الكلباني تائه بين عبودية الله وعبودية بن سلمان.. بالأمس يُحلل واليوم يُحرم
التغيير
ناقض الداعية المقرب من سلطات آل سعود عادل الكلباني، نفسه حين قال إنه ليس مسؤولاً عن سماع أحد للأغاني، بعد أن شجع على سماعها مستشهداً بحادثة نبوية.
وقال الكلباني في مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "بعض الناس يظن أنك مسؤول عنه، أنا سمعت أغاني أنت مسؤول عني، فالله يقول (كل نفس بما كسبت رهينة) ويقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وأعطاك عقلاً لتفكر فيه".
وأضاف الكلباني: "أنت تؤمن أن الغناء حرام لا يجوز لك أن تسمعه، تقول: أسمع لأن فلاناً قال حلال؛ ما ينفع، تعرف أن الربا حرام لكن فلاناً قال إنه حلال لا ينفع. هذه الأعذار لا تنفع".
وتأتي تصريحات الكلباني في وقت تقوم فيه هيئة الترفيه السعودية باستقطاب غالبية المطربين والمطربات العرب وعدد من الأجانب، إلى فعاليات "موسم الرياض"، وهو ما عد ترويجاً واضحاً لحضور تلك الحفلات.
ولاقت الحفلات الصاخبة والمختلطة انتقادات لاذعة من فئات بالمجتمع السعودي المحافظ، حيث كان من بين المدعوين شخصيات وصفت بالإباحية والمثلية، فيما اعتقلت السلطات مَن وجّه انتقادات لتلك الأنشطة.
واعتبر مغردون على موقع تويتر أن الكلباني يناقض نفسه، إذ يتحدث عن سماع النبي صلى الله عليه وسلم للغناء ثم يقول إنه غير معني بمن يسمعه.
فقد قال الناشط البارز تركي الشلهوب: إن "الكلباني بالأمس يقول: (النبيﷺ كان يستمع للمغنيات ويُصحّح لهن كلمات الأغاني). واليوم يقول: (لست مسؤولاً عن أي شخص يستمع للغناء)".
وأضاف مورداً قول الله تعالى: "كَمَثَلِ الشيطانِ إذْ قالَ للإنسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العالمين".
وأوضح الكلباني الذي يحلل الغناء منذ سنوات طويلة، أن زمن النبي عليه السلام كان يعج بـ"الغناء" والأدوات الغنائية مثل "المزهر" المعروف بـ"العود" الآن.
وقلل الكلباني من مخاطر الحفلات الغنائية، والاتهامات الموجهة إليها بإثارة الغرائز، والتحريض على الفواحش، مهاجماً الحكايات التي كانت تروى من قبل مشايخ تيار "الصحوة".
وتحدث عن إقرار تدريس الموسيقى في المدارس، قائلاً إنه لا يمانع ذلك، وإنما "ينبغي ألا يكون الأمر إجباراً لجميع الطلبة".
وأثارت تصريحات الكلباني سخطاً واسعاً ضده من قبل مغردين، رأوا أنه حمل تفسير الأحاديث بأسوأ صورة ممكنة.
وقال ناشطون إن تفسير الكلباني وتصريحاته حملت إساءة إلى النبي محمد عليه السلام، لا سيما أنه لا يمكن تشبيه غناء جاريتين بغناء المطربات في هذا الوقت.
والكلباني من مواليد الرياض 1959، شغل إمامة وخطابة جامع الملك خالد بالرياض سابقاً، وأحد أبرز المشايخ المؤيدين لولي عهد آل سعود محمد بن سلمان، وسط موجة غضب وانتقادات محلية ودولية تواجه الأخير.
كما أنه تصدر المشهد في الفترة الأخيرة، وبين الحين والآخر يظهر بفتاوى مثيرة للجدل، أو بمظاهر تؤيد حركة الانفتاح التي يحمل لواءها ولي عهد آل سعود، أبرزها حين ظهر يلعب لعبة البلوت أو الورق، والتي أفتى علماء سعوديون سابقاً بحرمتها.
ارسال التعليق