دعوات للحد من انتشار ’’الفكر الداعشي’’ بدمج المواد الدينية وإطلاق هاشتاق مضاد يحتل المرتبة الثانية
في الوقت الذي تتعال فيه الأصوات لتحسين صورة المقررات التعليمة الرسمية، أطلق سعوديون هاشتاغ مضاد إلى دعوة سابقة تتمثل بدمج الكتب الدينية السعودية بهدف الحد من انتشار الفكر الداعشي المتنامي في المملكة بسبب النتيجة والأثر الذي تتركه تلك المناهج الدراسية والتعليمية، الهاشتاغ المضاد حمل عنوان ’’ #لا_لدمج_المواد_الاسلاميه’’, وقد احتل المرتبة الثانية في المملكة في موقع تويتر.
وتتزايد موجة انتقادات التي تطال الحكومة السعودية بأنها تقوم بتغذية الإرهاب عبر نشر الفكر الوهابي التكفيري في المناهج التعليمية والتي تتسبب بتوليد الفكر المتطرف.
ومع انطلاق دعوة لدمج الكتب الإسلامية ضمن كتاب واحد يختزل المواد الأربعة التي تدرّس في مراحل التعليم المتوسطة والثانوية وذلك مع ادعاءات رؤية محمد بن سلمان ولي العهد السعودي التي تسعى إلى الانفتاح عصفت موجة من التباينات في المواقف بين مؤيّد ومعارض انقسم السعوديون في الدعوة.
ومن المواقف المتباين عبر أحدهم قائلاً: “يُدرّسوننا قَتل الكُفّار والولاء والبَراء، ويَجب مُعاداة كل شُعوب الأرض، وإذا طبّقنا ما ندرس أصبحنا دواعش، ودخّلونا السجن، فيما قال آخر: “لولا مواد الدين، ما فَقهنا شي بالدّين وما عَرفنا الحلال من الحرام”.
وتأتي الدعوة تحت وسم ’’دمج الكتب الإسلامية’’، نظرا لتأثيرها على صناعة ’’الفكر الداعشي’’ عبر ما تتضمنه من مفارقات في قتل الكفار وعقوبة السجن وغيرها من النقاط التي تكون في موضع تساؤلات واستفسارات حيث اشتعل جدل بين المغردين، عنوانه "تأثير كتب المدرسة وتحديداً الدينية، في صناعة ذلك الفكر المدمر أو تحويل المُتدينين إلى مُلحدين، ضمن منظومة سياسية دينية حَكمت البلاد منذ أكثر من 80 عاماً.
ودعا البعض إلى دمج الكتب التي تدرس ضمن 4 مواد وهي التوحيد، الفقه، التفسير، الحديث، بالإضافة إلى مادة القرآن. ففي المرحلة المتوسطة والثانوية، تُدرّس التربية الإسلامية في كتاب واحد، وكذلك يطبق الدمج على باقي المراحل الدراسية.
وأشار مراقبون إلى أن عصر الانفتاح، والترفيه، ورؤية 2030، وتوجّهات العلمانية المُنتظرة في الرياض، بدأت تَترك آثارها على السعوديين، بكافّة توجّهاتهم، وأفكارهم، سلفيين كانوا، أم وهابيين، أم ليبراليين، لافتين إلى وجود من يؤيّد الانسلاخ عن ضوابط الشريعة الصارمة، وفق تعبيرهم، وأضافوا أن هناك من يُحذّر من مغبّة أتباع ما يسمونه "أهواء الكفّار".
ولفت متابعون إلى أن وزارة التعليم السعودية، استمرّت في تَدريس مَناهجها الدينية الصّارمة حتى العام 2005 ، وبدأت تدريجيّاً في تَخفيف حِدّة المناهج الدينية، بناءً على تعليمات أمريكية، للحَد من الأفكار المُتطرّفة، ومُحاربة الفكر الوهابي.
ارسال التعليق