قمة العار في دبي: كلّهم شركاء في الدم
لكل واع بطبيعة الدور الذي تشغله قطر، يدرك تماما بأن الصورة التي التقطت لـ"أميرها" مصافحا الرئيس الصهيوني في دبي ليست إلا صورة لواقع متجذر، يثبت بأن معظم ما يسمى دول الخليج العربي غارقة في علاقات تطبيعية مع الكيان المحتل، في الشكل والمضمون.
وكان مكتب الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ قد قال، الجمعة، أن الأخير "تحدث "مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتصافحا خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) المنعقد في دبي."
من جهتها، أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية:
تحالف الإمارات مع إسرائيل بما في ذلك استقبال رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ في الأراضي الإماراتية.
وعبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن استنكارها منح رئيس إسرائيل الفرصة للمشاركة في مؤتمر المناخ الأممي المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأبرزت الحركة أن الزيارة تأتي في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل وجيشها المجازر المروّعة وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، وتدمير الأحياء السكنية والمستشفيات والمساجد والكنائس والجامعات والمدارس، ولم تسلم منه حتى مقرات الأمم المتحدة.
وقالت الحركة “كنا نتمنى على الشقيقة دولة الإمارات (الدولة المستضيفة)، أن تبادر برفض دعوة الرئيس الإسرائيلي، حتى وإن كان هذا المؤتمر مؤتمراً دولياً”.
وأضافت “يتحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة كامل المسؤولية عن منح هذا المجرم، الذي يبرّر قتل المدنيين في غزة، الفرصة لاعتلاء منصة عالمية، بدلاً من مقاطعته، فضلاً عن محاسبته وجميع قادة الكيان على جرائمهم البشعة التي يرتكبها جيشهم النازي ضد الأطفال والمدنيين العزّل”.
وفي السياق أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأشد العبارات زيارة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى دولة الإمارات.
وقالت الحركة إن استقبال رئيس كيان مجرم يوغل في قتل أطفال فلسطين ونسائها، ويرتكب المجازر الوحشية بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية، هو تشجيع للكيان على مواصلة ارتكاب جرائمه.
وأضافت أنه من المستغرب أن تفتح عواصم عربية أبوابها لاستقبال نازيين مجرمين في وقت باتت شعوب الأرض قاطبة ترفض استقبالهم وتطرد سفراء الكيان من أراضيها.
ودعت حركة الجهاد الإسلامي حكومة الإمارات وشعبها إلى التراجع عن استضافة أي من مسؤولي إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي من أراضيها، وقطع العلاقات معها، احتراماً للمقدسات الإسلامية التي ينتهكها الكيان، ووفاء لدماء الشهداء والجرحى.
استياء شعبي:
إلى ذلك، أثارت اللقطة استياء بين العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لفت مدير المكتب السياسي لائتلاف 14 فبراير، الدكتور إبراهيم العرادي على حسابه في منصة "إكس" " مؤتمر المناخ في دبي هو مؤتمر تطبيعي جديد بعنوان كاذب.. رأينا جميعاً كيف يتهافت بعض حكام العرب للسلام على رئيس دولة الكيان الصهيونى الغاصب بلا خجل وحياء من الأرواح التي تزهق في غزة إن المراهن على الأنظمة والحكومات العربية لنصرة غزة والقضية الفلسطينية هو واهم ومضلل."
المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة قال "ربما نعي أكثر فأكثر ألّا فرق جوهري بين تيار التطبيع "السعودية والإمارات" وتيار التطبيع "تركيا وقطر". ربما الفرق الوحيد أنّ؛ الأول يريد السلامة لـ"إسرائيل" ولسانه يقطُر سُمّاً في وجه الفلسطيني، والثاني يريد السلامة لـ"إسرائيل" ولسانه معسول في وجه الفلسطيني.
الباحث الحقوقي عادل السعيد أكد على ما قاله أبو عزة بالقول "بالفعل، لا فرق جوهري. الدور الذي تلعبه قطر هو مرسوم ومحدد لها من قبل الأمريكي. أما أردوغان فهو يبيع العرب الكلام فقط، ومن الناحية العملية هو مع المحور الأمريكي."
أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، علي حجازي، تساءل "هل يجرؤ أحد في قناة الجزيرة التعليق على هذه الصورة التي جمعت اليوم أميرهم مع رئيس الكيان المؤقت؟؟؟ هؤلاء هم تجار القضية الفلسطينية…"
هذا وعلق حساب يوسف بالإلتفات إلى أنه "في هذه الأثناء يقتل 27 في غزة "ولو كانوا يؤمنون بالله و النبي وما انزل اليه ما اتخذوهم أولياء، ولكن كثيرا منهم فاسقون"
فارس الشهابي قال "تميم مع الرئيس الصهيوني الذي قال حرفياً انه لا يوجد أبرياء في غزة..! ألم نقل لكم ان قطر و قناة الجزيرة خدم عند المشروع الصهيوني..؟!"
الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي رأى أن "قمة المناخ هي من أجل الحفاظ على البشر. كل هؤلاء الزعماء اجتمعوا وهناك آلاف البشر يتم ابادتهم..الإنسانية كذبة كبيرة أمام هذا التوحش"
الإعلامي يحيى أبو زكريا علّق على الصورة المنتشرة بالقول "قمة العار يا قطر , هذه المصافحة وصمة عار في جبين قطر , يبدو أن كل الأعراب باعوا فلسطين و إن إدعو أنهم يخدمونها".
وانطلقت فعاليات "COP28" في إمارة دبي، الخميس، بمشاركة أكثر من 180 من رؤساء دول وحكومات من حول العالم، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وفد إيران ينسحب:
إلى ذلك، غادر الوفد الإيراني، والذي يقوده وزير الطاقة للجمهورية الإسلامية "علی أکبر محرابیان" مؤتمر التغير المناخي الدولي (كوب 28) في دولة الإمارات العربية المتحدة، مقرّ انعقاد هذا الاجتماع، وذلك احتجاجًا على حضور ممثلي الكيان الصهيوني المجرم فيه.
وكان "محرابيان" قد توجه، الخميس (30 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، على رأس وفد دبلوماسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث انعقاد مؤتمر التغير المناخي (كوب 28)، وسط تداول أنباء بشأن عدم حضور ممثلين عن الكيان الصهيوني في هذا الاجتماع.
وفي سياق متصل، توقع المحلّلون أن الاحتلال لن يجازف عبر المشاركة في اجتماع المناخ الدولي، وذلك بعد أيام قليلة من جرائمه المروعة في قطاع غزة.
إلى ذلك، صرّح وزير الطاقة الإيراني، قبيل مغادرة قاعة المؤتمر يوم الجمعة، أن التقديرات كانت تشير إلى احتمال عدم حضور عدد مهمّ من ممثلي الدول المدعوة لهذا الاجتماع، بمن فيهم ممثلو الكيان الصهيوني.
واضاف الوزير أن: "وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان يهدف إلى اغتنام الفرصة، عبر حضوره في هذا الاجتماع الدولي نظرًا لأهميته، إلى تسليط الضوء على الظروف داخل قطاع غزة وإجراء مفاوضات مع مسؤولي ووفود الدول المختلفة من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، لكن الأنباء الواردة أشارت إلى توجّه رئيس الكيان الصهيوني نحو البلد المستضيف من أجل الحضور في هذا الاجتماع".
وأكمل محرابيان: "وعليه؛ فقد رأى الوفد الإيراني أن الحضور المسيّس والتحيز غير المبرر للكيان الصهيوني المزيف، في مؤتمر التغير المناخي الذي يرتكز على تقييم أداء المجتمع الدولي وتقدمه في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، يتعارض وأهداف واستراتيجيات هذا المؤتمر"؛ لهذا قرر مغادرة قاعة الاجتماع تعبيرًا عن احتجاجه لهذا الأمر".
يذكر أنّه بالتزامن مع زيارة رئيس الكيان الصهيوني لدولة الإمارات، من أجل الحضور في مؤتمر التغير المناخي، بدأت موجة جديدة من الغارات الصهيونية على رؤوس المدنيين في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات منهم.
طلب عربي لمنع وقف الحرب:
قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، الخميس، إن دولاً عربية تطالب إسرائيل بعدم وقف الحرب في غزة دون هزيمة حركة حماس.
وبحسب ما جاء في مقال لـ”هرئيل” في الصحيفة العبريّة فإنّ “الدول السنية في المنطقة تتحدث بصوتين. وبشكل علني، جزء منها، مثل مصر والأردن، تلائم نفسها مع الرأي العام في بلدانهم وتندد بقتل المدنيين في العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “من وراء الكواليس، جميع قيادات المنطقة تقريبا، وبضمنها معظم دول الخليج، تطالب إسرائيل بإنهاء الحرب بهزيمة حماس فقط، التي ينظرون إليها كعدو داخلي خطير”،حسب قوله.
وبحسب المحلل العسكري، فإن الولايات المتحدة “تسعى إلى فرض كوابح على خطوات عسكرية إسرائيلية. لكنها لا تحاول في هذه المرحلة أن تفرض على إسرائيل صفقة أو منعها من مواصلة العملية العسكرية في القطاع”.
ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولهم إن “المشكلة هي أنه في غضون أيام معدودة ستجد إسرائيل نفسها تقترب من الحائط. وحماس ستنتهي من إعادة المخطوفين المشمولين في القائمة الأولى، الأمهات والقاصرين والمرضى والجرحى، أو ستعلن أنها لا تنجح في العثور على بعضهم”.
ارسال التعليق