مدينة سياحية في البحر الاحمر للتحرر من كل الاحكام والقيود
أعلنت السعودية عن خطط لبناء وجهة سفر «شبه مستقلة» على شكل منتجع ضخم؛ حيث سيكون الدخول إليه بدون تأشيرات، ويمكن التخلي عن القيود المفروضة على ملابس النساء، والفصل بين الجنسين، وغيرها من التقاليد المحافظة، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتدبرس» للأنباء.
وسيشمل المنتجع -المعروف باسم «مشروع البحر الأحمر»- مناطق لممارسة رياضة الغوص، وتسلق الصخور، ومشاهدة الشعاب المرجانية، ومحمية طبيعية، وفنادق فاخرة، ومعالم أخرى شبيهة بتلك المتواجدة في جزر المالديف من جزر وبحيرات خلابة.
ولم ترد الهيئة السعودية للسياحة على الفور على طلب «أسوشيتد برس» لمزيد من التفاصيل حول القواعد، التي ستحكم السياحة في المشروع الجديد.
وسيتم تطوير المنتجع برأس مال أولي من «صندوق الاستثمارات العامة» (صندوق الثروة السيادية) في السعودية، قبل فتح المجال أمام مستثمرين أجانب.
وقال الصندوق، الإثنين، إن المشروع سيتم بناؤه على امتداد 180 كلم (112 ميلا) بين مدينتي أملج والوجه على السواحل الغربية للمملكة (ساحل البحر الأحمر)، وسيضم نحو 50 جزيرة.
والمشروع مصمم خصيصا للمسافرين العالميين الفخامة، الذين يبحثون عن سفر العافية؛ وهو نوع من السياحة المرتبطة بالرفاهية الشخصية والصحة.
ولفت الصندوق إلى أن المشروع سيجذب أسماء رائدة في عالم الفنادق، والتي ستجلب معها الجيل القادم من السياحة؛ بشكل يفتح ساحل البحر الأحمر السعودي أمام السائحين من جميع أنحاء العالم.
ويرأس «صندوق الاستثمارات العامة»، الذي يتولى تطوير المشروع، ولي العهد «محمد بن سلمان»؛ الأمير الشاب الذي يشرف على ما يقول إنها خطة إصلاح جذري للاقتصاد تهدف إلى تقليل اعتماده على النفط، والتي تُعرف باسم «رؤية السعودية 2030».
وتعد السياحة جزءا رئيسيا من تلك الرؤية، والتي تشمل تنويع أشكال السياحة بخلاف السياحة الدينية القائمة على شعائر العمرة والحج.
ويخطط القائمون على «مشروع البحر الأحمر» أن يدر عائدات سنوية تبلغ 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار)، مع خلق 35 ألف فرصة عمل.
وكانت العائلة الحاكمة في السعودية، التي أسست شرعية حكمها، على الدين، والتقاليد المحافظة، بدأت منذ ظهور «محمد بن سلمان» في دائرة الحكم في العام 2015، في خطوات تمثل تخليا عن بعض تلك التقاليد المحافظة؛ الأمر الذي جلب انتقادات حادة من جانب المدافعين عن التيار المحافظ.
وشمل ذلك العام الماضي، إنشاء ما يُعرف بـ«الهيئة العامة للترفية» بتاريخ 7 مايو/أيار 2016، والتي نظمت في الأشهر الأخيرة أنشطة وفعاليات شملت حفلات راقصة وغنائية، في مدن سعودية بينها جدة (غرب) والرياض (وسط) والدمام (شرق)؛ وهو ما رأي فيه التيار المحافظ «تغريباً» و«مسخاً» لهوية المجتمع السعودي المحافظ بطبعه، بينما دافع عن الهيئة التيار الليبرالي بشدة.
كما بات «صندوق الاستثمارات العامة» المستثمر الرئيسي في شركة «سكس فلاغز»، مدينة «سيكس فلاجز»، أكبر مجموعة منتزهات ترفيهية في العالم، والتي حصلت العام الماضي على الضوء الأخضر لبناء مدينة ترفيهية جديدة ستكون الأولى من نوعها في المملكة.
ومن المقرر أن تنطلق أعمال البناء في «مشروع البحر الأحمر» في الربع الثالث من العام 2019، في مرحلة أولى سيتم خلالها توسيع المطار، وبناء فنادق ومنازل فخمة.
ويتوقع أن يتم الانتهاء منها في الربع الثالث من العام 2022.
ارسال التعليق