صدمة المسلمين من احتفالات السعودية بالكريسماس والهالوين
انتشر مقطع فيديو، يوثّق صدمة مسلمين أجانب بإقدام السعودية على تنظيم احتفالات الكريسماس.
وقال أجنبي مسلم في مقطع الفيديو: “السعودية تحتفل بالكريسماس؟.. السعودية وضعت زينة عيد الميلاد في الرياض وجدة”.
وأضاف: “على ما يبدو إنهم يحاولون إحداث تغيير لجعله بلدا منفتحا ومعتدلا.. بصراحة.. لا أعتقد ذلك.. اسمحوا لي أن أعرف ما تعتقدون يا رفاق”.
فيما قال مسلم آخر: “السعودية تحتفل بعيد الميلاد.. النهاية تقترب.. الاحتفال بالكريسماس حرام بنسبة 100% وهم يفعلون ذلك في الأرض المقدسة التي ولد فيها النبي (ص)”.
وأضاف: “كيف تسمح الحكومة السعودية بهذا؟.. إنه بصراحة أمر يكسر القلب”.
وذكر شخص ثالث: “ماذا حدث لما يسمى بأرض التوحيد.. أنهم لا يحترمون رمز التوحيد بحد ذاته بينما يتم الترويج لرمز الكفر والشرك الواضح”.
وقال رابع: “الكريسماس في السعودية لا يختلف كثيرا عن أي يوم آخر حصل خلال هذا العام.. لكن لدي سؤال لك.. ما الذي يجعلك مختلفا عن الآخرين”.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز“، قد نشرت تقريراً عن الاحتفالات بأعياد الميلاد (الكريسماس) في السعودية.
واستهلّ التقرير، بالقول: “السعودية تتمنى لكم كريسماس سعيداً!”، في إشارة إلى أن العالم لم يعتد من أيّ حاكم لهذه الدولة العربية المحافظة، أن يسمح بإقامة الاحتفال بهذا اليوم الهام في التقويم المسيحي علانية.
وأضاف التقرير، أنّ هذا العام بدا الأمر مختلفاً تماماً، وتابع: “في العاصمة السعودية الرياض، أقبل السعوديون على شراء أشجار عيد الميلاد، وأعدت صحيفة سعودية رسمية إصدارا احتفاليا خاصا بهذه المناسبة للمرة الأولى في تاريخ البلاد”.
وكان المانشيت الرئيسي في الصفحة الأولى لصحيفة “آراب نيوز” السعودية، التي تصدُر باللغة الإنجليزية، يقول: “السعوديون يشعرون بروح الكريسماس أكثر من أي وقت مضى”، مع توصياتٍ للقراء بأفضل الأماكن لتناول عشاء الديك الرومي.
كما كتب رئيس تحرير الصحيفة مقالَ رأي بعنوان: “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتيَ أبداً”، في إشارة إلى احتفالات الكريسماس غير المسبوقة في بلاده.
وذكرت الصحيفة، أن القيود المفروضة على منتجات الاحتفال بالكريسماس، التي كان تداولها محظوراً في السعودية، خُفّفت تدريجياً في السنوات القليلة الماضية.
وتابعت: “هذا العام يُعد نقطة تحول لهذه الاحتفالات الدينية في تلك البلد التي لا يدين أي من سكانها بغير الإسلام وجميع المسيحيين بها من الأجانب”.
وبحسب التقرير، سُمح لأحد مراكز التسوق في العاصمة الرياض ببيع تلك الأدوات، مثل: أشجار الكريسماس، ودُمى الدب القطبي، والتشيلو.
و”الكريسماس الجديد”، الذي سمحت السلطات السعودية بالاحتفال به للمرة الأولى في تاريخها هذا العام، جاء في إطار جهود الحاكم الفعلي للبلاد، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي تستهدف إجراء سلسلة من الإصلاحات الهامة.
ووفق الصحيفة، تتضمن هذه الإصلاحات، التقليلَ من اعتماد الاقتصاد على العائدات النفطية، وتخفيف القيود الدينية التي كانت وراء حرمان المرأة السعودية من قيادة السيارات، التي لم يُسمح لها بها إلا منذ سنوات قليلة.
وأضافت: “بدأ الجدل، الذي كان يسيطر على الساحة حول قضية تهنئة غير المسلمين بأعيادهم في أوقات الاحتفال بأعياد الميلاد، في التراجع إلى حدٍ بعيد حتى أن رجل الدين الإسلامي محمد العيسى قال في أحد البرامج التلفزيونية إنه لا يوجد نص شرعي يحرم التهنئة، في إشارة إلى تهنئة المسيحيين بالكريسماس”.
وبرأي الصحيفة، لاقى التحوّل الرسمي الكبير في موقف الدولة من احتفالات أعياد الميلاد أصداء إيجابية بين كثير من السعوديين، خاصة مَن تلقَّوا تعليمهم خارج البلاد.
وذكر التقرير، أنه على الرغم من ذلك، نفّذت السعودية العشرات من أحكام الإعدام هذا العام، كما حكمت بالسجن على طالب دكتوراه، وأم لطفلين تبلغ من العمر أربعين سنة، وهو ما يسير في الاتجاه المعاكس للإصلاحات التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.
بينما يرى الداعمون لإصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان، أن اتخاذ مواقف صارمة يُعدّ أمراً ضرورياً إذا أراد ولي العهد أن ينجح فيما بدأه منذ سنوات قليلة، هناك أيضاً من بين معارضي تلك التغييرات مَن ينشدون إصلاحات اجتماعية، وفقاً للصحيفة البريطانية.
وخلص التقرير إلى القول، إن مساعي الأمير محمد بن سلمان كانت منذ بدايتها من أكثر القضايا التي أثارت الجدل في المملكة، التي ترى أغلبيتها المحافظة أنّها الحارس الأمين على أهم المقدسات الإسلامية.
وخير دليل على ذلك، وابل الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي من داخل وخارج السعودية، التي واجهته الدولة في وقت سابق من هذا العام، عندما سمحت باحتفالات الهالوين.
ارسال التعليق