لتواطؤها مع السعودية.. دعوة لحرمان "إكس" من الخدمات المصرفية
دعا مكتب محاماة يمثل عائلة ضحية سعودية مسؤولين أمريكيين إلى عدم منح شركة "إكس" (X)، "تويتر" سابقا، تراخيص لتقديم خدمات مصرفية؛ وذلك لتواطؤها مع السعودية في الكشف عن هويات مستخدمين سعوديين للمنصة، بحسب تقرير لستيفاني كيرشغايسنر في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد".
ومكتب محاماة "Walden Macht & Haran LLP" يمثل أريج السدحان، وهي ناشطة سعودية أمريكية تتهم الإدارة السابقة للمنصة بالكشف عن بيانات المستخدمين السرية، بناء على طلب السلطات السعودية، ما أدى إلى التجسس وملاحقة شقيقها عبد الرحمن (سعودي أمريكي) عبر الإنترنت، مما أسفر عن اعتقاله.
وعبد الرحمن عامل إغاثة سابق في الهلال الأحمر السعودي، واختفى قسريا منذ عام 2021، ولاحقا قضت محكمة سعودية بسجنه 20 عاما وحظر سفره 20 عاما أخرى؛ بتهمة استخدام حسابه المجهول على المنصة للسخرية من العائلة المالكة.
وتعتزم " Twitter Payments LLC"، وهي شركة تابعة لشركة "إكس"، التقدم بطلب للحصول على تراخيص تحويل الأموال عبر الولايات المتحدة.
وفي رسالة مفتوحة أرسلها إلى المدعين العامين والمفوضين المصرفيين في 50 ولاية أمريكية، دعا مكتب المحاماة إلى حرمان الشركة من الخدمة المصرفية؛ بسبب تواطؤها المزعوم في انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال مالك شركة "إكس"، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إن الشركة تريد أن تبدأ في تقديم الخدمات المالية، مثل السماح للمستخدمين بإجراء مدفوعات عبر شركة التواصل الاجتماعي.
والخطة المصرفية عنصر مهم في جهود ماسك لزيادة إيرادات الشركة، بعد استحواذه المثير للجدل عليها بقيمة 44 مليار دولار في العام الماضي، كما أضافت ستيفاني.
حملة قمع
مكتب المحاماة قال إن "سلوك منصة إكس السابق والحالي يستحق "تحقيقا جادا ودقيقا"، بما في ذلك الادعاءات بأن تصرفها، بتوجيه من السعودية، أدى إلى تعزيز حملة القمع العابرة للحدود الوطنية التي قامت بها المملكة، وفقا للرسالة التي حصلت عليها الصحيفة.
وأعرب المكتب عن اعتقاده بأن شركة "إكس غير صالحة للحصول على تراخيص تحويل الأموال"، داعيا السلطات الأمريكية إلى "التحقيق بشكل كامل في سلوك تويتر السابق وتشابكاته المالية مع السعودية".
وشدد على أن "الحملة التي قامت بها السعودية لاختراق تويتر وتحديد المستخدمين الذين كانوا ينتقدون حكومتها على الإنترنت بشكل مجهول، أدت إلى اعتقال وتعذيب وسجن عبد الرحمن السدحان".
وفي عامي 2014 و2015، تم اختراق مقر الشركة في كاليفورنيا من جانب ثلاثة عملاء سعوديين، اثنان منهم تظاهرا بأنهما موظفين في "تويتر"، وتم التعرف على عبد الرحمن والآلاف من مستخدمي تويتر السعوديين المجهولين الآخرين، وورد لاحقا أن بعضهم تعرضوا للاعتقال والتعذيب، وفقا لستيفاني.
وجاء في الرسالة: "بينما احتجت تويتر بأنها كانت ضحية لسوء سلوك موظفيها، فإن الأدلة تحكي قصة مختلفة تماما"، وهي أن الشركة وافقت على الطلبات السعودية للحصول على معلومات سرية، وبينها "إفصاحات طارئة على شكل "أعداد كبيرة" من مستخدمي المنصة.
وفي 2016، تمت الموافقة على 85% من هذه الطلبات، كما يقول المحامون، وهو معدل موافقة أعلى بكثير من معدل الموافقة في كندا والولايات المتحدة، مشيرين إلى أن السعودية هي ثاني أكبر مستمثر في "إكس"، وأن ماسك كان على علم بالإجراءات السعودية بشأن المعارضين لها.
وتعتقد وزارة العدل الأمريكية أن السعوديين تمكنوا من الوصول إلى البيانات السرية لنحو 6 آلاف من مستخدمي "تويتر".
ووفقا لمكتب المحاماة فإن مدى ملاءمة "إكس للحصول على تراخيص الخدمات المالية، تشمل ما إذا كان يمكن الوثوق بها للالتزام بالقوانين الفيدرالية وقوانين الولايات التي تحمي بيانات المستهلك وسجلاته".
ويواجه مكتب المحاماة مهمة صعبة، فبالفعل وافقت الجهات التنظيمية المصرفية في ثماني ولايات أمريكية على طلبات الترخيص لمدفوعات "إكس"، كما تابعت ستيفاني، التي لفتت إلى أن الشركة رفضت التعليق على ادعاءات السدحان، التي أقامت دعوى قضائية في منطقة شمال كاليفورنيا.
ارسال التعليق