بعد مكالمة ترامب والعاهل السعودي: “مقبلات” ماقبل جنيف.. وإطلاق النار على الحل السياسي
أن يعود تفعيل التوتر أميركياً مع طهران وأن يعتبر الرئيس الأميركي الجديد كل الخيارات مطروحة بمافيها العمل العسكري على خلفية إطلاق إيران لصاروخ بالستي، وأن يصف وزير الدفاع جيمس ماتيس إيران بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب، وأن ترفض ” معارضة الرياض ” الانضمام لوفد المعارضة لحضور مؤتمر جنيف المزمع عقده أواخر الشهر الجاري، هو بالتأكيد سعي حثيث لتعطيل ونسف الجهود التسووية الروسية التي وجدت في اجتماع استانة انتقالاً للحلول السياسية إلى مستوى نوعي.
لا نعرف إن كانت السعودية قد نجحت في استمالة الجانب الأميركي، وهذا ما تبدى من اتصال ترامب مع العاهل السعودي والحديث عن مناطق آمنة في سورية، والأهم فيما إذا كان التصعيد الأميركي الجديد ضد طهران، هو بداية الترجمة العملية لما أعلن عنه نتنياهو لجهة أن وصول ترامب سينهي الصمت المطبق تجاه سعي إيران لتدمير إسرائيل، ولا يمكن التوقع بماهية الزيارة التي قام بها الجبير لواشنطن والاعلان عن التعاون بين بلاده وواشنطن لمكافحة الإرهاب وتدخلات إيران في المنطقة, ومن هنا نقرأ ونفهم ما صرح به مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد العسيري لجهة وجود استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران داعياً المجتمع الدولي لمواجهة تدخلات إيران عاداً تبني الولايات المتحدة لذلك أمراً عظيماً.
أن تجتمع المعارضة في أنقرة وتتحدث عن ضرورة عدم حضور مؤتمر جنيف ما سمتها بالمعارضة المنفصلة عن الواقع، والتي تعمل ضد وحدة التراب السوري، وأن يعلن المحيسني بالفم الملآن مخاطباً إيران، أن خالد بن الوليد حرر سورية وأنهم أحفاده ولن يسمحوا لإيران أن يأخذو سورية بحسب تعبيره، فإن ذلك يشي بالضرورة عن سيناريوهات يتم إعدادها خلال المرحلة القادمة عنوانها الأبرز تصعيدي ونسف لمنتج روسيا السياسي.
ماتحدثت عنه صحيفة إيزفيستيا لجهة أن مؤتمر جنيف لن يحصد أي نتيجة مع التشكيك في انعقاده أصلاً، هو لا شك في محله وأنه ثمة أطراف إقليمية تسعى لعرقلة أي نجاح تبلوره موسكو وطهران سيما وأن ديمستورا كان قد أعلن في حال عدم تشكيل المعارضة لوفد موحد فهو من سيختار الوفد بنفسه وتالياً تموضع هذه الأطراف الاقليمية بعيداً عن سيادة المشهد الإقليمي والحضور الوازن فيه.
ثمة من يصيغ ويعد ” مقبلات ” ماقبل جنيف وبالتأكيد ليس لفتح ” الشهية ” والتحفيز لتلقف الحل السياسي، إنما لجولات قصف وتسخين مقبلة لا يمكن التكهن بمآلاتها وامتداداتها.
بقلم : الدكتور محمد بكر ... كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
ارسال التعليق