صحيفة "الشرق الأوسط" تتبنى سردية العدو وتصدّرها
في سوق العمالة ثبت وجود زبائن "دويمة". لا يلزمك أن توقع رسميا على اتفاقية سلام مع كيان الاحتلال حتى تصنّف واحدا من أكثر الجهات الممولة والداعمة للحرب على قطاع غزة منذ نصف عام، بل يكفي أن تكتفي ببياناتك الفارغة إلا من التنديد والشجب، وأن تشير لاستمرار برامجك الترفيهية، أن تصدّر نفط شعبك للعدو الصهيوني، أن تطيل نفس المفاوضات حول مشروع التطبيع..كل هذا وغيره يكفي لأن تكون نظاما مطبّعا وتقف على الضفة المواجهة لمعاناة الشعب الفلسطيني.
"الشفاء" يعاند..وقيادات "القسّام" تتحصن فيه"، عنوان تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، باعتبارها وادارتها ومن يمولها بوقٌ للكذب والافتراء وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية أهوال حرب الإبادة الصهيونية، واتهمامها بالإرهاب.
رغم نفي سابق وقديم من حركة حماس وقيادات القسام ومسؤولين فلسطينيين بالدلائل أي وجود لهم ضمن المستشفيات والمرافق الحيوية في القطاع، إلّا أن الصحيفة الناطقة باسم آل سعود أصرّت على تبني السردية المناسبة لها وإشباع عقل القارئ بترهات غير منطقية، وتثبتها الصور ومقاطع الفيديو وشهادات المحاصرين الناجين من المقتلة اليهودية والحصار الذي امتد لنحو أسبوعين.
ونشر ناشطون مقاطع فيديو عبر حساباتهم على منصات التواصل تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمجمع الطبي ومحيطه، كما أظهرت مقاطع أخرى انتشار جثث متفحمه لشهداء في الشوارع والطرقات المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، وبحث الأهالي عن جثث ذويهم في مقبرة الشفاء بعد تجريفها.
وبتفاصيل وأكاذيب صادمة أكد ناشطون أنها وصلت لقمة العهر ذكر التقرير عن مستشفى الشفاء في غزة: “تفجَّرت اشتباكات عنيفة داخل المجمع مع قيادات في "كتائب القسام" تطالبهم إسرائيل بالاستسلام، كما دارت اشتباكات في الخارج”.
وتفاعل المتابعون بغضب واسع مما جاء في التقرير من أكاذيب مؤكدين أن الصحيفة عموماً ووسائل الإعلام السعودية التابعة والمدعومة من محمد بن سلمان، ليس غريباً عنها تقارير تميل للتصهين لكن ليس بهذا المستوى المتدني والمنحط، وفق وصف الكثيرين.
ووصفت الصحافية شيرين عرفة التقرير بـ" الكفزع والصادم لأبعد الحدود" وتابعت "صحيفة الشرق الأوسط السعودية، تروج لأكاذيب الصهاينة، وتقدم تبريرا رخيصا لمذبحة مستشفى الشفاء !!! الصحيفة العربية، تشارك في إبادة الفلسطينيين بتقديم الغطاء الدعائي الكاذب لجرائم الاحتلال! أفهم أن النظام السعودي يريد تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، عقب انتهاء الحرب لكن هل هذا مبرر لمشاركة الإعلام السعودي، (صحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية) في فصول الإبادة الجماعية التي تجري اليوم للفلسطينيين؟!!! -سيقف المؤرخون طويلا، لمحاولة فهم تلك الفترة الأعجب على الإطلاق بتاريخ العرب والمسلمين"
وأضافت " صرار عجيب على تجميل وجه الاحتلال المجرم، الذي أظهر بشاعة ووحشية وهمجية ينتقدها حتى الإعلام الغربي!! فهل هذا يُعقل؟! هل هذا منطقي؟!! ومن هم القائمون على تلك الصحف والفضائيات؟! هل هم عرب... هل هم مسلمون؟!!!!"
بدوره، كتب رئيس تحرر موقع الوطن الفلسطيني نظام المهداوي " تخيل لا قدر الله أن السعودية تعرضت لاحتلال، وتخيل ان قوة الاحتلال حاصرت مستشفى ما لتخرج صحيفة فلسطينية تقول: قيادات السعودية تعاند وتتحصن بالمستشفى. أي عهر وصله النظام السعودي وإعلامه؟ فحتى الإعلام الصهيوني لم يؤكد هذه المعلومة وما شاهدناه جثث لمئات من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى. محمد بن سلمان وجه صهيوني آخر يحكم بلاد الحرمين يا مسلمين"
وكانت الصحيفة عينها قد تناولت التحركات الشعبية المناصرة للقطاع في الأردن بوصفها مخطط مدروس لانتهاك سيادة الأردن، حيث شدد "مسؤول سعودي" للصحيفة على دعم "بلاده جميع لخطوات التي اتخذتها وستتخذها الأردن، خصوصاً تلك المتعلّقة بالحفاظ على أمنها وسيادة أراضيها أمام كل من يحاول اختطاف الدولة أو الضغط عليها أو التأثير على قراراتها، وأوضح أن أمن الأردن بالنسبة للسعودية هو جزء لا يتجزأ من أمنها؛ وذلك بحكم الأخوة والتاريخ وبواقع الجغرافيا؛ ومن غير المنتظر أن تسمح الرياض أو تتسامح مع أي محاولات لجرّ الأردن أو تحويله ساحة لتصدير مُشكلات وقضايا المنطقة إليها، خصوصاً أن المنطقة اليوم لا تحتمل أي تصعيد جديد أو خلق ساحات توتر جديدة".
وحمّلت الصحيفة طرفين لهما "مصلحة في إحداث التوتّر في المنطقة والذهاب إلى جبهة جديدة، وهم (الإخوان المسلمون) وإيران، وأجنداتهما تلتقي مع بعضها، بالطريقة نفسها التي التقت بها في الربيع العربي وعملت على زعزعة استقرار الدول الوطنية العربية".
وفي هذا الإطار، علّق المهداوي بالقول " لم تكفر حماس حين استنهضت همم الشعب العربي. ولم تجرم حماس حين طالبت العرب بالزحف نحو فلسطين والأقصى. الاستغاثات والاستنهاض لم تغب عن تاريخ العرب بفرقتهم ووحدتهم. حين يخرج الفلسطيني من وسط الركام يقول: أين العرب واين المسلمين فهو لا يحاول أن يعكر استقرار أو أمن اي دولة عربية. لكنه نداء الأخ لأخيه العربي. والأقصى هو وقف يخص كل مسلمي العالم ومن الطبيعي ان يكون خطاب العرب والمسلمين هو الزحف نحو الأقصى وفلسطين. كل الأمر أن ما هو طبيعي جدا يتحول في زمن الصهاينة العرب إلى جريمة وراءها الإخوان وإيران حتى يمنعوا أي مظاهرة أو تعاطف مع الفلسطينيين."
ارسال التعليق