طموحات السعودية من وراء الوصول إلى بريكس
أفاد موقع "UOL" البرازيلي،بأنّ دول "بريكس"، ستعلن عن توسيع المجموعة لتشمل 5 دول إضافية، مع إمكانية انضمام عضو سادس في السنوات المقبلة.
وبحسب مراسل الموقع في جنيف، جميل شاد، فقد "بدأت القرارات تتشكّل، ليل يوم الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، عندما انعزل رؤساء الصين وروسيا وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل، لمناقشة توسيع الاتحاد".
كما أشار الموقع الى أنّ "مسوّدة البيان النهائي، التي حصلت عليها وتمّ الكشف عنها بشكل حصري، تشير إلى أن أسماء الدول قد تمّ تحديدها بالفعل".
وذكر الموقع أنّ عملية التوصل إلى تفاهم من خلال توزيع جغرافي للدول الأعضاء الجديدة مرّت، و"كان لها طابع سياسي أساسي".
ونقل الموقع أنه في المرحلة الأولى، "أشار المفاوضون الذين حضروا الاجتماع الخاص بالزعماء فقط، إلى أنه تم تحديد أن التوسّع يجب أن يحدث على الرغم من المقاومة الأولية من البرازيل والهند".
كما تم أيضاً تحديد أن هذا التوسّع يمكن أن يتضمّن خمس أو ست دول. وكانت القائمة النهائية للدول تشمل، المملكة العربية السعودية، والأرجنتين، وإيران، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وفق الموقع.
فيما لفت الموقع، إلى أنه "بسبب التوازن الجغرافي، قد يتمكّن بلد أفريقي آخر أيضاً من الانضمام". وقد أعلنت، الحكومة البرازيلية، أنها لن تعترض على أي أسماء تم الإعلان عنها.
وطرح الموقع دول نيجيريا وإندونيسيا وفنزويلا وتركيا، من بين المرجحين للانضمام.
بدوره، ذكر موقع "بلومبرغ"، في هذا السياق، أنّ مجموعة "البريكس" تستعد لدعوة السعودية، "أكبر مصدر للنفط"، للعضوية، "في محاولة للحصول على نفوذ عالمي أكبر".
ونقل الموقع قول أعضاء "البريكس"، بأنّ "جعل المجموعة أكبر يمكن أن يساعد في مواجهة هيمنة مجموعة السبع في الشؤون العالمية".
كما أشار الموقع، إلى أنّ "قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا اتفقوا على توسيع مجموعتهم"، على أن تكون هذه "أول توسعة منذ عام 2010".
وتعمل قمة "بريكس" على تعزيز الحوار الشامل، فيما يظل التركيز على الأهداف والمصالح المشتركة بين الدول الأعضاء (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا).
ويعد التحالف منصة للاقتصادات الناشئة لتعزيز تطوراتها، وتعزيز أجندة العلاقات التجارية ومواجهة التحديات العالمية بشكل جماعي.
وانطلقت،الثلاثاء الماضي، قمة "بريكس" الخامسة عشرة في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، حيث يناقش الأعضاء توسيع عضوية المجموعة لتشمل الاقتصادات الناشئة الأخرى. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة تنوّع المجموعة وتأثيرها في الشؤون العالمية.
وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، الأربعاء الماضي، إنّ "دول بريكس اعتمدت وثيقةً تحدّد المبادئ المتعلقة بتوسيع المجموعة، وسيصدر قادة المجموعة بياناً مفصّلاً بشأن الأمر قبل انتهاء القمة".
وأشار مسؤولون في جنوب أفريقيا الى أنّ نحو 24 دولة قدّمت طلبات رسمية للانضمام إلى المجموعة.
وفي السياق، تناول موقع "ميدل إيست آي" البريطاني دوافع انضمام "دول الخليج" للتحالف واعتبرت أن هذه "الدول" كانت متحالفة مع الولايات المتحدة، وتسعى الآن إلى الحصول على قدر أكبر من الاستقلال الاستراتيجي عن واشنطن"
وزاد بأن "الأمثلة البارزة على ذلك تشمل إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مؤخرا بين السعودية وإيران في صفقة توسطت فيها الصين، وقرار جامعة الدول العربية بإعادة سوريا إلى التكتل، ويرجع الفضل في ذلك بالغالب إلى مبادرة رعتها السعودية والإمارات، على الرغم من رفض القادة الغربيين التعامل مع (رئيس النظام السوري) بشار الأسد، المتحالف علنا مع موسكو في الصراع في أوكرانيا".
وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا جراء حرب تشنها منذ 24 فبراير/ شباط 2022 على أوكرانيا؛ وتبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
الموقع اعتبر أن "دول الخليج اليوم ملتزمة بالحفاظ على علاقات جيدة مع جيرانها المباشرين (بينهم أعضاء في البريكس)، حتى لو كان ذلك يعني تغيير التحالفات التقليدية، كما يشكل الحد من اعتماد المنطقة على عائدات النفط تحديا بالغ الأهمية، وخاصة بالنسبة للسعودية، التي تتحرك نحو قدر أكبر من الاستقلال عن النفط، بدعم من الاستثمارات الأمريكية والصينية".
واستطرد: "وبالتالي، فإن البحرين ومصر، التي تحتفظ حكومتها بعلاقات وثيقة مع الرياض وأبوظبي، تأمل جميعها في الاستفادة من فراغ القوة الناجم عن الصراع الروسي الأوكراني، لكسر الصف مع حلفائها التاريخيين وتوسيع علاقاتها والتأثير على الساحة العالمية المتغيرة بسرعة".
من جهتها، نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" تقريرا عن سياسي صيني رفيع (فضل عدم ذكر اسمه): "إذا قمنا بتوسيع دول بريكس لتكون مسؤولة عن حصة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مثل مجموعة السبع، فإن صوتنا المشترك في العالم سيصبح أقوى".
وتتصاعد التوترات حول ما إذا كان ينبغي أن تكون "بريكس" ناديا غير منحاز للمصالح الاقتصادية للدول النامية، أو قوة سياسية تتحدى الغرب علنا، حسبما قال أشخاص مطلعون على مواقف الهند والصين للصحيفة ذاتها.
وقال مسؤولون من جنوب أفريقيا إن هنالك 23 دولة مهتمة بالانضمام.
وأشارت ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا هذا الشهر، إلى أنه "من الخطأ الشديد" اعتبار توسع "بريكس" المحتمل "خطوة معادية للغرب".
وتقتبس الصحيفة كلمات دبلوماسي برازيلي (لم تذكر اسمه)، تحدث مطالبا بوضع قواعد أوضح لقبول أعضاء جدد، وقال: "من المهم تحديد معايير لانضمام أعضاء جدد".
ومع ذلك، من المرجح أن تنظر العواصم الغربية إلى الإضافات المحتملة لإيران وبيلاروسيا وفنزويلا، على أنها خطوة لاحتضان حلفاء روسيا والصين.
ويرى خبراء أنه في الوقت الذي تسعى فيه دول البريكس إلى الاستفادة من إمكاناتها الاقتصادية، فإنها ترغب في تقدم نفسها في صورة البديل الجيوسياسي لنظام عالمي أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة وأيضا تصوير نفسها باعتبارها ممثلا لبلدان الجنوب.
ارسال التعليق