رفض شعبي للانحلال الأخلاقي في السعودية.. من هو المسؤول عن ذلك؟
أثارت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، حول التحرش بفتيات ونساء أثناء احتفالات اليوم الوطني في السعودية، حالة من الغضب الشديد في المملكة العربية السعودية.
وأظهرت المقاطع المصورة مشاهد مختلفة، في أحدها تجمّع عشرات من الشبان حول فتاة، في حالة تحرش جماعي. كما وثق أحد الفيديوهات صراخ شاب ومضايقته فتاة كانت ترتدي عباءة وتكشف شعرها، بأحد الشوارع.
في حين أظهر فيديو آخر، تحرش شخص بفتاة وتقبيلها، وهي تعتلي سيارة، قبل أن يفر هارباً. ووثق فيديو آخر، تعرُّض فتاة للتحرش في الشارع من قبل أحد الشبان، لتردّ عليه برشقه بعبوة ماء كانت تحملها بيدها.
مقطع فيديو آخر جرى تداوله، أظهر صياح شبان وتجمهرهم حول فتيات في سيارة. وكشف فيديو آخر، تعرُّض فتاة شقراء كانت ترتدي عباءة برتقالية اللون للتحرش، بينما كان أحد الشبان يحاول الدفاع عنها وإبعاد المتحرشين.
مقطع فيديو آخر من الاحتفالات، أظهر فتاة تخرج من نافذة سيارتها وتلوح بالعلم السعودي، ليقترب منها شاب محاولاً تصويرها، وحينما منعته تحرش بها.
الغضب الشعبي:
كل هذه المشاهد بحجمها ومضمونها الأخلاقي المنحل أثارت حالة غضب عارمة في مختلف أطياف الشعب السعودي، الذين طالبوا بدورهم الجهات الرسمية بالتدخل للتعرف على الفاعلين ومعاقبتهم.
ونشط وسم "متحرشين اليوم الوطني" و"تم القبض" على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، والأخير وسم اعتاد السعوديون التغريد عبره عندما يجري القبض على من يقوم بمخالفات محددة.
كما احتوت تدوينات المغردين عبر الوسمين، لقطات من وقائع التحرش، فيما عمت حالة من الاستياء لما حدث، وسط مطالب بمعاقبة مرتكبي ذلك.رد الفعل الرسمي الحكومي.
تفاعل وزير الداخلية السعودي الأمير "عبدالعزيز بن سعود"، مع تغريدة للكاتب في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية "سلمان الدوسري"، تتحدث عن هذه الظاهرة.
ووضع وزير الداخلية علامة إعجاب أو تأييد لما كتبه "الدوسري"، عندما قال: "الخطر ليس في سلوكيات فردية شاذة تحدث في اليوم الوطني السعودي، فهذه يقف لها القانون بصرامة تحت طائلة قانون التحرش أو الذوق العام.. الخطر الحقيقي في من يستغل تلك السلوكيات ليقتل فرحة وطن...".
وحسب النيابة العامة السعودية، فإن عقوبة التحرش تصل إلى السجن لمدة عامين وغرامة مالية تبلغ 100 ألف ريال (حوالي 27 ألف دولار).
وأوضحت النيابة عبر صفحتها على "تويتر"، أن "جريمة التحرش تُقترف بكل قول أو فعل أو إشارة تصدر من شخص تجاه آخر ذات مدلول جنسي تمس جسده أو عرضه أو تخدش حياءه بشكل مباشر أو غير مباشر بما في ذلك وسائل التقنية".
ابن سلمان المسؤول الأول:
مع وصول ابن سلمان إلى كرسي ولاية العهد، قام بانقلاب ضد التقاليد والعادات المحافظة في السعودية ، مثل السماح للنساء بدخول الملاعب ، قيادة السيارة والدراجات النارية ، وكذلك ظهور الرقص والخلط والمشاهد الدخيلة على المجتمع السعودي وفتح دور السينما وعدم الفصل بين النساء والرجال داخل المطاعم.
كل هذه الأمور كان يروج لها رجل الأمير الأول لهذا الغرض ألا وهو تركي الشيخ رئيس هيئة الترفيه التي كانت المنظم الأول لحفلات وأحداث تهيمن عليها مشاهد من الاختلاط والرقص ومشاركة المتحولين جنسياً ، في مشهد كان من المحظورات في السعودية.
ويبدو أن كل هذه التغييرات التي تشهدها المملكة باتت تثير مخاوف المجتمع المعروف بتحفظاته وبات يدرك أن هذه التغييرات ما هي إلا محاولة من قبل النظام السعودي لتجريد المجتمع السعودي من هويته.
وما شهدناه بالأمس في يوم الاحتفال باليوم الوطني للسعودية كان نتيجةً مبدئية لخطط ومقررات الأمير محمد بن سلمان وتركي الشيخ وقد تشهد السعودية أكثر من هذه الأمور والانفلات والانحطاط الاخلاقي الذي سيشعل الأوضاع داخل المملكة بين مؤيد ورافض.
منذ بدء خطة "الانفتاح"، التي يرى مراقبون أنها تأتي في إطار صرف الأنظار عن سياسة ولي العهد، محمد بن سلمان، شهدت السعودية مجموعة حفلات غنائية، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.
وإلى جانب الحفلات والفعاليات الموسيقية تصرف الرياض مبالغ ضخمة في قطاعات الترفيه، تزامناً مع معاناة قسم كبير من السعوديين من صعوبة الحصول على مسكن؛ بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توفر الأراضي الصالحة للبناء.
كما أن محمد بن سلمان هو من أصدر الأوامر بإلغاء النصوص التي تحض على الكراهية تجاه اليهودية والمسيحية ومثلي الجنسية من الطبعات الجديدة للكتب المدرسية و ذلك حسبما أفاد تقرير معهد مراقبة السلام و التسامح الثقافي في التعليم المدرسي. كما عملت على حذف الأجزاء الأكثر تعصباً ومنها عقوبة الاعدام على الزنا و أفعال الشذوذ الجنسي و أعمال السحر و الشعوذة. وكانت النتيجة ما شهدناه بالأمس فلا رادع يردعهم والأمير يشجعهم بقراراته.
الخطة التي يلعب عليها الأمير الشاب تنص على محاربة التقاليد والتراث السعودي ذو الطابع المحافظ وإحلال مظاهر اللهو والفساد بين فئة الشباب السعودي و ذلك للتغطية على فساده وسرقاته التي أفقرت المواطن السعودي، فهل سيتمكن ابن سلمان وهيئته من تغيير معالم المجتمع السعودي من مجتمع ديني محافظ إلى مجتمع غربي بامتياز؟ وهل سيترك الشعب المحافظ والشعب الذي يريد التمسك بأخلاقه ومبادئه المجال لابن سلمان بالاستمرار بهذه المهزلة التي أطاحت بالأخلاق في المجتمع السعودي؟!
ارسال التعليق