لال سعود دور تاريخي بالتآمر على القضية الفلسطينية
بيّن السيد حمزة الشاخوري، عضو “لقاء المعارضة في الجزيرة العربية” أن أصل نشأة كيان ال سعود في المنطقة كان لخدمة أجندة وظيفيّة للإنكليز وأحد مقدّمات نكبة 1948 ونشوء الكيان المؤقت.
ولفت إلى الدور الذي لعبه ال سعود تاريخيّاً بالتآمر على فلسطين، لا سيما عبد العزيز وأبنائه، وتحديداً في مطلع القرن العشرين، حين وافقوا على ما رفضه الشريف حسين، وهو عرض الإنكليز إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وكان ذلك في مؤتمر لندن عام 1939.
ومنذ ذلك الحين يستمر التآمر السعودي على قضايا العرب والمسلمين وفي مقدمتها القضيّة الفلسطينيّة، لا سيما خلال اتفاق كامب ديفيد ووصول الرئيس المصري أنور السادات إلى عقر الكيان المؤقت ولقائه مع الصهاينة وعقد اتفاق السلام معهم.
بحسب تصريحات الشاخوري، هناك الكثير من المحلّلين السياسيين يشيرون إلى دور سعودي دفع أنور السادات على توقيع اتفاق السلام مع العدو.
وتابع، لاحقاً قدّم الملك فهد في عام 1981 مبادرة عقب طرح إنكليزي وأمريكي لمخطط إقامة شرق أوسط جديد، ثم اضطر السعوديون لتعويم هذه المبادرة.
الواقع أن السعوديين حتى في المبادرات التي يقدّمونها يمرّرون طروحات الغرب لكنهم يصيغونها بألفاظ معدّلة عربياً وإسلامياً، خاصة وأن الرياض كانت لا تزال في ذلك الحين ترفع لواء الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ولذلك كانت تلطّف طروحات الغرب. لكن المبادرات السعودية في جوهرها كانت خطّة غربيّة تمرّرها “السعودية”. وكان من أهدافها خداع شعوب العالم الإسلامي، لكن هذه المبادرة اصطدمت برفض شعبي وعربي لا سيما من قبل سوريا والأردن والمغرب والجزائر، وهو ما جعل السعوديون يعودون لتعويم المبادرة في نوفمبر عام 1981.
وعن الضغوط التي كانت تمارس على الفلسطينيين للقبول بالتنازلات، أكّد المعارض السياسي الدور السعودي المشؤوم في المنطقة بالتآمر على المسلمين، وأموال النفط التي تتدفّق بين أيديهم لشراء الذمم والمواقف والحكومات، وابتزاز المنظّمات والأحزاب وتمرير اتفاقيّات السلام مع الاحتلال.
وأضاف، كلّها مثّلت ضغوط على القوى الفلسطينية، فمنذ مطلع القرن العشرين بدأ الدور السعودي يمضي بهذا الاتجاه، بما في ذلك قبول عبد العزيز بما رفضه الشريف حسين أي القبول بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مقابل 100 ألف جنيه استريليني تقدمها بريطانيا. الرئيس الراحل ياسر عرفات تعرّض أيضاً لضغوط كبيرة من الجانب السعودي، بما في ذلك قبوله باتفاقية السلام، وفق الشاخوري.
الحكام السعوديون توارثوا التآمر على القضيّة الفلسطينيّة، بالنظر إلى دورهم الوظيفي، فلولا هذا الدور كان الأمريكيون سيتخلّون عنهم منذ زمن وتخلّفوا عن حمايتهم، وقد عبّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن ذلك بالقول إنه لولا حماية واشنطن لما بقي النظام السعودي لساعة، بل لكان آل سعود تحدّثوا الفارسيّة.
وتابع الشاخوري، لا بدّ من التوقّف عند الدور الذي مارسه تركي الفيصل حينما كان يتولّى رئاسة الإستثمارات السعودية، أو لاحقاً حينما تحوّل إلى سفير في لندن وواشنطن، إلى جانب المحاضرات التي كان يحضرها علناً مع الصهاينة، سواء تحت مسمى تلاقي ثقافات وما إلى ذلك. تركي الفيصل كان وجهاً بارزاً في لقاء الصهاينة وحضور مؤتمراتهم، ومصافحتهم، وهذا كان من مقدّمات صفقة القرن والدور السعودي اللاحق في هذا الصدد بما في ذلك لقاء محمد بن سلمان مع نتنياهو. الدور السعودي التآمري على القضية الفلسطينية برز تاريخياً في شراء الأراضي من الفلسطينيين تحت أسماء شركات عربية إلى جانب الإماراتيين، وقد ساعدوا بذلك الصهاينة للإستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
المعارض البارز أكّد في هذا السياق، أن أهالي القطيف والأحساء هم جزء من شعوب المنطقة وبالتالي فإن التضامن مع القضايا المركزية هو تفاعل مبدئي وواجب شرعي تدفعنا له المنطلقات الدينية والحسّ القومي والعربي. ولفت إلى أنه ثمّة في المنطقة أطياف سياسية مختلفة فهناك يسار وقوميّون ناصروا القضيّة الفلسطينيّة وهناك الكثير من أبناء شبه الجزيرة العربيّة قاتلوا إلى جانب القوات العربية في بدايات الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وذكر الشاخوري الشيخ حسن علي بدر الذي أفتى بوجوب مساندة المجاهدين في ليبيا والاستعمار الإيطالي هناك، إذاً كان هناك تفاعل عربي قومي كبير مع القضايا المركزية.
وأضاف، أذكر مثلاً خلال الثمانينيات كان يُكتفى بالدعوة إلى الصيام تضامناً مع القضيّة الفلسطينية في غير أيام شهر رمضان المبارك، تضامناً مع السجناء أو خلال الانتفاضة كشكل من أشكال التضامن مع القضيّة الفلسطينيّة.
أما عن شهداء فلسطين في القطيف والأحساء، فقال السيد الشاخوري قد سقط الكثير من الشهداء في القطيف والأحساء على طريق تحرير فلسطين، من بينهم الشهيد عبد اللطيف القطّان، الذي برزت مواقفه في حضور المسيرات ومواكب العزاء التي ترفع فيها شعارات مؤيدة للقضيّة الفلسطينية، وكان يسعى إلى إعاقة ملاحقة أجهزة الأمن للمتظاهرين واعتقل بسبب ذلك، ثم استشهد في عمر الثالث والعشرين.
وهذا برأيه دليل آخر على مستوى تفاعل المنطقة مع القضية الفلسطينية، إذ إن الأمر لم يقتصر على كبار السن ومن عاصروا لحظات الاحتلال، إنما هو متوارث من جيل إلى آخر.
ارسال التعليق