عمليات الاغتيال أظهرت بلطجة بن سلمــان
تناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تأثير قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي على ولي العهد محمد بن سلمان، متحدثة عن البلطجة والجانب المظلم له. وأشارت في التقرير الذي ترجمته “عربي21”، إلى أن بن سلمان في مطلع الشهر الجاري قبل اغتيال خاشقجي، شرع برعاية مؤتمر للاستثمار العالمي، وبات العالم وكأنه في متناول يديه، وتوافد الآلاف من المستثمرين والشركات والحكومات إلى المملكة لسماع الوريث الشاب للعرش السعودي الذي يضع خطة لإخراج السعودية من عزلتها. وتحدث بن سلمان للجمهور قائلا: “الحالمون فقط هم الذين نرحب بهم للانضمام” إلى المؤتمر. وسرعان ما واجه هذا الطموح لدى الأمير الشاب هروباً كبيراً، من المؤتمر الذي يرعاه، بسبب قضية خاشقجي، والحديث عن أوامر عليا منه شخصياً بشأن اختطاف الصحفي السعودي، أو أكثر من ذلك. وألغى الكثيرون ممن خططوا لحضور المؤتمر فجأة مشاركتهم، وسارعوا إلى الابتعاد على متن قطار هروب كان يتجه نحو كارثة بالنسبة لهم. وخاشقجي الذي يعيش في منفى اختياري، قيل إنّه قُتل على أيدي مشتبه بهم سعوديين -على صلات حكومية- داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بعد أن تجرأ على انتقاد ولي العهد وحكومته علناً.
وأوردت الصحيفة أن البعض يعتقدون أنه إذا كان مصير الصحفي خاشقجي قد انتهى بالقتل على أيدي السعوديين، فإن ذلك سيكون معناه أنه اختطف بعملية مارقة. وقالت الصحيفة إن بن سلمان بالنسبة للكثيرين، لديه “جانب مظلم” و”بلطجة” لدى شاب في عجلة من أمره ومتهور، لديه السلطة المطلقة ولا يتسامح مع المعارضين. ونقلت الصحيفة عن “أحد الأمريكيين البارزين ذوي الخبرة الطويلة في المملكة ومع حكامها” أنه بعد عدة لقاءات مع الأمير محمد اتضح أنه “لا يكون مهتماً بالاستماع”، واصفاً الأمير بأنه “متسلط”.
وأوردت: ”إننا نكتشف ما يدور حول هذا الملك الجديد، ويثير القلق. إنه جانبه المظلم، ويزداد قتامة”. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أمريكي رفيع سابق له خبرة طويلة في المملكة من خلال عدة إدارات قوله: “لم يكن هذا ليحدث أبداً بدون موافقة محمد بن سلمان”، مشدداً: “لا يمكن ذلك بدون موافقته أبداً أبداً أبداً”. وأكدت أن لدى العديدين ممن يتعاملون مع المملكة مخاوف بشأن تحويل سلطة المملكة العربية السعودية إلى أمير شاب هو على النقيض من القيادة الحذرة والمسنة التي حكمت المملكة لعقود. ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المقربين من الديوان الملكي قوله: “إنه لا يخفي حقيقة أنه استبدادي”. وأضاف للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته: “إنه ليس مصاباً بالحرج من ذلك، كونه استبدادياً”. وقال: “بالتأكيد يرى نفسه كرجل يصنع التاريخ”.
ارسال التعليق