دين صالح المغامسي الجديد.. هل تكون مرجعيته رؤية ابن سلمان وهيئة الترفيه
وصف الداعية السعودي المحسوب على النظام صالح المغامسي، إمام مسجد قباء بالمدينة المنوّرة سابقاً، الفقه الإسلامي بأنه صناعة بشرية، معتبِراً أنه يجب مراجعة هذا الفقه، وطالب بـ”إقامة مذهب إسلامي جديد”، رأى أنه جدير بتأسيسه، ما أثار حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل.
وقال الشيخ صالح المغامسي في برنامج “ذات مع سامي الجابر” على قناة “السعودية”: “إن قريش عندما اعترضت على القرآن، الله -عز وجل- ردّ عليهم بأكثر من طريقة، فكان ممن قاله سبحانه، أنه أخبرهم أنّ هذا النبي لم يكن يوماً من الدهر يكتب أو يقرأ فأنّى له أن يأتيَ بكتاب متكامل مثل هذا؟”وتابع أنّ “الطريقة الثانية: هم يقولون إن القرآن من محمد -عليه الصلاة والسلام- أي إنه صناعة بشرية فما دام صناعة بشرية كما تزعمون هاتوا مثله.. الطريقة الثالثة وهي التي تعنينا، أن الله عز وجل قال عن القرآن ولو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، معنى الآية أنّ أيّ صناعة بشرية وأيّ كتاب بشري لا يمكن أن يكون مكتملاً”.
ووصف الشيخ صالح المغامسي، الفقه الإسلامي بأنه صناعة بشرية، معتبراً أنه يجب مراجعته، مع العمل على إقامة مذهب إسلامي جديد”.
واستدرك المغامسي الذي عُرف عنه التطبيل لمحمد بن سلمان والتشبيح على خصومه قائلاً: “لو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، هذه من عند غير الله يدخل فيها أي أحد من أبي بكر إلى أدنى رجل في الأمة وليس مسلم فيه دناءة”.
وزعم أنّ المقصود “أي صناعة بشرية قابلة أن تراجَع.. هم يستكثرون عليك أن تراجع الفقه الإسلامي.. إذا اعترفتم أنهم بشر (أصحاب المذاهب) فما الذي يمنع من ذلك؟”
وأضاف صالح المغامسي في حديثه الذي فجّر موجة جدل كبيرة: “من قرأ الفقه الإسلامي وتاريخه من مصادره الحقيقية وأعطاه الله وعياً وتجرداً لله وحباً للخير للناس يمكنه ذلك”.
وتابع: “نحن لا نقول إننا أولى الناس أن يأتي بمذهب.. كثيرون في الأمة أكفَاء لهذا الأمر لكن إذا كان فلان تردّد وفلان عجز وفلان توارى وفلان خشي هذا شيء يخصه هو، لكن لا بدّ أن يكون هناك مراجعة للفقه الإسلامي القائم”.
واستطرد صالح المغامسي مجدداً دعوتَه لإنشاء “مذهب إسلامي جديد”: “ولا بدّ من قيام مذهب إسلامي جديد لا يعني هدم السابق ولا يعني أن ننتقص من أحد ولا أن نذمه ولا نعيبه ولا أن نقول فيه وفيه، كلهم علماء أجلاء من نعرف ومن لا نعرف”.
وأردف مشيراً إلى أنه يريد هو أن يكون صاحب هذا المذهب: “الرجاء الذي أرجوه من الله عز وجل أن يحقّقه وليعذرني إخوتي العلماء أن ينشئ الله على يدي مذهباً إسلامياً فقهياً جديداً، هذه ما أرجوه من الله وأسعى له”.
وفي أول تعليق له بعد تصريحاته التي أثارت الجدل، قال صالح المغامسي، إنه “جهر بما كان يخفيه من 30 عاماً وسامي الجابر -محاوره في البرنامج- وصل لشيء لم يصل له أحد قبله”.
وسخر بعضهم من تصريحات صالح المغامسي بقولهم، إنه يدعو إلى “دين جديد ستكون مرجعيته رؤية محمد ابن سلمان وسياسات هيئة الترفيه التي يقودها تركي آل الشيخ”، لأجل إرضاء ولي العهد واستمالته مجدداً، حسب وصفهم.
وأثارت تصريحات المغامسي جدلًا واسعًا عبر موقع التواصل “تويتر“، بين مؤيد ومعارض، فبينما استاء بعضهم من تصريحاته مبينين أنها بمنزلة موافقة على قرارات “هيئة الترفيه”، التي تتضمن السماح بالغناء في المطاعم، ومحاولة تكييف الإسلام مع ما يفعله محمد بن سلمان من إفساد للعباد والبلاد.
رأى آخرون بأنّ صاحب هذه التصريحات، “يأتي في صدارة الدعاة المنافقين لولي العهد محمد بن سلمان”، حسب وصفهم، لافتين بأنه لا يتجاهل الحديث عن أي قضية بما يرضي حاكم السعودية الفعلي.
وفي هذا السياق، علق حساب “خط البلدة” الشهير بتويتر: “هذا الذي يريده بن سلمان وهذا دين جديد الذي ينظر له صالح المغامسي”.
وعقب آخر: “ذات صالح المغامسي أظهر حقيقة “ذات” الشيخ المغامسي وظهرت “أناهُ” الخبـيثة تحت دموع التماسيح وقارن نفسه بأئمة المذاهب الأربعة”.
وأضاف مهاجماً الداعية السعودي المحسوب على محمد بن سلمان: “بعد أن طرده مبس من مسجد قباء؛ يحاول التزلف له وابتداع دين جديد يناسب هوى سيده”.
من جانبه، قال الكاتب السعودي “تركي الشلهوب“، إن صالح المغامسي “لم ينفعُه التطبيل لابن سلمان ولا شرعنته لقتل خاشقجي، عندما كتب تغريدة لا توافق مزاج ولي أمره أقاله شر إقالة من وظيفته، وطوى قيده، وأصدر أمر إبعاده على عجالة في يوم السبت الذي هو يوم إجازة للمؤسسات الرسمية!”
وعلق آخر: “البنائيون الخبثاء يتقرَّبون للدولة والعلماء في أوقات الرخاء، فإذا اشتدَّ ساعدهم وحانت لهم الفرصة، رموهم غدرا من وراء ظهورهم”.
وأضاف: “هنا مثال يوضح كيف كان يتستَّر صالح المغامسي ويحاول إظهار براءته من التنظيمات والأحزاب، ليتمكَّن من المناصب والسُلطة الدينية كما يُسميها”.
وكانت السلطات السعودية أقالت الداعية المعروف الشيخ صالح المغامسي من وظيفة إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة -وهو أول مسجد بُني في الإسلام- في آذار 2020.
وذلك بعد تغريدة اعتذر عنها لاحقاً ووصفها بغير الموفّقة، كان قد طالب فيها بإطلاق سراح السجناء.
إلا أنه اعتذر عنها وحذفها لاحقاً، لكن لم يشفع للمغامسي اعتذاره وتوضيحه أنه يدين بالولاء الكامل لابن سلمان، وأنّه قصد في تغريدته السجناء الجنائيين وليس السياسيين، ونفذ أمر إقالته.
ارسال التعليق