السلطات السعودي تمدد خفضها لانتاج النفط
نقلت رويترز عن مصادر قولها إن أعضاء تحالف أوبك بلس الذين أجروا تخفيضات طوعية في إنتاج النفط في الربع الأول من العام الجاري، اتفقوا على تمديد الخفض في الربع الثاني.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وافقت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا على خفض طوعي للإنتاج بلغ زهاء 2.2 مليون برميل يوميا إجمالا في الربع الأول، مما شمل تمديد السعودية خفضها الطوعي للإنتاج.
ونفذت أوبك بلس سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 بزعم "دعم السوق" وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين غير الأعضاء، ومخاوف إزاء الطلب في وقت تواجه فيه اقتصادات كبرى أزمة ارتفاع أسعار الفائدة.
وارتفعت أسعار النفط بعد موقف حركة "أنصار الله" المساند للشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة الصهيونية منذ السابع من أكتوبر وهجماته ضد السفن البحرية المتجهة إلى الكيان في البحر الأحمر، غير أن المخاوف إزاء النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة أثرت أيضا.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو/أيار المقبل 83.55 دولارا للبرميل يوم الجمعة الماضي.
وأعلنت "السعودية" تمديد خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يوميًا، والذي بدأ تطبيقه في يوليو/تموز الماضي، للربع الثاني من العام الحالي، وبذلك سيكون إنتاج "السعودية" ما يقارب 9 ملايين برميل يوميا حتى نهاية يونيو/حزيران من العام الجاري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية.
وأضاف المصدر أن كميات الخفض الإضافية هذه ستتم إعادتها تدريجيا لاحقًا وفق ظروف السوق.
وأوضح أن هذا الخفض يضاف إلى الخفض الطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميا، والذي سبق أن أعلن عنه النظام السعودي في أبريل/نيسان 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.
ويأتي القرار السعودي بعيد إعلان موسكو الأحد أيضاً خفض إنتاجها النفطي بحوالي 500 ألف برميل في اليوم مع نهاية الربع الثاني من 2024.
وبذلك سيبلغ إنتاج المملكة "ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً" أي أقل من قدرة المملكة الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل يومياً.
وأعلن العراق كذلك تمديد خفض إنتاجه الطوعي للنفط بمقدار 220 ألف برميل يومياً حتى نهاية حزيران/يونيو 2024.
وبالمثل قررت الإمارات والكويت تمديد خفض إنتاجهما الطوعي الإضافي من النفط. ومدّدت الإمارات خفضها الطوعي البالغ 163 ألف برميل يومياً حتى نهاية حزيران/ يونيو المقبل، فيما مدّدت الكويت خفضها الطوعي 135 ألف برميل، على ما أفاد الإعلام الرسمي في البلدين الخليجيين.
وخفّض التحالف في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 الإنتاج بحوالي مليوني برميل، بمناسبة اجتماع أعضائه الثلاثة والعشرين حضورياً في فيينا، بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات عبر الفيديو بسبب وباء كوفيد. وأثار هذا القرار غضب واشنطن التي اتهمت الرياض حينها بالوقوف في صف روسيا.
وفي أيار/ مايو 2023، أعلن تسعة أعضاء من بينهم "السعودية" وروسيا، عن تخفيضات طوعية مفاجئة بإجمالي 1,6 مليون برميل في اليوم. بعدها بشهر واحد، خفّضت الرياض إنتاجها بما يصل إلى مليون برميل إضافي، وهو قرار مدد شهرياً، وتبنّته روسيا أيضاً وإن بدرجة أقل.
وفي نيسان/ أبريل 2023، أعلن تسعة أعضاء من بينهم السعودية وروسيا، عن تخفيضات طوعية مفاجئة بإجمالي 1,6 مليون برميل في اليوم.\
وكانت قد رجحت نظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن يشهد العام المقبل زيادة "قوية" في استهلاك النفط بقيادة الصين والشرق الأوسط، وأبقت في تقرير لها صدر اليوم الأربعاء على توقعاتها بنمو قوي نسبيا في الطلب العالمي على الخام خلال 2024.
وقالت أوبك في تقريرها الشهري إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع إلى مليون و85 ألف برميل يوميا في 2025. كما توقعت نمو الطلب بمقدار مليونين و25 ألف برميل يوميا خلال العام الجاري، وهي توقعات الشهر الماضي نفسها، بحيث يصبح إجمالي الطلب العالمي على النفط 104.4 ملايين برميل يوميا 2024.
وأرجعت المنظمة توقعات نمو الطلب العالمي على النفط الخام في 2024، إلى تقديرات نمو الناتج الإجمالي العالمي، بوتيرة أسرع من العام الماضي، وسط نمو أكبر من المتوقع في الاقتصاد الصيني.
والصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يتجاوز 10 ملايين برميل يوميا، وهي ثاني أكبر مستهلك له، بعد الولايات المتحدة، بمتوسط 14.5 مليون برميل يوميا.
وقدمت المنظمة أول توقّع للعام المقبل في تقريرها الشهري الصادر في يناير/كانون الثاني الجاري. وقالت إن نشر التوقعات في وقت أبكر عن المعتاد يهدف إلى مدّ الأسواق برؤية طويلة الأمد.
وتتوقع أوبك باستمرار نمو أقوى للطلب لعام 2024 مقارنة بالمؤسسات الأخرى، مثل وكالة الطاقة الدولية. وقد اختلف الاثنان في السنوات الأخيرة حول قضايا، مثل الطلب في الأمد الطويل والحاجة إلى الاستثمار في الإمدادات الجديدة.
ارسال التعليق