حفلات الرقص العلني آخر محطات بن سلمان لانحطاط الشباب السعودي
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء، على مظاهر الرقص العلني في مهرجان "ساوند ستورم" الذي حضره آلاف السعوديين في الرياض مؤخرا، معتبرة إياها انعكاسا لمدى الانفتاح الذي تشهده السعودية في عهد ولي العهد "محمد بن سلمان".
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن الشباب السعودي بات يتعلم كيفية الاستمتاع بالحفلات بعد عقود من القيود التي كانت مفروضة عليهم.
وأضافت أن السعودية المحافظة تحاول منذ سنوات تخفيف أعرافها الاجتماعية الراسخة، بأن سمحت للمرأة بقيادة السيارة والسفر بحرية وفتحت الأبواب أمام السائحين وأظهرت تسامحا مع الموسيقى، والآن، تسمح بالحفلات الراقصة "في الصحراء".
وأشارت الصحيفة إلى المهرجان الذي نظمته شركة "ميدل بيست" في الرياض مؤخرا، والتي اعتبرت أنه أصبح "رمزا لكيفية تعلم السعوديين الاستمتاع بالترفيه بطرق شائعة في كثير من أنحاء العالم ولكنها ممنوعة في بلادهم منذ فترة طويلة".
وقبل عام 2016، لم يكن لدى السعودية عمليا صناعة ترفيه، إذ لم تكن هناك دور عرض سينمائي وكانت الحفلات الموسيقية أو الوصول إليها متاحا للجمهور من الذكور فقط.
وحضر مهرجان "ساوند ستورم" الذي أقيم في صحراء شاسعة بشمال الرياض عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الشبان، الذين ارتدوا الملابس التقليدية وغير التقليدية والنظارات الشمسية المضيئة وخوذات المارشملو وطلاء الوجه المستخدم في حفلات الرقص الصاخبة.
ومن بين من حضروا المهرجان، السعودية "نورا محمد" (28 سنة) وشقيقتها التوأم "عُود"، وقد ارتديتا معطفين أبيضين وعصابتين وردية اللون فوق نقابهما التقليدي.
وقالت "نورا": "لا أصدق أن هذا يحدث في الرياض"، مشيرة إلى أنها وأختها اطلعا على الموسيقى من خلال الأفلام الأمريكية لكنهما لم يتوقعا أبدا الرقص علانية في بلادهما.
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن حفلات مثل "ساوند ستورم" ستوفر لعدد كبير من الشباب في السعودية منفذا للترفيه، اعتادوا رؤيته في أجزاء أخرى من العالم ولكن ليس في بلادهم.
ومنذ صعود "بن سلمان" للسلطة، استضافت السعودية العديد من الأحداث الموسيقية والرياضية الكبيرة، وأعلنت عن عدد من المشاريع الضخمة بهدف ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للترفيه والرياضة والفن، وذلك في إطار عقد اجتماعي جديد يمنح الشباب السعودي المزيد من الحريات الاجتماعية مثل الذهاب إلى السينما والرقص وارتداء ملابس أقل تقليدية، لكن مع قمع الحريات السياسية، بحسب الصحيفة.
وتهدف السلطات عبر مهرجانات مثل "ساوند ستورم" إلى جعل السعودية وجهة سياحية جذابة في المنطقة للأجانب، الذين يتدفقون إلى مدن قريبة مثل دبي وبيروت وتل أبيب، حيث توجد ثقافة الحفلات والتسامح مع الكحول والاختلاط بين الجنسين.
وروج منظمو حفل الرياض بشكل كبير للحدث هذا العام، الذي أقيم للمرة الثانية بعد نسخته الأولى في أواخر عام 2019، حتى إنهم وضعوا لوحات إعلانية ضخمة في دبي.
ارسال التعليق