منذ ابن سلمان وبايدن لم تعد أمريكا والسعودية على وفاق
نشر موقع “ميدل آيست مونيتور” البريطاني مقالًا مهمًا طرح أسئلة بشأن إمكانية تبني محمد بن سلمان للشراكة مع الصين، مقابل إلغاء الشراكة مع أمريكا.
وقال الموقع الشهير إن ابن سلمان يخاطر باللعب في جمع العلاقة بين البلدين المتنافسين، متسائلة: “هل ينجح في ذلك؟”.
وبين أن الأيام المقبلة ستُظهر لنا ما إذا كانت إدارة جو بايدن تخطط إلى القيام بتحوّل استراتيجي تجاه السعودية، وهل يتجاوز ابن سلمان التحدي الكبير.
وذكرت أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الصين؛ أثارت غضباً أمريكياً.
وأشار الموقع إلى أنه من الواضح أن زيارة الرئيس الصيني شيء جينغ بينغ ستسبب مشكلة بالعلاقة بين واشنطن والرياض.
منذ 1945؛ كانت الأمور تسير على ما يرام بعلاقات السعودية وأمريكا.
لكن منذ أن أصبح ابن سلمان وليًا للعهد في 2017، ودخل بايدن للبيت الأبيض في 2021؛ لم تعد واشنطن والرياض على وفاق كما كانتا سابقًا.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن المحادثات بين السعودية والصين بشأن تسعير عقود النفط بعملة اليوان الصيني؛ يحتمل أن تتسبب تمزقاً جديداً في علاقات الرياض مع واشنطن.
وذكرت الصحيفة أن الغرب يدقق بزيارة الرئيس الصيني إلى السعودية؛ بحثاً دلالات بشأن السياسة الخارجية للمملكة، ومعرفة مكانة الصين بالشرق الأوسط.
ونقلت عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تجاهل التحذيرات المتكررة من المسؤولين الأمريكيين.
وأوضح أن التعاون في مجال الدفاع والاتصالات مع الصين؛ سيضع سقفًا لقدرة واشنطن على التعاون مع شركائها في المنطقة”.
وقبل أيام، بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية منذ 6 سنوات، وسط استقبال رسمي كبير له، وتحذير أمريكي لبكين.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية إن الزيارة تأتي بعد 5 أشهر من تحذير واشنطن لبكين بأنها لن تتنازل عن الشرق الأوسط.
وذكرت أن رسالة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الزعماء العرب المجتمعين خلال زيارته السعودية في يوليو 2022.
ووفق الصحيفة، جاء فيها “لن نترك فراغًا تملأه الصين أو روسيا أو إيران، أمريكا لن تذهب إلى أي مكان”.
وأكدت أن “الصين تمكنت من تحريك السعودية نحوها، وحققت نصر مزدوج؛ لأنها جلعت الرياض تبتعد عن واشنطن أيضاً”.
وكان باستقبال جين بينغ مطار الملك خالد الدولي أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، ومسؤولين سعوديين والسفير الصيني بالرياض.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه سيُعقد خلال الزيارة قمة سعودية-صينية برئاسة الملك السعودي ورئيس الصين، ومشاركة محمد بن سلمان.
وستستمر زيارة الرئيس الصيني -وهي الأولى له منذ عام 2016- لـ3 أيام، وسيشارك خلالها في قمتين، خليجية-صينية وعربية-صينية، يحضرهما قادة دول المنطقة.
ورجحت “واس” توقيع الوفد الصيني اتفاقات مع الرياض بقيمة 30 مليار دولار، مع اتفاقيات مع دول عربية أخرى.
ومؤخرا، توقعت صحيفة “الغارديان” البريطانية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية خلال الأسبوع المقبل، للقاء ولي عهدها محمد ابن سلمان.
وذكرت الصحيفة أن الرياض تخطط لإقامة حفل استقبال ضخم يشبه حفل ترامب، ويتناقض مع الترحيب الممنوح لخلفه جو بايدن.
وأشارت إلى أن ذلك يعكس النفور الشخصي بين جو بايدن وابن سلمان.
وبينت الصحيفة أن أول زيارة خارجية لجين بينغ ستكون للسعودية، لتظهر تعزيز العلاقات بينهما وصورة الصين كحليف للمملكة.
ونبهت إلى أن ذلك يأتي في وقت تستمر العلاقات مع واشنطن بالانحراف.
وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين الصين والسعودية تعمقت مع تراكم نفوذ ابن سلمان.
وقالت إن حكومته دافعت عن معاملة الصين القاسية لأقلية المسلمين الإيغور، ما جعلها على خلاف مع أمريكا بشأن قضايا حقوق الإنسان الرئيسية.
فيما قال معهد CATO الأمريكي للدراسات إن السعودية ستدفع الثمن إذا تحرك أفراد العائلة المالكة نحو روسيا والصين، ما سينتج عنه غضب واسع بالولايات المتحدة.
وذكر المعهد في تقرير أن التوترات بين السعودية وأمريكا ستزداد وفي نهاية المطاف يعرف أفراد العائلة المالكة أنهم يحتاجون واشنطن أكثر بكثير مما تحتاجهم.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات ليسا دولتين طبيعيتين، فهما حليفين سلطويين.
ونبه المعهد إلى أن الرياض حصدت تصنيف 7 من 100، مما يجعلها واحدة من أكثر عشرة دول قمعية في العالم.
وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابن سلمان غاضب من مواقف بايدن تجاه الرياض الذي انتقد منذ وصولها للسلطة انتهاكاتها.
وأشارت إلى أن إدارة بايدن قلصت دعمها لحرب السعودية على اليمن، وهمش ابن سلمان لدرجة أنه لم يقابله شخصيًا بعد.
وأوضحت أنها فرضت عقوبات على سعوديين شاركوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول.
لكن -بحسب الصحيفة- لم يجر فرض أي عقوبات مباشرة على ولي العهد.
ارسال التعليق