حرب السلطات السعودية على اسماعيل هنية مستمرة
فيما لم يستكن سخط أغلب الجماهير العربية بعد من عملية الإغتيال الإسرائيلية الجبانة التي طالت مدير المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية خلال تواجده في العاصمة الإيرانية طهران، أقدمت السلطات السعودية على اعتقال معتمر عراقي على خلفية نشره صورة له من أمام بيت الله الحرام وبين يديه لافتة كتب عليها إهداءه العمرة إلى روح الشهيد هنية، لتنقلب موجة السخط إلى دفّة آل سعود.
فقد شهدت حالة الاعتقال هذه سخطا وتنديدا واسعَين بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل النشطاء الذين جددوا مع هذه الحادثة الدعوة لسحب مسؤولية إدارة مناسك الحج والعمرة من يد السلطات السعودية.
هذه الحادثة لا تُعدّ الأولى من نوعها من حيث قمع المعتمرين بدعواتهم ومناجاتهم ولمن يريدون أن يُهدوا أعمالهم! ولكن توقيتها شكّل عامل الشجب الأكبر لدى الجماهير فكان أن وضع النشطاء النظام السعودي في نفس الكفّة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في حربه على حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وفقا للورقة التي حملها المعتقل بلال داوود السبعاوي من أمام الكعبة خلال تواجده في الجزيرة العربية لتأدية مناسك العمرة، كانت مُوقّعة بتاريخ الـ31 من شهر حزيران الماضي، وتداول النشطاء خبر اعتقاله خلال اليومين الماضيين فيما هو من غير المعروف تاريخ اعتقاله بشكل دقيق.
وقد أظهرت ردود الفعل مفاعيل التفرّد السعودي بشؤون قاصدي الحرمين الشريفين، حيث أعرب ناشط عراقي عن إدانة اعتقال مواطنه بلال في السعودية بالقول "أشجب و استنكر بشدة الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها السلطات السعودية بحق المواطنين الأبرياء".
معتبراَ أن "ما يحدث من قبل أتباع الصهيونية في السعودية، من اعتقالات واستهداف للمواطنين الشباب الجميلين وسجنهم، يعد جريمة ضد الإنسانية. التهمة الموجهة للشاب بلال السبعاوي ليست سوى الصلاة و اهداء العمرة للشهيد إسماعيل هنية، وهذا يظهر مدى الانبطاح والذل الذي تعيشه السلطات السعودية تجاه الصهيونية.
لافتا إلى أن "استغلال الحرم المكي من قبل آل سعود لخدمة أجنداتهم السياسية والمصالح الشخصية يعد إساءة بالغة للمقدسات الإسلامية واعتداء على حقوق المسلمين في كل مكان. مُطالبا "بالإفراج الفوري عن بلال السبعاوي وجميع المعتقلين السياسيين، وندعو المجتمع الدولي إلى الوقوف بوجه هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
قال حساب تابع لدكتور جامعي مصري بلال داوود السبعاوي:أستاذ جامعى عراقى سنِّى من الموصل، قام بتأدية عمرة على روح المرحوم الشهيد اسماعيل هنية؛ فاعتقلته السلطات السعودية!"، تابع مستهزئا "طبعًا،هذا نوع من الدعم للمقاومة الفلسطينة! وبعد هذا الدعم الواضح القوى المتين كيف تلجأ حماااس ناكرة الجميل لإيران الشيعية لتساعدها ضد أصدقاءنا الإسرائيليين؟ أوليسوا أهل كتاب؟".
وعلّق أحدهم على المنشور بالإشارة إلى ضرورة تحرير إدارة مناسك الحج والعمرة من أيادي آل سعود "يجب أن تكون أماكن الحج والعمرة تحت إدارة دولية اسلامية ما ينفع أن يستغل ولى العهد الداشر هذه الأماكن المقدسة في سياسته المحاربة لله و رسوله والمؤمنين!".
وكتب أحدهم على حسابه مشبّها السلطات السعودية بيهود خيبر "السلطات السعودية تعتقل الأستاذ الجامعي بلال السبعاوي من أهالي الموصل بسبب إهداء عُمرة لروح الشهيد القائد إسماعيل هنية.. بعد في أخبث من يهود خيبر؟".
وعلّق آخر قائلا " ال سعود ياتون بشاكيرا والعاهرات والفاجرات وبعضهن يسئن للذات الإلهية ورغم ذلك معززات مكرمات عن ابن شولوم ولكن المعتمر بلال داود السبعاوي الذي اهدى ثواب عمرته إلى الشهيد اسماعيل هنية يتم اعتقاله.. ال سعود فاقوا حتى الصهاينة بصهينتهم".
وقال سيف الدين المهنا حول الأمر مستنكرا كيف تقوم السلطات السعودية باعتقال الأستاذ بلال داود السبعاوي فقط لأنه اهدى عُمرة إلى روح إسماعيل هنية ! متسائلا "تُرى لو مثقف الناس على ضرورة التضامن مع غزة والتصدي لإسرائيل فكيف سيتعاملون معه ! الظاهر إسرائيل خط احمر في المملكة وبيت الله فقط للطواف ليس لنصرة الحق ونصرة الإسلام والمسلمين".
فيما قال آخر متهكّما "يمكن السعودية زعلانة لانه لم يقوم بتأدية العمرة لروح الملكة اليزابيث".
بُعيد "طوفان الأقصى" والازدواجية التي تصرفت السلطات السعودية وفقا لها؛ ضاعت هيبة "الملك" في شطرنج الحسابات السعودية بين بيانات منددة بالمجازر الإسرائيلية وبين واقع ما كُشف من تواطئ خطير أقدمت عليه لصالح العدو، سواء خلال الصواريخ التي أطلقتها إيران على فلسطين المحتلة والدور الدفاعي الذي لعبته السعودية، أم في التصدي للمسيرات والصواريخ اليمنية، وعلى مقلب الحرب الناعمة بالهجوم الإعلامي الذي شنته ضد فصائل المقاومة مجتمعة، وسياسيا في عدم تجنبها طرح موضوع التطبيع مع الكيان في ذروة الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
يبدو أن "السعودية" ما عادت تعدّ ضمن حساباتها صورة "مملكة الخير" التي عملت لسنوات على بنائها في الذهنية العربية، فلا تستحي من التصرف في هذه الظروف وفق ما تقتضيه أوامر وتهوّرات اليد العليا في هذه المنظومة، واحترامها الذي لم تجده في علاقاتها الخارجية والذي خسرته في علاقتها مع شعب الجزيرة العربية، ها هي اليوم تودّع فتات ما تبقّى لها بين الجموع العربية.
ارسال التعليق