محاولة محو دول الخليج وسقوط ابن سلمان
نشر الناشط السعودي سعيد بن ناصر الغامدي، لمحات من كتاب “محمد بن سلمان إيكاروس السعودية” الذي أصدره الكاتب ديفيد أوتوي، ويتحدث فيه عن تجاربه مع ملوك السعودية من الملك فيصل حتى الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويتضمن الكتاب، معلومات مهمة عمّا دار خلف الكواليس ويدور الآن، ويشمل لمحة عن الأهداف الأمنية والاستراتيجية للسعودية منذ السبعينات وحتى الآن مع بدء سيطرتها على منظمة “أوبك” ثم سيطرتها على منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي ثم طرحها مبادرة لحل الصراع الفلسطيني مع الاحتلال.
ويتطرق الكتاب إلى محاولة السعودية محو دول الخليج الخمس حتى إنشاء مجلس التعاون، ويتحدث عن الصراع الإيراني السعودي منذ الخميني، والأزمة اللبنانية.
وفي الكتاب أيضًا خلاصات مهمة عن تاريخ اعتماد السعودية على الولايات المتحدة، واعتماد مبادئ النفط مقابل السلاح ومقابل بقاء الأسرة السرية أسرة آل سعود التي تمتلك مليارات البراميل النفطية وأضعافها من الأموال.
كما يشمل الكتاب نماذج عن مشروعات وخطط التمنية التي تسير على منوال واحد من عهد الملك فهد إلى الملك سلمان، تقوم على الدعاية والتضخيم والضخ المالي.
ويقول الناشط السعودي الغامدي عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “إيكاروس الذي جعله المؤلف نموذجا لمحمد بن سلمان عبارة عن أسطورة رومانية تتحدث عن أب وابنه احتجزا عقوبة لهما في إحدى الجزر، وللهرب من الاحتجاز، ابتكر الأب فكرة تثبيت جناحين على ظهره ومثلهما على ظهر ابنه ولصقها بالشمع لكنه حذر الابن من مغبة الاقتراب من الشمس أو البحر كي لا يذوب الشمع”.
ويضيف: “الابن حلق مقتربا من الشمس فتهاوى صريعا كما هو حال بن سلمان الذي يصفه الكتاب بأنه سقط في المياه ويحاول النجاة بنفسه على الأقل على المستوى العالمي مع تراجع علاقاته مع دول الخليج والمنطقة العربية عمومًا ودول منظمة التعاون التي تجمع 58 دولة ذات غالبية مسلمة”.
ويتابع: “(يشير الكاتب) إلى تراجع علاقات محمد بن سلمان بالولايات المتحدة خصوصًا رغم إعلان تحالفه مع إسرائيل والترسيخ العجول للمظاهر الغربية بديلا عن المظاهر الدينية”.
وعمل أوتاوي على رصد عجز السعودية عن إبراز قوتها العسكرية بدون دعم الولايات المتحدة واعتماد المملكة على الولايات المتحدة لتحقيقه، لكنه أشار إلى أن هذا الهدف انخفض اليوم مما كان عليه خلال الأعوام 1990- 1991، خلال فترة حرب الخليج التي تطلبت إرسال 500 ألف جندي أمريكي للدفاع عنها وتحرير الكويت.
كما يشرح الكاتب كيفية وصول محمد بن سلمان إلى السلطة وسيرته الذاتية والتعريف به وبوالدته وما يعرف عنه بتمايزه عن باقي أقرانه، وكيف تمكن من تحقيق صعود استثنائي وسريع.
وفي الفصل الثامن، يصف الكاتب السقوط الدراماتيكي لمحمد بن سلمان من المباركة الدولية، وأشار إلى الخطأ الذي ارتكبه بمقتل الصحافي جمال خاشقجي بطريقة وحشية تسببت في استعداء الموقف الدولي له بسبب فعلته.
ومقتل خاشقجي ليس الحالة الوحيدة المثيرة للغضب من ملف حقوق الإنسان بالسعودية، فمنذ 2015 شهدت المملكة ارتفاعا مفزعا في عمليات الإعدام.
وشهد عام 2019 فقط إعدام 184 سجينًا، وفي 12 مارس الماضي تم إعدام 81 فردًا في يوم واحد.
ارسال التعليق