السعودية تروج للتطبيع مع إسرائيل على "روتانا".. والإعلان الرسمي قريباً
تهرول المملكة العربية السعودية بقوة نحو تهيئة المجتمع السعودي للتطبيع الكامل والعلني مع إسرائيل، وتجري عملية تغيير الثوابت والمفاهيم في عقول السعوديين على قدم وساق، عبر أذرع إعلامية سعودية تؤصل لفكرة تحييد الكيان الصهيوني من قائمة أعداء العرب في المنطقة، فضلاً عن زيادة نعرات الكراهية والعداء ضد قطر وشعبها.
العديد من التقارير العربية والغربية كشفت سعي المملكة إلى تفعيل التطبيع مع إسرائيل خلال الأشهر الماضية، وكشفت عن زيارات واجتماعات سرية لأمير سعودي إلى تل أبيب ومقابلة مسؤولين كبار في تل أبيب لمناقشة ملفات المنطقة والاتفاق على تطوير العلاقات البينية.
وفي الطريق إلى تفعيل التطبيع العلني مع إسرائيل، دعا الإعلامي السعودي أحمد العرفج، إلى التعايش مع إسرائيل في المنطقة، مضيفاً أن "التطبيع مع إسرائيل مطروح شئنا ام أبينا، فهي لم تعد كما السابق، حيث أصبحت كيان مستقل ولهم موقع ومكانة، ونفوذ وتأثير أمريكا".
وفي رده على سؤال مذيع قناة روتانا "السعودية" التي استضافته.. هل أنت مع التطبيع؟ قال العرفج: "في وقت من الأوقات أنا مع التطبيع، والآن قطع العلاقات مع إسرائيل غير مجد".
وأضاف:"مش شرط تحبني وأحبك، المهم التعايش"، داعيا ترك حرية اختيار مصير القضية الفلسطينية إلى من أسماهم "العقلاء" في فلسطين.. لافتا إلى أن: "التطبيع قد يكون قادم في المستقبل والأيام تتغير".
وتمادى العرفج في شطحاته وتصريحاته الغريبة، مشيرا إلى أن "مشاكل السعودية الآن مع إيران الصفوية، وقطر، وأزمة اليمن، وليست مع إسرائيل" في المقام الأول.
ومحاولا اصطناع الحياد ، قاطعه المذيع قائلاً "إسرائيل تحتل أراض عربية وإسلامية.. كيف لا تراها مشكلة؟" فقال العرفج: القضية الفلسطينية أصبحت بالمركز الثاني في اهتمامات العرب".
جدير بالذكر أن حديث العرفج يأتي في سياق رده على الانتقادات الموجهة ضده، بعد انتقاده بهجوم رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم على وفد إسرائيلي في روسيا، واتهامه غالبية العرب بأنهم "ظاهرة صوتية".
وتوالت ردود الفعل على العرفج، حيث قال ناشطون إن حديثه يأتي في سياق تهيئة الرأي العام إلى المرحلة المقبلة التي قد تشهد تطبيعا رسميا مع إسرائيل سيتم الإعلان عنه قريبا.
وأوضح ناشطون أن حديث العرفج يمثل وجهة النظر السعودية الرسمية، والتي شهدت انفتاحا غير مسبوق على إسرائيل، خلال الشهور الماضية، معربين عن استغرابهم من استضافة قناة يملكها أمير سعودي لشخص يدعو للتطبيع مع إسرائيل.
كما يرى مراقبون ومحللون، أن مشروع "نيوم" الذي أطلقته المملكة مؤخراًويقام على البحر الأحمر، هو أحد أشكال التطبيع الآخذ في النمو إلى آفاق غير مسبوقة بين الرياض وتل أبيب، وهو بمثابة نافذة حقيقة لإتمام التطبيع الاقتصادي والجغرافي مع الكيان الصهيوني، ولاسيّما بعدما تحدّث وزير المواصلات الصهيوني إسرائيل كاتسعن نية جدية لدى تل أبيب لربط شبكة السكك الحديدية الإسرائيلية بالشبكة الأردنية ومنها إلى السعودية ودول الخليج.
ارسال التعليق