الزعطوط والفتن
يشبه ثامر السبهان بتصرفاته، ولداً صغيراً أرعنَ لا يفقه ما يفعل، وبذلك تنطبق عليه كلمة زعطوط، ولعلها الوصف الأنسب لهكذا شخص كما استخدمها السيد حسن نصر الله. ما فتئ السبهان يبث الفتن من العراق إلى سوريا ولبنان. وباع لسانه للأميركي وقبض عليه ملايين الريالات من أسياده في السعودية، لكي ينفذ المؤامرات التي تحاك في أروقة المتآمرين المحرضين على الأمة العربية.
يريد السبهان أن يشكل حلفاً دولياً لضرب المقاومة، وهذا الحلف سيقوم دون تحليل طويل على دعم أميركي إسرائيلي بتمويل سعودي واستخدام عربي، وهو بذلك يسعى إلى بث الفتن في لبنان من خلال تقسيم اللبنانيين من جديد، لا سيما أن دعوة السبهان، ما هي إلا حلم كان يراه خلال نومه بعد عشاء ضخم تناوله على مائدة أسياده، فأطلق عبارته هذه ليشكر سيده على الطعام الدسم الذي عوده عليه.
السبهان والعراق
لم ينفك السبهان عن العراق حتى كاد أن يشعل فتنة بين العراقيين، لولا وعي الشعب العراقي والقيادة الحكيمة، يوم زعم وجود عمليات تطهير ديني تتم في الفلوجة من قبل الحشد الشعبي، وقال: "بالنسبة للفلوجة فإن وجود مكون مختلف عليه من قبل أبناء العراق يمثل في حد ذاته مشكلة كبيرة، ويزيد من الشرخ الكبير، في ظل وجود قيادات إرهابية مطلوبة للمجتمع الدولي".
السبهان الذي يفتن ليعرف، انتقد عمل الحكومة العراقية يومها وتدخل في شؤونها، وبث الفتنة بين السنة والشيعة وكذلك بين ابناء العراق بمن فيهم الأكراد، فتصدت له بغداد بكل حزم، وهذا ما يجب فعله عندما يتدخل أمثال السبهان في شؤون الدول، مطالبةً السعودية باستبداله، وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري صرح وقتها، أن تحركات السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان تعتبر "تدخلا بالشأن الداخلي"، مشيرا إلى أن ما يقوم به لا علاقة له بدوره كسفير.
عزم الشعب العراقي وتوحده ورفضه للفتن، أخرج السبهان من العراق ذليلاً، بعد أن استبدلته السعودية بقائم بالأعمال، وقد تم تعيينه بأمر ملكي وزير دولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية لكي لا يقال إنه ذل باخراجه من العراق.
هكذا تمكن الشعب العراقي بوحدته من تجاوز هذه المحنة التي عملت عليها السعودية، عبر السفير الزعطوط الذي تحل الفتن أينما حل، ولم يعد له عمل اليوم إلا بايقاع فتنة بين اللبنانيين، وتأليبهم على المقاومة عبر التهديد بتشكيل تحالف دولي لضربها، وهذا ما لم يجرؤ الأميركيون وحتى الصهاينة على قوله، لكنهم دفعوا مشغلهم السعودي متمثلاً بالسبهان، لمهاجمة المقاومة، ومحاولة ايقاع فتنة بين اللبنانيين.
لبنان.. الكبير بمقاومته
وقد أتى الرد الأبلغ وبشكل صارم على لسان سماحة السيد حسن نصر الله، حين أكد إن "حزب الله أكبر من أن يواجهه السبهان وسادته بتحالف محلي، ولذلك هو يدعو إلى ماذا؟ يدعو إلى تحالف دولي لمواجهة حزب الله، وأيضا هو يعرف أن السعودية بمفردها وأن حكام السعودية مهما فعلوا لا يستطيعون فعل شيء مع حزب الله، يمكنهم شتمنا وسبّنا على فضائياتهم وعلى قنواتهم وأن يدفعوا لبعض الناس بعض المال بالجرائد والمجلات وبعض المساجد".
إن ما يظهر للعيان وما وهو واضح وضوح الشمس اليوم، فشل المشروع السعودي التوسعي في المنطقة، وبالتالي فإن ما يريده السبهان اليوم، تغطية فشل مشروع مملكة الرمال، في كل المنطقة، وانهزامها من اليمن إلى العراق فسوريا ولبنان، وهو يسعى إلى نقل مشروعه الفاشل من العراق إلى لبنان، لكن الرد اتى حاسماً، ولن يجرؤ السبهان ولا مشغلوه على فعل أي شيء ما دام هناك وعي لبناني يسقط كل هذه المشاريع وتتساقط أحلامه عند اعتاب لبنان وتحت أقدام رجال المقاومة.
بقلم : علي إبراهيم مطر
ارسال التعليق