بتنسيق خبيث بين الاحتلال وقادة الذباب الإلكتروني في بلاد الحرمين.. #صفر_تعاطف_مع_غزه يتصدر التريند في السعودية..
التغيير
خلال اليومين الماضيين تعرض قطاع غزة لسلسلة من الهجمات إذ قصفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي"، في ساعة مُبكرة من فجر يوم أمس السبت، أراضٍ ومواقع تتبع المقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من محافظات قطاع غزّة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت بثلاثة صواريخ، موقعاً تابعاً للمقاومة الفلسطينية غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
إلى ذلك، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أرضاً زراعية شرق مخيم البريج وسط القطاع، دون أن يسفر عن وقوع إصابات بين المواطنين.
كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية موقع "بدر" التابع للمقاومة الفلسطينية قرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، دون أنّ يؤدي ذلك لتسجيل إصابات، باستثناء بعض الخسائر المادية.
وانتشر حينها وسم #غزة_تحت_القصف وهو ما يبدو أنه لم يرق للصهاينة الذين يحكمون المملكة وينسقون مع كيان الإحتلال فأطلقوا وسم #صفر_تعاطف_مع_غزه لتشويه المقاومة الفلسطينية ولتبرير الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
الوسم الجديد الذي رصده "التغيير" لاقى تفاعلاً واسعاً من الذباب الإلكتروني التابع لنظام آل سعود الذي يأتمر بأوامر محمد بن سلمان اذ قام الذباب تحت الوسم بشتم الفلسطينيين ونعتهم بأقذر الأوصاف وكأن الفلسطينيين هم الإحتلال وليس الصهاينة وكأن القدس لا تعني لأحد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها وسم ضد الفلسطينيين فقبلها ظهرت عدت وسوم ابرزها "فلسطين ليست قضيتي" و قبلة اليهود لا تعني لنا" في محاولة يائسة لرف الأنظار عن القضية الفلسطينية وتحويل الدعم للكسان الصهيوني الغاصب.
وكان الأكاديمي والناشط ، أحمد بن راشد بن سعيد، قد قال إن المملكة تمارس دعاية، تسيء للإسلام والقضية الفلسطينية، بالتزامن مع حملة لتجميل صورتها دوليا.
وفي مقاله المنشور في موقع "ميدل إيست آي" قال ابن سعيد، إن وسائل الإعلام في المملكة تصف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها منظمة إرهابية، وتتهمها باتخاذ سكان قطاع غزة رهائن، وذلك لتحقيق أجندات خاصة.
ولفت إلى أن الإعلام المحلي يعمل على جبهتين؛ الأولى ترميم صورة المملكة في الخارج، والأخرى تضليل الناس في الداخل والهيمنة عليهم لتحقيق مصالحها.
ولفت ابن سعيد إلى أن المملكة تتحكم في كل ما ينشر على الإنترنت، وتفرض عليه رقابة صارمة، إلى جانب الرقابة على الكتب، والصحف، والمجلات، والأفلام، والبرامج التلفزيونية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبالتوازي مع ذلك، ترى السلطات أي نوع من النقد "خطيئة" وألقت القبض على العشرات من رجال الدين، والأكاديميين، والمثقفين البارزين.
ونوه إلى الحملة الأخيرة على القضية الفلسطينية، ورفع شعارات مثل "ليست قضيتي"، والحديث عن إسرائيل بلغة إيجابية.
وتاليا المقال كاملا:
في تقرير أخير لها، ذكرت قناة 24 الإخبارية المحلية أن جماعة الإخوان المسلمين تدعم الانفصاليين الجنوبيين في مدينة عدن اليمنية – وتلك كذبة بشعة، لأنه بات من المعلوم بالضرورة أن الانفصاليين إنما تدعمهم الإمارات العربية المتحدة، وهي الدولة المعادية بشدة للإخوان المسلمين.
وفي فلسطين تنعت وسائل الإعلام المحلية حركة حماس بأنها منظمة إرهابية وتتهمها باتخاذ الناس في غزة رهائن من أجل تحقيق أجندتها الخاصة.هذان نموذجان فقط مما درجت عليه وسائل إعلام الدولة في المملكة من نشر للدعاية السخيفة، وذلك في الوقت الذي تطلق فيه الحكومة حملة واسعة النطاق لترميم صورتها وللتحكم بما يُحكى عن سياساتها، سواء في الداخل أو في الخارج. تنطلق هذه الحملة المنافقة من الرغبة في تضليل الناس والهيمنة عليهم وتشويه الواقع سعياً لحماية المصالح.رقابة صارمةلا يوجد شيء اسمه حرية التعبير في المملكة، حيث يجري التحكم بالإنترنت وتفرض عليها رقابة مكثفة، كما تفرض رقابة صارمة على الكتب والصحف والمجلات والأفلام وبرامج التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي كل ذلك، تقوم وسائل الإعلام الجماهيرية بدور البوق الدعائي للمؤسسة الحاكمة.والذي يفاقم من سوء الأوضاع هو الموقف الرسمي الذي يرى في أي نوع من النقد يتم توجيهه إلى الحكومة "خطيئة" خطيرة ربما أدت إلى تقويض الاستقرار في البلاد. ولذلك فإن القمع الذي تتعرض له الأصوات المستقلة في المملكة شديد جداً، حتى لو تم التعبير عن الآراء بشكل مبهم ودونما إشارة صريحة إلى السلطات.
ولقد تم إلقاء القبض على العشرات من رجال الدين والمثقفين البارزين فيما أطلقت عليه منظمة هيومان رايتس واتش "القمع المنظم ضد المخالفين".تحتل المملكة الموقع 170 من بين 180 بلداً في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020. وفي هذا المناخ القمعي، تُستبدل وسائل الإعلام المهنية بأبواق دعاية تخدم النظام، وتعمل على نشر رؤيته للعالم، وتشيطن خصومه محلياً وإقليمياً ودولياً.في العادة لا يتم الترويج إلا لرواية واحدة، ولكن نظراً لأن سياسات المملكة تنزع هذه الأيام نحو المزاجية ويصعب التنبؤ بها، فقد ينتهي الأمر بوسائل الدعاية الموالية أن تناقض نفسها. ولا أدل على ذلك من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان ذات مرة يشاد به على أنه حليف معتمد وأهل للثقة، بينما صار الآن ينعت بالخليفة العثماني الجديد الذي يسعى لإرهاب المنطقة حتي تخضع لهيمنته.في المقابل كان رئيس النظام في سوريا ذات مرة يصور على أنه وحش ينبغي الإطاحة به، أما الآن، فيقولون لنا إنه يمكن إعادة تأهيله، بل ويمكن أن يغدو حليفاً ضد تركيا. ولا مفر من أن تسعى أبواق الحكومة لتبرير هذا التقلب، حتى صار تويتر شاهداً على تناقضاته السخيفة.المتصيدون لم تنج منصات وسائل التواصل الاجتماعي من قمع المملكة لحرية المعلومات. وتلاشت إمكانية تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات لتوصيل الرسائل السياسية تحت وطأة ضربة قاصمة وجهها لها التدخل المستمر من قبل الحكومة والرقابة الشديدة التي تمارسها عليها.
يعتبر تويتر بالذات خطراً ينبغي ترويضه ومراقبته بل واستخدامه للسيطرة على من تسول له نفسه المعارضة. وعلى الرغم من أن تويتر يقوم بشكل منتظم بإلغاء الحسابات المرتبطة بهذه الشبكة التي تعمل على نشر المعلومات المضللة، إلا أن "جيش المتصيدين" مازال يقوى ويتمكن، ويتلاعب بأعداد "الإعجاب" وإعادة التغريد لبث الدعاية وإعطاء انطباع زائف بأن السياسات تتمتع بالتأييد الشعبي.ومع ذلك لا تخدم مثل هذه الأفعال مصالح الدولة، بل على العكس من ذلك، من شأنها أن تسد الباب على وسيلة مهمة يمكن من خلالها معرفة الرأي العام ورصد توجهاته. لا يوجد في المملكة شيء يمكن أن يطلق عليه "المجتمع المدني"، فلا وجود لهيئات تمثل الناس بشكل حقيقي ولا لكيانات يمكن من خلالها التأثير على عملية صناعة القرار.ما يحرك الدعاية في المملكة هو فكرة أن جماعة الإخوان المسلمين وما يسمى بالإسلام السياسي هما العدوان الاستراتيجيان الأساسيان للمملكة. وذلك هو السبب في دعم المملكة للانقلاب الدموي في مصر في عام 2013، وهو الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطياً في تاريخ البلاد. وهو نفس السبب الذي من أجله تتخذ الدولة موقفاً عدائياً تجاه قطر، والتي انحازت إلى الديمقراطية المصرية وإلى الربيع العربي بشكل عام، وكذلك تجاه تركيا، التي تبنت مواقف مشابهة.ازدهار الرهاب من الإسلام (الإسلاموفوبيا)يبدو أن السلطات في المملكة باتت مسكونة بالرعب من الإسلام نفسه، حتى راحت قناة العربية المملوكة للدولة تحرض ضد المساجد والمؤسسات الإسلامية الأخرى في الغرب، مدعية أنها تشكل خطراً وأنها ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وأنها ممولة من قبل قطر أو من قبل تركيا. ولم تسلم كثير من المؤسسات في الغرب من مثل ذلك التحريض، فمن المتاحف السويسرية إلى المدارس الثانوية الفرنسية، تتعرض كثير من الهيئات للتشويه بحجة "ارتباطها بالجاليات المسلمة المسنودة من قبل قطر."تصبغ العربية الوجود الإسلامي في أوروبا بأسره كما لو كان مرتبطاً أساساً بالإرهاب. فالإسلاموفوبيا (الرهاب من الإسلام) في ازدهار داخل أروقة الحكم في المملكة، بل تجاوز مستواها ذلك الذي يشهده الناس في أوساط حركات اليمين المتطرف في برلين أو في باريس.تحتاج المملكة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى شبكة دعايتها، حيث أنها ماتزال منخرطة في صراعات مختلفة وفي تنافس على الهيمنة الإقليمية، وتجدها في سبيل ذلك تتجه نحو إسرائيل طلباً للدعم تطبيقاً لفكرة "عدو عدوي صديقي" (أو لربما استغلت حكومة آل سعود ببساطة التهديد الإيراني لكي تبرر تقاربها مع إسرائيل). إلا أن مثل هذه الخطوة يمكن أن ترتد عكسياً على المملكة.تمخضت هذه المقاربة البائسة وقصيرة النظر من قبل نظام آل سعود عن سياسة كارثية أخرى، تتمثل في الانقلاب على القضية الفلسطينية لصالح مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف باسم صفقة القرن. كما مضت المملكة في حملة قمعية طالت عشرات المتعاطفين مع حركة حماس داخل البلد.مهمة مستحيلةتدور الدعاية حول نقطة مركزية واحدة، ألا وهي إثارة المشاعر القومية الغالية في أوساط الشباب، حتى أن شعارات مثل "السعودية للسعوديين" و "السعودية الكبرى" و "السعودية أولاً" باتت تساهم في إيجاد سردية جديدة وصفتها الباحثة مضاوي الرشيد بالقول إنها "ليست مجرد حركة جماهيرية عفوية وإنما مبادرة تقودها الدولة برعاية محمد بن سلمان نفسه."يدعو هذا المنطق القومي الجديد ليس فقط إلى قطيعة مع التيار الديني المحافظ الذي كان مهيمناً من قبل، وإنما أيضاً إلى قطيعة مع أي التزام تجاه القضايا العربية والإسلامية – وبشكل خاص القضية الفلسطينية، بما في ذلك وضع مدينة القدس.تتراوح وسائل الدعاية ما بين التضليل والكذب الصراح والشيطنة والتنابز بالألقاب واتخاذ أكباش فداء.بمساندة من جيش المتصيدين التابعين لنظام آل سعود ، يدفع المعلقون والنشطاء عبر تويتر بأوسمة تهدف إلى نزع الشرعية عن القضية الفلسطينية، بشعارات مثل "فلسطين ليست قضيتي". وبينما يتم نزع الإنسانية عن الفلسطينيين يتم الحديث عن إسرائيل بشكل إيجابي. ورغم أن تلك مهمة مستحيلة إلا أن نظام آل سعود ماض في إطلاق النار على قدمه.لقد أفضت الحرب التي تشنها المملكة على الربيع العربي وعلى الإخوان المسلمين إلى تدمير شرعيتها سياسياً ومعنوياً في نفس الوقت. إنه لوضع محزن وبائس.
ارسال التعليق