السعودية تُعلن إلغاء حفل الفنانة شيرين ومُغرّدون يُؤكّدون أن الإلغاء جاء استجابةً لضغوطٍ شعبيّة.. الحَفل بين جدلٍ إسلاميٍّ يَعتبره “فسق وفجور”..
أعلنت “هيئة الترفيه” السعودية، إلغاء حفل غنائي خيري، الهدف منه دعم الأطفال المُصابين بالسرطان، وكانت ستُقيمه الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، حيث قالت الهيئة في بيانٍ لها: “تود الهيئة العامة للترفيه، التنويه إلى أنه تم توجيه الجهة المُنظّمة بإلغاء الحفل الغنائي للفنانة شيرين عبدالوهاب، المُزمع إقامته نهاية شهر أكتوبر الجاري، ضمن حملة جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال مرضى السرطان”.
وأوضحت الهيئة أن إلغاء الحفل جاء لعدم تقدّم مُنظّمة الفعالية بطلب الترخيص لهذا النوع من الفعاليات، إلا أن سبب المنع اعتبره مُغرّدون ونُشطاء سعوديون، غير مُقنع، ومُجرّد مُبرّر، وأن الإلغاء جاء استجابةً لضُغوطٍ شعبيّةٍ رافضةٍ لإقامة مثل تلك الحفلات الغنائية، والتي وصفها البعض بالفُحش والمُنكر.
وتعرّض حفل الفنانة شيرين، للكثير من الجدل، والسخط الشعبي، فالتيار الديني هاجم الحفل على أساس أنه دخيل، ويتماشى مع موضة العلمانية الدخيلة على المُجتمع السعودي المُحافظ، والمُتدين، كما أنه يُروّج للاختلاط، والفسق والفجور، أما التيار المُنفتح والذي يصفه أهل الدين في بلاد الحرمين، بالليبرالي فكان اعتراضه على أسعار الحفل، الذي وصلت إلى حد 10 آلاف ريال، وهو ما برّره البعض بأنه عائد لعمل خيري، ويدعم الأطفال من مرضى السرطان.
وكان موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، قد حَفٍل بجدل لا مُنتهي حول حفل الفنانة المصرية، حيث دشّن النشطاء وسماً دعو فيه إلى “#إلغاء_ حفل_الفنانة_شيرين”، وتصدّر “الهاشتاق” المراتب الأولى في الوسوم الأكثر تفاعلاً في المملكة، وفور إعلان “الترفيه” إلغاء الحفل، تصدّر هاشتاق “#إلغاء_حفلة_شيرين” الأحد جميع وسوم العربية السعودية على “تويتر”.
ذوق العتيبي قالت: “بلاد الحرمين أشرف من شيرين وأمثالها، واللي يبي يرقص يدفع فلوس، وينقلع للخارج”، حساب واحد من المسلمين عبّر عن فرحه بخبر إلغاء الحفل، وتمنّى على القيادة السعودية عدم الاهتمام بالمعاصي، نايفكو سخر من الذين اشتروا تذكرة الحفل الثمينة، ونصحهم بعدم إرجاع ثمنها، لأن هذا عمل خيري كما يقولون، سالم الساعدي أكّد أن الإلغاء تم بعدم الرضا الشعبي والسخط، وأن الهيئة (الترفيه) لم تعترف بذلك.
وبالرغم أن القيادة السعودية الشابّة الجديدة تسعى بشكلٍ مُتسارع نحو الانفتاح والترفيه والعلمانيّة، يجد مراقبون أن انتزاع الصرامة الدينية المُتأصّلة في المُجتمع السعودي، دُفعةً واحدة، تبدو صعبة التطبيق، ولو فرضها صانع القرار بالعصا.
والدليل بحسب مراقبين ذلك السخط الشعبي، والرّفض “الافتراضي” الذي يُعبّر عنه الشعب على مواقع التواصل الاجتماعي في رفضه لقضايا الانفتاح، وآخرها دعوات الحفلات، وقيادة المرأة، وفي السعودية تحديداً يُعد “التويتر” الراصد الأول لردّات الفعل، ولذلك هناك جيوش إلكترونيّة “عريضة” تُديرها المباحث في المملكة النفطيّة، في مُحاولة لإدارة، وربّما السيطرة على الرأي العام، يقول مراقبون.
بقلم : خالد الجيوسي
ارسال التعليق