مشروع قطار «الحجاز – حيفا».. التطبيع مع «إسرائيل» والتأثير على قناة السويس
يسعى الكيان الصهيوني للحصول على اعتراف المجتمع العربي بدولته المزعومة وطبيعة وجوده فى المنطقة، من خلال زيادة العلاقات السياسية والاقتصادية، حيث تحدث وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في مقابلة صحفية مع موقع إيلاف السعودي، عن اقتراح فكرة إحياء مشروع قطار الحجاز، الذي يربط بين ميناء حيفا ودول الخليج العربي؛ بهدف إيجاد طريق مختصر وبأقل تكلفة لنقل واستقبال البضائع من دول الخليج إلى أوروبا وأمريكا، عبر البحر المتوسط؛ في محاولة لتطبيع العلاقات بين دول الخليج العربي والكيان الصهيوني.
إحياء المشروع ومحاولات التطبيع
بدأت فكرة مشروع قطار الحجاز منذ أكثر من مائة وخمسين عامًا إبان الحكم العثماني، عندما اقترح مهندس أمريكي من أصل ألماني إنشاء خط سكك حديد يربط بين دمشق وساحل البحر الأحمر، إلا أن الفكرة وقتها لم تلقَ الاهتمام الكافي، ثم تم عرضها أكثر من مرة، لكن كانت تتوقف دائمًا؛ نظرًا لضخامة المشروع وارتفاع تكلفته.
الوزير الصهيوني كاتس اقترح إحياء إنشاء قطار يربط بين ميناء حيفا والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها، عبر مدينة بيسان على الحدود مع الأردن، ثم إلى معبر الشيخ حسين، وإكمال السكك لمنطقة إربد والمرفق الأردنيتين، ثم إلى السكك الحديدية السعودية. وقال كاتس: “أريد إحياء قطار الحجاز من جديد، وهذا ليس حلمًا على الإطلاق، هذا قد يكون واقعًا قريبًا جدًّا، اذا توافرت الإرادة”، وأضاف أنه عرض الفكرة على الحكومة الإسرائيلية التى بدورها وافقت على الفكرة، وأنه يجري الآن اتصالات مع شركات صينية للبدء في العمل.
ولفت الوزير الإسرائيلي إلى أن هذا الاقتراح موجه إلى دول الخليج؛ لإيجاد طريق مختصر عبارة عن بضع كيلومترات؛ لنقل واستقبال بضائعهم من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية عبر البحر المتوسط وبتكلفة أقل، في ظل التكاليف الباهظة لنقل البضائع عبر باب المندب ومضيق هرمز، إلى جانب التهديد الأمني الذي تتعرض له عملية النقل حسب زعمه.
تأثير المشروع على قناة السويس
يرى بعض المحللين أن إقامة مشروع قطار الحجاز سيكون له ضرر كبير على قناة السويس؛ باعتبارها الممر الرئيسي لنقل البضائع في المنطقة، وسيكون له تأثير كبير على المنطقة العربية كلها؛ نظرًا لاشتراك الكيان الصهيونى فيه، فمنذ زمن طويل وإسرائيل تتحين الفرصة لتحويل طريق النقل البحري الرئيسي إليها بدلاً من قناة السويس؛ حتى يصبح للكيان الصهيوني دور أساسي ومؤثر في المنطقة ككل، ليس سياسيًّا وعسكريًّا كما هو الحال الآن، بل اقتصاديًّا أيضا، خاصة وأن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو صرح، فى وقت سابق، أن مشروع القطار السريع سيوفر بديلاً عن قناة السويس؛ لتصيح صحراء النقب شريان النقل الرئيسي، الذي يربط الشرق الأقصى مع حوض البحر المتوسط.
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد عطا الله خبير القانون الدولي لـ”البديل” إن القطار المزمع إنشاؤه لا يمكن أن يكون بديلاً لقناة السويس، ولن تتأثر حركة نقل البضائع القناة إذا تم تنفيذ المشروع، نظرًا لحجم وطبيعة البضائع الممكن نقلها عبر القطار، لافتًا إلى أن أغلب بضائع الخليج لا تمر من قناة السويس.
وأشار عطا الله إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الوفد البحريني لإسرائيل، والتي تعد إشارة وجود تعاون وتحالف بين بعض دول الخليج وإسرائيل، إلى جانب وجود تعاون استخباراتي، وأنه لا يستبعد أن يكون هناك تعاون اقتصادي؛ ومن ثم يحدث اتفاق بين دول الخليج وإسرائيل، وينفذ المشروع، خاصة وأن السياسة لا تعرف المستحيل.
بقلم : محمد فوزي
ارسال التعليق