مسلسل ‘أم هارون’ التطبيعي.. قلادة ابن سلمان لتنويم المجتمع العربي
الدراما.. محطة جديدة في مسار قطار التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني الذي يقوده وبسرعة كبيرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وزبانيته.
مسلسل جديد من انتاج مجموعة “MBC” السعودية من المقرر عرضه في شهر رمضان، يروج لفكرة مظلومية اليهود في الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، خلال حقبة الاربعينيات من القرن الماضي. ويتحدث عن حياة امرأة يهودية عاشت في دولة خليجية، ويزعم تعرضهم للمعاناة والاضطهاد بسبب ديانتهم المختلفة عن بيئتهم ومحيطهم الاجتماعي، ويظهر الحاخامات اليهود بلباسهم التلمودي.
من خلال هذا المسلسل تريد الرياض على ما يبدو تقديم الكيان الاسرائيلي على أنه مجتمع يجمع اليهود الذين ظلمتهم مجتمعاتهم وتعرضوا فيها للاضطهاد، واظهاره على كمجتمع يعاني الظلم والاضطهاد، بهدف زرع فكرة التطبيع وتقبل الكيان الصهيوني في المجتمع العربي المحيط به، من خلال اثارة مشاعر التعاطف معه، وبالتالي اجتثاث المقاومة والقضية الفلسطينية والقضاء عليهما بشكل ناعم وممنهج، أو كما يقول الايرانيون "ذبحهما بقطنة".
باصرار كبير تعمل قناة “MBC” على ترويج المسلسل وتكثيف عرض اعلاناته الترويجية لاقحامه في قائمة المسلسلات الرمضانية للمتابعين وجذب اكبر عدد من المشاهدين له، خطوة لا يمكن اعتبارها عفوية ولا أخذها بنية حسنة، وأقل ما يمكن القول فيها أنها محاولة لزرع فكرة المسلسل التطبيعية في أكبر عدد ممكن من المشاهدين ليس فقط الخليجيين وانما العرب ككل.
العمل الدرامي "ام هارون"، ليس الأول سعوديا في هذا المجال، فقد سبقه مسلسل "العاصوف" الذي اورد فكرة تقبل المجتمع الاسرائيلي وامكانية التخلي عن فكرة المقاومة "مرحليا"، وامتطاء القضية من اجل الوصول الى هدف اخر. في خطوة كانت جديدة من نوعها في فرض فكرة التخلي عن القضية الفلسطينية، مقابل قضية مرحلية، يمكن تطبيقها على قضايا أقل أهمية في مراحل مقبلة.
ما يمكن الحديث عنه في هذا الاطار هو خطورة التطبيع الثقافي في تلقين المشاهد العربي فكرة التطبيع من خلال اقحامه في اللاوعي، وبالتالي سهولة تقبل الكيان الاسرائيلي كأمر واقع عند أول خطوة علنية للتطبيع.
قطار التطبيع الذي يقوده ابن سلمان على خط الرياض - تل أبيب، لن يتوقف سريعا على ما يبدو، لا سيما بعد مروره بمحطات عدة حتى الآن، أبرزها العسكرية والتي تمثلت بعقد الرياض صفقة شراء منظومة القبة الحديدة الاسرائيلية، وما تبعها من صفقات اسلحة متنوعة؛ أو محطة التطبيع الاقتصادي الذي تمثل في السماح للتجار الصهاينة بدخول السعودية ومزاولة التجارة بين كيان آل سعود والكيان الصهيوني. كما لا يمكن اغفال محطة الاعلام الذي دخلها القطار وبقوة وأحدث فيها ضجّة كبيرة من حيث ترويج الاعلاميين السعودين للتطبيع لا سيما المعروفين بتبعيتهم المطلقة للبلاط الملكي، وما تبعها من استنكار عربي اسلامي كبير.
كل ذلك يدور في فلك محاولات ابن سلمان لتلميع صورة الكيان الصهيوني في محيطه العربي، بما يخدم مآربه في الوصول الى عرش المملكة، والحفاظ على منافعه الخاصة، من خلال شراء دعم مجموعات الضغط في كل من اميركا والكيان الاسرائيلي كالموساد، لتقديمه كصديق "لإسرائيل"، على حساب أي شيء يمكن أن يقف في طريق تحقيق هذا الهدف، مهما كان.
ارسال التعليق