فلسطين في الموقف السعودي: نقطة إنعطاف نحو الهاوية
حرب الذباب السعودي وكتاب بلاط محمد بن سلمان لم تتوقف منذ انطلاق العدوان الصهيوني على قطاع غزة. عدوان كان كفيلا برفع ستار التعمية عن بصر الشعوب العربية. كيف لا، والصور التي تنقل من القطاع من قتل وتهجير وتدمير وتجويع لم تستدعِ موقفا عربيا حازما أو قرارا يقلب المعادلات، أو على خجل يدفع النظام السعودي لإيقاف مهرجاناته وحفلاته الغنائية الراقصة.
"لا حياء"، هذا باختصار ما يمكن تثبيته على أنه العنوان الذي عكسته المواقف السعودية لكل شعوب الأرض، سيما الفلسطينيين منهم. إذ انبرى الذباب الإلكتروني بمواجهة منتقدي الصمت والتخائل السعودي، والتعاطي مع الأحداث من موقع المتفرج والواعظ، بل وفي أحيان بلسان جانب المحتل الصهيوني.
وفي هذا الإطار، هاجم عرّاب الحملات الإلكترونية إبراهيم السليمان قيادي حمساوي بالقول " قيادات حماس الارهابية تمجد الهالك قاسم سليماني قاتل مئات الآلاف من السنة في العراق وسوريا واليمن وتتغنى بفيلق القدس الإيراني الذي ترك غزة المكلومة لمصيرها المجهول ولم يحرك ساكن ويتهم كل من فرح بهلاكه بصهاينة العرب ..!! ومن ثم يأتيك من يقول لماذا أصبحت تقف ضدهم ..".
وفي رده على اتهامه بالخائن قال السليمان مستشرفا " بداية كل السعوديين كانوا مع المقاومة الفلسطينية من أي فصيل كان فهذا حق أصيل لهم فهم تحت احتلال لكن عند موت الراحل الملك عبدالله رحمه الله كشروا عن أنيابهم وشاهدنا وسمعنا ماذا حدث في مساجدهم ثم بانت نواياهم تجاهنا وتحولوا لتمجيد سليماني قاتل ملايين السنة واعلنوا تقاربهم مع إيران والحوثي وتسليط خلاياهم وذبابهم لمهاجمة السعودية فمن الطبيعي أن يتبدل موقفي وموقف كثير منا منهم بعد تكشف حقيقتهم .. اليوم نقف مع الشعب الفلسطيني لكن يستحيل أن نقف مع حماس الارهابية فهي في قوائم الارهاب السعودية كما جماعة الاخوان".
ومن بوابة الظهور بمظهر صاحب العقل والفكر الحرّ، تداعى السليمان لمخاطبة ما أسماهم بـ" قطيع المؤدلجين المؤيدين لحماس" وأكد أن هؤلاء " لا لا يعنيهم الدمار ولا أشلاء الأطفال ولا عدد الشهداء والجرحى والمفقودين ولا أعداد المهجرين ولا انهيار المجتمع الغزاوي ولا جوع وعطش الأسر النازحة ولا إحتلال إسرائيل للمزيد من الأراضي الفلسطينية .. كل ما يعنيهم تمجيد حماس وإلا ستكون كافر وصهيوني ..!!".
لتتفهمن بينة الملحم على ما ورد أعلاه بالقول " هذا نتاج وخطورة أسلمة القضية الفلسطينية أو أسلمة ولاء الشعوب للقضية مما أدى إلى تعويم القضية دينيًا، وتحويلها إلى أيديولوجية صالحة لاستهلاك حماس و التطرف وعداء الوطن، خدمة لأجندة التنظيمات الإسلامية الراديكالية أو الإرهابية السياسية ومخططاتها التي تناصب الوطن العداء حقيقة!".
أما عبدالله الجديع، فقد تبرع بالرد وشجب ما عبّر عنه خالد الدخيل من مشروع حماس المقاوم بالرغم من أنها "إخوانية" على حدّ تعبيره، ودعوته لمعالجة طبيعة العلاقة بينها وبني الدول العربية بعقلانية سياسية. إذ قال الجديع " لا أفهم المنطق الذي يتحدث به د. خالد الدخيل، حماس إخوانية يعني أيدلوجيتها نفسها تنتطلق من فكرة إسقاط الدول العربية، لإقامة الخلافة، أما سياسيًا فقد انحازت حماس إلى الحوثي في وقت الحرب مع السعودية، وكانت التوترات قد وصلت للأراضي المصرية إن كنت تابعت هذا من قبل، ثم انحازت لمحور إيران، ثم دخلت بحرب هائلة في غزة لا يظهر أنها تستطيع لا هي ولا محورها تحمل تبعاتها، يترك الدخيل كل هذا ويرمي الكرة في ملعب الدول العربية، لماذا؟ ولم يتم اختزال الأمر كأنَّ الاعتراض: لم لا تنسق مع الدول العربية؟ هل هذه جوهر الفكرة؟ هل حماس توافق أصلًا على المبادرة العربية؟ لم تقبل بها أصلًا تمامًا مثل نتنياهو! نأتي لمسألة (مقاومة) لا أدري إن كان يعلم د. الدخيل أن نتنياهو كان يسلم الأموال لحماس لتدمير فكرة حل الدولتين، وأنّه الآن يرفض فكرة إرجاع السلطة إلى غزة؟ وهو يجتاح القطاع دون (مقاومة فاعلة) تمنعه من هذا، فما معنى مقاومة؟ هل تعني تمكين إسرائيل من أرض سبق أن خرجت منها في ٢٠٠٥؟ هل هذه الفكرة؟ هل المقاومة تعني مجرد القتال؟ لم لا تعتبر القاعدة مثلًا مقاومة؟ وقد شارك الزرقاوي في الفلوجة ضد احتلال الأمريكيين؟".
عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ، تبع الموجة السعودية بالقول " حماس الإرهابية وقياداتها تعلم تمام العلم عن التبعات الدولية التي ستنال المنطقة بأجمعها جرّاء الهجوم العبثي و الوقوع في فخ ٧ اكتوبر . التعاطف معهم و تصويرهم على أنهم أبطال من وجهة نظري جريمة لا تُغتفر.".
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السابق، طارق الحميّد، يقلل من أهمية انجازات المقاومة وفرضها لعمليات تبادل للأسرى إذ أنه اعتبر بوصفه إبن البلد "الحرّ" "الان وصلنا مرحلة الرهائن مقابل الهدنة، بدلا من الأرض مقابل السلام.. ما فعلته حماس بحق القضية جريمة لا تغتفر.".
صحفي البلاط فهد ديباجي والمستأكل على مائدة سلمان وابنه محمد رأى أن "تحرير القدس يبدأ بنهاية المتاجرة والمقاولة ..".
المتصهين رواف السعين على حسابه المسمى "راعي غنم" يثبت حقده وبغضه للمقاومة الفلسطينية بوصف المتحدث باسم القسام أبو عبيدة بـ"المعتوه" ويتهمه زورا بتشويه الإسلام والقرآن ويضيف " هذا المعتوه واعوانه جلبوا لغزه الدمار كانت قضية فلسطين واصبحت قضية غزه ويقول (يخربون بيوتهم بأيديهم) الآيه: لكن الخراب وقع على غزه التي كانت آمنه واعادوا لها الاحتلال بحماقتهم واصبحوا مطاردين ومهجرين كالجرذان".
ويكمل " قصف مروع قد تسمع بدويه دول الجوار : يبدو ان اسرائيل مصممه ان تجعل غزه ركام ثم تنظفها وتجعلها مواقف سيارات لبيع المنتوجات الاسرائيليه من الخضروات والفواكه هذا ماجنته حماس وملثميها على غزه؟ كانت فلسطين القضيه الان اصبحت القضيه غزه".
ويقارن السعين أبو عبيدة بالمتحدث باسم حكومة الاحتلال مستهزءا "المتحدث بأسم الحكومه الاسرائيليه ليس ملثم يوجه رساله لاهل غزه ويدعوهم الى الاستسلام والقاء السلاح الذي لايخدم شعب غزه : لكنه قال لن تعود حماس لحكم غزه ونحن سنقوم بذلك: حماس لن تعود الى غزه وروني بطولاتكم يا المؤيدين ههههه".
وبيّن خيانته بالقول "القضيه الفلسطينيه ليست قضيه عربيه ولا قضيه اسلاميه ولا يوجد فيها مقدسات: يكفي كذب وتزوير بالتاريخ والدين: لايأتي فايز ابو شماله وعبدالباري عطوان وبدرصالح الرياطي وكمال الخطيب ويعلموننا ديننا: لم يرد ذكر فلسطين بالقران بتاتاً".
ويستمر في تخوين الشعب الفلسطيني بالقول " الفلسطينيين يتهمون العرب بالخيانه؟ ماهي العهود التي قطعها العرب على انفسهم حتى يخونونها ؟ الفلسطينيين يقولون انهم يدافعون عن الامه ماهي الامه التي يدافعون عنها؟ الفلسطينيين يخونون العرب ولم يدافعوا عن انفسهم وتضررت منهم عدة دول عربيه؟ كفاكم هرطقه واتهامات ؟".
بدر عبدالله السعدون، ومن منطلق ديني مفصل على مقاسه ومقاس أمثاله صنع لنفسه مقاربة ربط من خلالها أمر " رب العزة والجلال بالإحسان لـ أهل الكتاب اليهود والمسيحيين وطيب المعشر والتعايش وحتى الزواج على الكتابية، ولكن التعاهد والتعاضد والتحالف حماس مع القاذف للخلفاء الراشدين والتعرض لـ عرض زوج المصطفى ص خطيئة ربانية وربما من نواقض".
وهاجم منتقدي الأنظمة الخليجية والعربية على تخاذلها قائلا " لقد أثخنتوا التجاوز على الدول والقيادات وخنتوا الامتين العربية والإسلامية !! رب العزة والجلال (عادل) وما أصابكم إلا من فعل ايديكم (ليس الله بظلام للعباد) .".
ومتبنيا شعار الإسلام المعتدل بوجه الإسلام الراديكالي ندد السعدون بالصورة التي ساهمت في طبعها قوى المقاومة في فلسطين عن الإسلام لدى الرأي العام الغربي بالقول " سقوط مملكة أفغانستان كانت الشرارة الأولى لـ يتصدر بسطاء الفكر الديني (المشهد الإسلامي) فصنعوا هذة العبثية الفكرية ومليشيات أرهابية انطلاق من جماعات افغانستان والبعيد جبهة الإنقاذ الجزائرية وبعثت الروح بـ الاخوان المسلمين التي حاولت مصر وأدها ومن ثما آتت هذة الظواهر الشاذة بالجانبين السني والشيعي ونماذجها (القاعدة، حزب الله) مما رسم بعقل الغرب وغيرهم إرهابية الإسلام!".
فواز الفرحان، غرد على المنوال نفسه بالقول " حماس الإرهابية أجرمت بحق سكان غزة الأعزل وإتخذتهم دروعاً بشرية لعملياتها الصبيانيه وحولوا غزة إلى مقبرة كبرى وأثبتوا لكل العالم بأن دماء شعبها هو الأرخص بينما قادة حماس السياسيين يتنعمون بفنادق خمس نجوم وميليشياتها يختبئون في الأنفاق كالجرذان أي شخص يُساند حماس هو إرهـابي".
ارسال التعليق