصوات، و٦٥٪ من الضفة والسجون، و٥٠٪ من الخارج. هذه الأرقام ومن يقف خلفها يشكلون دعماً لهنية في خطواته المقبلة، خصوصاً أن قيادات في الحركة تؤكد أنه «سيطبق قرار المكتب السابق بإعادة العلاقة مع طهران».
في إيران، هناك مكانة خاصة لفصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصاً «حماس»، فالحفاوة التي يستقبل ويعامل بها مسؤولوها في طهران، وهم يكونون دائماً في ضيافة «الحرس الثوري» الإيراني، تجعل من الصعب تصديق أن هناك خلافاً بين الطرفين. وما سيعزز التوجه الجديد، ويخفف الضغط السياسي عن «حماس»، ما قاله المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، السيد علي خامنئي، خلال «المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية»، وفيه أن «المقاومة وفلسطين أسمى وأهمّ من أن تنشغل بالخلافات التي تحدث بين البلدان الإسلامية والعربية، أو بالخلافات الداخلية للبلدان، أو الخلافات الاثنیة والطائفیة».
ورغم قول البعض إنّ خامنئي انتقد حماس في سياق كلمته من دون تسميتها، فإنّه شدد على أنّ «من واجب البلدان الإسلامية والعربية وکل التيارات الإسلامية والوطنية أن تعمل لخدمة القضية الفلسطينية وأهدافها. فدعم المقاومة واجبنا جميعاً، وليس من حق أحد أن يتوقع منهم توقعات خاصة مقابل المساعدات». هذا «الإرشاد» لا يلزم الحركة وفصائل المقاومة أيّ موقف تجاه أي مسألة إقليمية، بل تقول مصادر في «حماس» إنه «سيريحنا في تحركاتنا».
في الموازاة مع سعي الطرفين إلى إعادة العلاقات، أسهمت «قمة الرياض»، التي وصفت فيها أهم مقاومتين ضد العدو الإسرائيلي «حماس» وحزب الله كمنظمات إرهابية، في ترسيخ الاقتناع بأن المحور المقابل (المسمى الاعتدال العربي) لا يمكن التعويل عليه في العمل المقاوم. وكانت «حماس» تتوقع تقريباً ما سينتج وسيصدر عن تلك القمة. وطبقاً لقيادات فيها، إن التحضيرات التي سبقت «مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى المنطقة، أشارت إلى وجهته بتمكين إسرائيل، والتجييش ضد إيران».
«القمة»، رغم كل مساوئها، ستسرّع عودة العلاقات مع محور المقاومة. وهنا، جاء أمس نشر رسالة التهنئة الموقّعة بتاريخ 8 أيار الجاري، من قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني إلى هنية، لتولّيه رئاسة المكتب السياسي، «رداً على قمة الرياض» كما تقول مصادر في المقاومة. ومما جاء في نص الرسالة المعروضة أمس، «إننا نتطلع إلى إدارة حكيمة تعد، كما عهدناه منكم، بمستقبل أفضل تعالج فيه بحنكة الأزمات الداخلية، وترتّب عبر سياستها شؤون إخوة البيت الفلسطيني، وتنطلق بمسؤولية جهودكم المباركة فيه لتجذير المقاومة، امتداداً للخط الجهادي لحركة حماس، وتعزيزاً للتكامل مع رفقاء دربها... حلفاء المحور المقاوم، وصولاً إلى تحقيق المنى في إعادة الألق للقضية الفلسطينية».
في غضون ذلك، تدرك «حماس» أن الأيام المقبلة ستحمل مزيداً من الضغوط عليها، وعلى الدول العربية والإسلامية الصديقة والداعمة لها. كذلك تعرف الحركة أن الضغوط الاقتصادية ستزداد عليها في غزة بما سينعكس سلباً على مليوني إنسان يعيشون فيها. لكن مصادر حمساوية تقول إنها «جاهزة ومستعدة لكل هذه السيناريوات». وفي معلومات «حماس» أن «السلطة الفلسطينية ستسعى إلى عزل القطاع، وقطع المساعدات الصحية والاجتماعية عن المستشفيات». أما عن المساعدات الخارجية، فتقول إنها «تتوقع التضييق على الدول الداعمة لها (تركيا وقطر)، لكن مع استمرار وصول المساعدات الإنسانية المخصصة لعملية إعادة الإعمار».
أخيراً، أدّت قراءة «حماس» للواقع السياسي إلى نتيجة تقول إن «عملية التسوية» مع العدو الإسرائيلي لن تمر عبر الفلسطينيين، بل عبر دول «الاعتدال العربي» التي ستضغط على السلطة للقبول بالشروط التي تناسب إسرائيل.
ارسال التعليق