حرب غزة والخيانة السعودية
بقلم: عماد الجاسر...
المناورات السياسية السعودية تجاه الحالة الفلسطينية هي نهج متبع رسمه الملك فيصل خروجاً عن الخط المحايد والنائي عن الخلافات العربية والذي كان الملك عبدالعزيز قد تبناه خشية من الانجرار في صراع شعبي عربي إسلامي – سعودي.
وثيقة نشرها الرئيس علي عبدالله صالح ونشرت على نطاق واسع مؤرخة بـ27-ديسمبر-1966 موقعه من الملك فيصل قد رسمت النهج الامريكي السعودي تجاه فلسطين والمنطقة بشكلٍ عام.
مع ذلك حافظ الملك فيصل على اللعب وراء الستار، خلافاً لما هو متداول الان من زواج علني، والذي سيؤدي بلا أدنى شك إلى ردة فعل شعبية عامة وتعبئة ضد السياسية السعودية في المنطقة.
وهو شيء لم يكن ينقص المملكة أكثر من ذي قبل، لذا لم يكن غريباً دعم المملكة للسيسي ضد مرسي لنفس المخاوف المتمثلة باهتزاز عرش السلطة وفقدان السيطرة في تحريك الأمور كيفما شاءت ولو كان على حساب الدماء والاطفال والجوع في فلسطين عامة وغزة خاصة.
غزة مصدر قلق كبير للسياسة السعودية، ويظهر جزءً من ذلك من حملة شيطنة قوى المقاومة في غزة ومحاولة سرقة الانجازات لصالحها، لا لشئ الا من شدة الخوف ان تأخذ قوى المقاومة الأضواء من السعودية كما يعتقد ساستها.
إنما هذا ليؤكد الى مدى يمكن ان يصل مدى الانحطاط السياسي السعودي ولو كان ذلك لا يقارن بثقل دولة مثل السعودية.
مع انخفاض الاهتمام تجاه الأمير محمد بن سلمان وبدأ تلميحات غير مباشرة عن الحالة الصحية للملك سلمان، العائلة الحاكمة تشعر ان محمد بن سلمان قد استنفذ كل اوراقه، وهنا يأتي الرجل المفضل لدى الاسرائليين والامريكيين والذي بدأ بتهيئة الرأي العام ليكون الملك القادم وهو الأمير خالد الفيصل، والذي يتمتع بعلاقة مميزة وخاصة مع الغرب والدولة العميقة تعززت مع الزمن من خلال مؤسسة الفكر العربي والذي بدأ ارتبطاته بالحركة الصهيوينة منذ عام 1961 في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد لعب الأمير سعود الفيصل وتركي الفيصل دوراً ضاغطاً على ياسر عرفات للقبول بالاعتراف بالكيان المحتل وباطلاق حملة اعتقالات ومحاكمات لأعضاء المقاومة، لم يكتفي الابناء بما فعله الملك فيصل بل استمروا باكمال هذه المهمة مما نتج عنه اتفاق أوسلو"الارض مقابل السلام".
نفس قواعد اللعبة في 1967"حرب الأيام الستة" تتكرر في 1993 "اتفاقية أوسلو" والتي أبقت الجيوش العربية المحيطة بالكيان المحتل مشغولة في استعادة ارضيها المحتلة وابقاء الفلسطينيين مشغولين على المدى الطويل اللامنتهي في محاولة الاستقرار، واشغال الشعوب العربية بالقضية الفلسطينة، وعزز ذلك تغذية الفساد المالي لدى الفئة الموالية للكيان المحتل مثل محمود عباس.
7 أكتوبر أثار زوبعة وتغيير للأوراق وقلق عميق لدى الساسة السعوديين حيث لم يكن هذا في الحسبان ولم تكن قدراتهم السياسية قادرة على التعامل مع هذا النوع من الحرية و الكرامة الغزاوية.
غزة كشفت الاقنعة ونفاق الجميع، وهذا لن يمر على قلوب شعوب العالم دون ان يكون مؤثراُ بشكلٍ ما.
الغضب الشعبي العالمي لم يجد حتى الان من يضع عليه اللوم، تخطئ السعودية اذا مضت في سياستها الحالية حيث سوف يصب العالم عليها جام غضبة.
ارسال التعليق