الشيخ حسن فرحان المالكي: أحد ضحايا اعتقالات الرأي قي ظل تكتّم السلطات “السعودية”
شاء أن يكون رجلاً على درجةٍ بيّنة من الاعتدال، خاض النقاشات المغلقة التي ختمت عليها السلفيّة والوهابيّة بالشمع الأحمر، فغامر وتحدّث عن الأفكار المتشدّدة والفتاوى المُفبركة التي ولّى صانعيها ولا زالت تنتهجها الطوائف المتطرفة منذ آلاف السنين، كما ذهب نحو دحض الإتهامات الكاذبة التي تدور في فلك تكفير الطوائف الأخرى.
هو الشيخ “السعودي” حسن فرحان المالكي الذي يُعد من الشخصيّات المتوازنة التي خالفت أمر السلطات “السعودية”، فما كان منها إلا أن أنهت صولاته البحثيّة الممنهجة في الداخل وتلك التي قام بها في العديد من الدول الإقليمية، الى جانب ردعه عن قيامه بدوره التبليغي عبر الكشف عن حقائق الحوادث التاريخية والقضايا المعاصرة دون التموضع الطائفي.
كان أستاذاً وباحثاً في الشؤون الدينية وعمل على إعداد مناهج دينية حديثة لم تعهدها الفرق السنيّة المتطرفة من قبل، اكتشف خطورة الوهابيّة والنتائج الكارثية لأفكار ابن تيمية والعيوب الفادحة لصحيح البخاري وغيرهم، ثم آثر نفسه على البحث والكتابة وإصدار الكتب، ففُصل من عمله، ومُنع من السفر.
واجه التضييق الإعلامي والشائعات السيئة التي كفّرته وحرّضت على قتله لسنوات طويلة، وإذ به يرد عليها بحكمة وتحسّب حيث قال في إحدى المرات رداً على النصائح التي تلقّاها لمغادرة البلاد: “يقول محبون اخرج من هذا البلد مع تقديم بعض العروض، لكنّ الصبر على الأذى والظلم مع قول كلمة الحق أفضل، ثم أنه لم يعد لي في العمر بقيّة كافية”.
جرى اعتقال الشيخ فرحان المالكي لأول مرة في أكتوبر 2014 إلا أنه خرج بعد فترة ليُمنع من السفر خارج البلاد بشكل نهائي، ثم جرى اعتقاله في 11 سبتمبر 2017 بعد أيامٍ من اعتقال الداعية سلمان العودة وعوض القرني بتهمة “التحريض على الفتنة والتخابر مع جهات خارجيّة” على حد زعم السلطات “السعودية” وذلك بحسب ما تناقله نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي.
رجّح مراقبون أن أسباب إعتقال الداعية الإسلامي الشيخ حسن فرحان المالكي تعود لتحدّثه عن تنظيم داعش الإرهابي الذي نسبه إلى المذهب الوهابي، ذاكراً أن “السعودية” هي الوهابيّة في الجانبين الحكمي والعلمي، فيما قال آخرون بأنه اعتقل بسبب رفضه للتدخل في الأزمة السياسية الناشبة بين “السعودية” وقطر وذلك بطلب مباشر من الديوان الملكي، ما أثار غضب محمد بن سلمان فأصدر قراراً بإعتقاله.
هذا وجرى اعتقال ولده عباس حسن فرحان المالكي في 25 اكتوبر 2017، على خلفية تغريدات أطلقها من حسابه على موقع التدوين المصغّر “تويتر” إذ جاء في طليعتها “نحن هدفنا كلمة الحق التي أمر الله عز وجل بها نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم”.
يُشار إلى أنه هناك تكتّم شديد من قبل السلطات “السعودية” والإعلام الرسمي على اعتقال الشيح حسن فرحان إذ أنه لا يُعرف عنه شيئاً منذ اعتقاله حتى هذه اللحظة ولا أخبار عن نجله وهناك تخوّف شديد على مصيره وفقاً لمراقبين باعتباره خصماً سياسياً بالنسبة للنظام “السعودي”.
28 يناير/كانون الثاني 2018
ارسال التعليق